الإمارات حاضنة لقيم التسامح والسلم والتعددية الثقافية

ت + ت - الحجم الطبيعي

استكملت دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال العام الجاري، بناء منظومة التشريعات والمبادرات المحلية، الداعمة لمبدأ التسامح، فيما واصلت العمل مع المؤسسات والمرجعيات الدينية حول العالم، لتعزيز الاتفاقيات والمواثيق الدولية، والتي تضمن نبذ الكراهية والتمييز، لتسهم تلك الجهود في رسم خريطة طريق إماراتية للتسامح العالمي.

وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة، حاضنة لقيم التسامح والسلم والتعددية الثقافية، وكفلت قوانينها للجميع الاحترام والتقدير، وجرمت الكراهية والعصبية، وأسباب الفرقة والاختلاف، كما أنها تعد شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة، ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز.

ويحتفل العالم غداً باليوم الدولي للتسامح، الذي يتزامن هذا العام مع أزمة انتشار فيروس «كورونا» المستجد، والتي أعادت الإمارات خلالها التأكيد على مكانتها الإنسانية، كمنارة للتسامح والعطاء، مطلقة العديد من المبادرات التي شملت إجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية، بؤرة تفشي وباء «كورونا»، إلى «المدينة الإنسانية» في أبوظبي.

وإطلاق جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية، وربطها بمختلف بؤر التفشي حول العالم، بهدف دعم ومساندة رعايا بلاد شقيقة وصديقة، على تجاوز الأزمة، ومواجهة تداعياتها الصحية والإنسانية بشكل عام.

ومحلياً، توجت الدورة الرابعة من المهرجان الوطني للتسامح والتعايش 2020، سلسلة الأنشطة والفعاليات التي شهدتها الدولة هذا العام، بهدف تعزيز نشر قيم التسامح وإعلاء شأن الوسطية والاعتدال، بمشاركة أكثر من 100 جهة، وأكثر من 6 آلاف طالب وطالبة، من 81 مدرسة حكومية وخاصة، إضافة إلى طلاب من 40 جامعة حكومية وخاصة.

وشهد المهرجان، فعاليات اللقاء السنوي الأول للحكومة، حاضنة للتسامح، والذي تم خلاله إطلاق 40 لجنة تسامح، تضم 314 عضواً في 40 وزارة وجهة اتحادية، وإطلاق الدليل الإرشادي للحكومة حاضنة للتسامح، إضافة إلى إطلاق مبادرة اعتماد المؤسسات المتسامحة.

مبادرات جديدة 

وفي السياق المحلي، أعلن المعهد الدولي للتسامح، التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في دبي، عن إطلاق 10 مبادرات جديدة، ضمن سلسلة من الفعاليات والبرامج المدرجة في خطته الاستراتيجية 2021، الرامية إلى تدعيم قيم ومبادئ التسامح لدى المجتمعات الإنسانية، كاشفاً عن إضافة فئتين جديدتين إلى جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح.

وتكريم عدد من الشخصيات الاعتبارية، والرموز الدولية الداعمة للتسامح، لمد جسور السلام والمحبة بين الشعوب من كافة الأطياف والأديان، في احتفال رسمي، سيعلن عنه لاحقاً.

توعية 

واستكملت الإمارات بناء منظومة تشريعية مجرّمة للتمييز والكراهية، كما عملت على رفع مستوى الوعي المجتمعي بدور التسامح، لتضاف تلك الجهود إلى الموروث الشعبي المنفتح على الآخر، والذي سمح بتصدر الدولة قائمة أكثر الدول المفضلة للعيش فيها عربياً، وفق دراسة حديثة أعلن عنها مؤخراً.

وإلى ذلك، نجحت الإمارات منذ عام 2019، في تصدير مفهوم «التسامح» إلى العالم، حيث شكلت وثيقة الأخوة الإنسانية، التي صدرت من أبوظبي، في ختام اللقاء التاريخي الذي جمع البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في فبراير من العام ذاته، وصفة متكاملة العناصر، لإنهاء العديد من الأزمات التي تجتاح العالم.

ودعت وثيقة الأخوة الإنسانية، إلى العديد من المبادرات التي تكرس روح التسامح والتعايش بين جميع الأديان، ومن أبرزها مشروع «بيت العائلة الإبراهيمية»، المقرر إقامته في جزيرة السعديات، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، والذي سيتم افتتاحه في عام 2022، حيث سيضم البيت كنيسة ومسجداً وكنيساً، تحت سقف صرح واحد، ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات.

واحتضنت في العام نفسه، المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، وأطلقت تعهد «زايد للتسامح»، فيما افتتحت متحف «غاندي- زايد»، إضافة إلى استضافة مؤتمر تعزيز التسامح.

وتعبر مبادرات الإمارات المرتبطة بالتسامح، عن إيمان قيادتها بأن التسامح هو الطريق للأمن والاستقرار والبناء والتطور، لذلك، كانت السباقة عالمياً في الإعلان عن تشكيل وزارة للتسامح، ضمن التشكيل الوزاري للحكومة في فبراير 2016، لتضطلع بمهمة ترسيخ التسامح، كقيمة أساسية في المجتمع والعالم.

Email