يوم الوطن الكبير

شعر: أ. د. محمد عبد الرحيم سلطان العلماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

خمســـون عامـاً غيرَ عامٍ واحـــدِ

مرّتْ كنجـــمٍ في السما مُتصاعــدِ

مـــن زايدِ القيــدومِ كان صباحُنا

ويضيءُ عتْمَ الليل طلعـــةُ راشــدِ

شيخــانِ بل نجمانِ في أفق الدجى

طلعا على الأوطـان طلعةَ ماجـــدِ

فتعاهــــدا وتعاقــــدا أن يرتوي

قلبُ الأحبــة من مَعينٍ واحــــدِ

فتوحّـــدتْ هذي البـــلادُ بهمّـةٍ

عربيّةٍ مـــن راشـــدٍ مع زايــــدِ

وعـــلا لواءُ المجـــدِ فوق ربوعنا

وتوحّـــدتْ فيها زنودُ الساعـــدِ

وتلاحمــــتْ فيها القلوبُ محبـــةً

مِـــنْ قائمٍ أو راكـــعٍ أو ساجــدِ

ومضى يقـودُ الركبَ سيدُ قومِـــه

قَرْمٌ كبيـــــرُ القلبِ أكـــرمُ والدِ

وغدتْ إمـــــــاراتُ المحبةِ سيرةً

تُروى وقائعُــــها بفِطنةِ ســــاردِ

حُيّيتَ يا وطـــنَ المحبـــةِ والسنا

قد طاب فيك العيشُ عيشُ الراغدِ

يا قِبلة القُصّـــاد مـــن كل الورى

لكَ في قلوب الخلق شكرُ الحامــدِ

تالله مـــا نُقضـت عهودُكَ مــــرّةً

لكنّ حظّكَ مـــن حبيبٍ جاحــدِ

ومضى شيـــوخ العزّ نحو سمائهم

وتسلّم الراياتِ خيــرُ مُسانِـــــدِ

مــــن كل شهمٍ سيّـــدٍ متحــزّمٍ

بالعـــــزّ يرقـــبُ مثل صقرٍ رائدِ

هـــذا خليفة في البــــلاد يقودها

أكــــرمْ بطلعـــةِ وارثٍ عن والدِ

ومحمــدُ الخيرات يسطــــع نجمُهُ

في قلب هـــذا الليل لمعـــةَ ذائــدِ

مَــــنْ علّم الأجيالَ أنّ بلادهــم

لــن تعتلي إلا بجَمْــــرِ الواقـــدِ

ومضى يغــذُّ السيرَ نحوَ عظيمـــةٍ

ويقـــدُّ بالإنجــــاز نومَ الراقــدِ

أكـــرمْ بشيخــك يا دبيّ أصـــالةً

شيخُ الشيــوخِ عقيدُهم بو راشـدِ

والجيشُ يحرسُــه الأصيلُ محمـــدٌ

سيفُ الرجال زعيمُهم بو خالـــدِ

شيـــخٌ له في المكرمــاتِ زعامــةٌ

وله على الأعــــداء برقُ الراعــدِ

هـــذي بلاديَ تُوّجَــــتْ بمهابةٍ

للعـــزّ والتمكين رغــم الحاسـدِ

ماذا أسطّر مـــن مناقب مجـــدِها

في يومها المشهودِ قبـــل الشاهــدِ

أفديكَ مـــن وطـــنٍ تجــذّرَ حبُّهُ

في قلب كل مواطنٍ مــع وافــــدِ

 

 

Email