جزر أم القيوين حاضنة الجمال البيئي والحضاري

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد السياحة البيئية أحد أنواع السياحة المستدامة التي تساهم في الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي .

وتمتلك إمارة أم القيوين مقومات السياحة الطبيعية بحكم موقها الجغرافي الممتد على الخليج العربي مما جعلها جاذبة للسائحين المحبين لاستكشاف المعالم الطبيعية والمهتمين بالتعرف على الحياة الفطرية في دولة الإمارات.

و تسعى دائرة السياحة و الأثار في أم القيوين من خلال برامجها التطويرية إلى تعزيز قطاع السياحة في الإمارة وتحقيق مستويات متقدمة في هذا الجانب من خلال الحفاظ على المعالم المرتبطة بالبيئة في الإمارة واستدامة مواردها الطبيعية.

و ركزت السياحة البيئية في أم القيوين على الترويج للجزر التابعة لها والتي تقع في شرق الإمارة تحيطها أشجار القرم الخضراء على مدار العام وتميزت بجمالها الفطري و تنوعها البيولوجي، إضافة إلى الأهمية التاريخية للجزر التي اكسبتها مكانة استباقية على خارطة السياحة البيئية و تمكن السائح المهتم باللقى الأثرية التعرف على تاريخها العريق من الاكتشافات الأثرية التي تعود إلى حقب زمنية عديدة، فضلا عن تمتع الإمارة بجمال شواطئها التي اصبحت وجهة لمحبي الرياضات البحرية لممارسة مختلف الأنشطة الشاطئية كالرياضات الشراعية والقفز بالمظلات.

ويعد خور أم القيوين الذي يفصل المدينة والممتد على طول 35 كم وعرض من كيلو الي 5 كم وعمق من متر إلى 12 مترا من ضمن الخيران الجميلة في الدولة فهو يضم على جانبيه مجموعة من الجزر أبرزها جزيرة السينية وجزر صغيرة كجزيرة الحرملة بالإضافة إلى الشواطئ المزينة بأشجار المنجروف الخضراء ما يمنحها ميزه السياحية البيئية التي تجذب السائحين المهتمين بهذا النوع من الطبيعة.

و من أهم الجزر و أكبرها في ام القيوين التي تمتاز بجمالها البيئي و كنزها التاريخي هي جزيرة السينية التي تقع على بعد كيلو متر شرق مدينة أم القيوين لها طبيعة طبوغرافية جعلت منها محمية طبيعية بسبب الغطاء النباتي الأخضر المنتشر على سطحها ونمو اشجار المنجروف و القرم مما جعلها جاذبة للعديد من أنواع الطيور التي تنتشر فيها بكثرة كالنورس والنسر والمالك الحزين و طائر الغاق بالإضافة إلى وجود الضباء فيها بكميات كبيرة .

وإلى جانب جمالها الطبيعي تحظى الجزيرة بتاريخ قديم وحضارة عريقة أكدتها الاكتشافات الأثرية في جزيرة السينية والتي أكدت من خلال الأثار المكتشفة تاريخها الحضاري الذي يعود إلى عصور قديمة، برزت من خلالها التلال الصدفية من المحار والرخويات التي دلت على اعتماد الصيادين لها في تلك الحقبة كغذاء، بالإضافة إلى العثور على الكسر الفخارية و بعض الجرار الكاملة مختلفة الأنواع كالفخار المحلي "صنع محلي" وهي من النمط المعروف بفخار جلفار والمؤرخ ما بين القرن السابع عشر والتاسع عشر الميلادي ، بالإضافة إلى اكتشف الفخار المزجج و يعود تاريخه إلى العصر الإسلامي ما بين القرن السابع عشر والتاسع عشر الميلادي ، إلى جانب وجود العديد من الأثار التي يعود تاريخها للعصر العباسي و وجود تقليد البورسلان الصيني الذي يمتاز بزخارفه الرقيقة ويؤرخ إلى القرن التاسع عشر الميلادي .

وبالإضافة إلى اللقى الاثرية في جزيرة السينية يوجد بها برجان معروفان محلياً بــ "برج النهار وبرج البحر" كانا يستخدمان في الماضي لإنارة طرق السفن.

أما الجزيرة الثانية التي تعد من الجزر المعززة للسياحة البيئة في الإمارة هي جزيرة الأكعاب ويرجع تاريخها إلى "العصر الحجري الحديث" الذي يؤرخ بين سبعة آلاف وستة آلاف سنة قبل الوقت الحاضر، وكان يطلق عليها جزيرة الصيادين وذلك بسبب العثور على أدوات الصيد، والسكاكين، والسنارات المصنوعة من الأصداف، والعظام، وأحجار الصوان، ودلت المكتشفات التاريخيّة على أنّ سكان الجزيرة امتهنوا صيد البحر من الأسماك واللؤلؤ منذ أقدم العصور.. ومن أهم ما تم اكتشافه في الجزيرة هو اكتشاف مقبرة كبيرة لحيوان الأطوم او ما يعرف ببقر البحر الذي كان يعيش على ساحل المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي حيث يصل طوله إلى 4 أمتار ويمكن أن يصل وزنه إلى 400 كيلو غرام.... وكشفت حفريات جزيرة الكعاب التي تم تنفيذها تحت إشراف دائرة السياحة والآثار في أم القيوين قيام سكان الجزيرة في تلك الحقبة انتقاء بقايا الأطوم بعناية ورصفها لتشكل بناء بحجم كبير من عظام منتقاة وفق اختيار محدد كما أن اكتشاف اللقى الصدفية والحجرية كانت موضوعة بشكل مقصود وهي مكونة من حلي شخصية ونخبة من الأدوات النادرة إضافة إلى بقايا ثدييات أرضية.

وتعمل دائرة السياحة والأثار في السنوات الأخيرة على الترويج للمواقع السياحية البيئية في الإمارة من خلال تنفيذ البرامج والمبادرات التي تعزز هذا النوع من السياحة وتبرز الأهمية البيولوجية والحضارية للمواقع السياحية في الإمارة.

Email