العالم يحيي «يوم السكري» وسط مخاوف وإجراءات للوقاية من «كورونا»

الإمارات توظّف الذكاء الاصطناعي لمحاربة السكري

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشارك الإمارات دول العالم في إحياء فعاليات اليوم العالمي للسكري 2020، الذي يصادف اليوم، ويهدف هذا العام إلى إذكاء الوعي بشأن الدور الفارق الذي يضطلع به الممرضون والممرضات في دعم المصابين بمرض السكري.

وهذا العام، أطلقت وزارة وزارة الصحة ووقاية المجتمع تطبيق «سكري» الذكي للوقاية من الإصابة بداء السكري بين أفراد المجتمع، تماشياً مع برنامج الوقاية من داء السكرى ويهدف التطبيق إلى رفع مستوى الوعي العام والتثقيف الصحي لمرضى السكري، ومرحلة ما قبل السكري والحد من المضاعفات المترتبة على هذه الحالات المرضية.

وتصدرت حماية ووقاية أصحاب الأمراض المزمنة، ولا سيما السكري سلم أولوية الجهات الصحية في الدولة منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث سارعت تلك الجهات إلى إطلاق العديد من المبادرات التي تجنبهم الإصابة بالفيروس قدر الإمكان، حيث فعلت وزارة الصحة ووقاية المجتمع خدمة التطبيب عن بعد لمرضى السكري، فيما استحدثت هيئة الصحة في دبي منظومة صحية متكاملة لرعاية مرضى السكري عن بُعد باستخدام أحدث التجهيزات والتقنيات الذكية التي تمكن الهيئة من متابعة المرضى على مدار الساعة وتقديم الخدمات الطبية الممكنة.

وبدأ مركز دبي للسكري بدراسة لفحص خاص لأقرباء الدرجة الأولى للمصابين بالسكري من النوع الأول للحد من هذا المرض أو التقليل من نسبة النوع الثاني، بالإضافة إلى متابعة المرضى من خلال الهاتف الذكي. ونتيجة الاهتمام الصحي والرعاية الكبيرة التي يبذلها القطاع تراجعت دولة الإمارات من المرتبة الثانية عالمياً إلى المرتبة الـ 15 حسب تقرير الفيدرالية العالمية للسكري عام 2019.

وأوضح الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للمراكز والعيادات، بمناسبة اليوم العالمي للسكري أن الخطة الاستراتيجية لمكافحة السكري التي وضعتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إضافة إلى استراتيجيات الجهات الصحية الرسمية الأخرى في الدولة، وحملات التوعية المكثفة، تقف وراء تراجع نسبة الإصابة، مشيراً إلى دور زيادة الوعي الصحي بين المواطنين والمقيمين ودخول الجهات الأخرى في الدولة مثل البلديات وتشجيعها للناس على ممارسة الرياضة من خلال تخصيص أماكن للمشي «الممشى» في مختلف مناطق الدولة، وتطبيق المدارس للأغذية الصحية، كلها عوامل أسهمت في انخفاض نسبة الإصابة بالمرض الذي ما زال يعتبر من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في الدولة.

وأكد الدكتور الرند أن الوقاية من السكري ممكنة خصوصاً للمرضى من النوع الثاني، المعتمدين على الأدوية الفموية.

 

السكري

وفي دبي، قال الدكتور أحمد بن كلبان، المدير التنفيذي لقطاع المراكز الصحية المتخصصة، إن مركز دبي للسكري، بدأ وبالتعاون مع مراكز أخرى متخصصة بالسكري، بفحص خاص لأقرباء الدرجة الأولى للمصابين بالسكري من النوع الأول، وقد نستطيع من خلال هذه الفحوصات الخاصة تحديد أولئك الذين هم في طور الإصابة بالسكري، وسيتم نشر أية معلومات جديدة عن إمكانية منع المرض لاحقاً.وأوضح أن النوع الثاني يعد الأكثر انتشاراً، وهناك بعض الدراسات تشير إلى إمكانية تأخير أو منع الإصابة بهذا النوع من السكري، وخصوصاً إذا كان هناك تاريخ عائلي بمرض السكري أو بالإصابة بسكري الحمل، لافتاً إلى أنه يمكن التقليل من فرصة الإصابة بالسكري من النوع الثاني من خلال المحافظة على الوزن المثالي، وتجنب السمنة قدر الإمكان، وتخفيف الوزن إذا كان الشخص يعاني من السمنة، وممارسة الرياضة بانتظام، لأن الرياضة تمكن الجسم من استعمال الأنسولين بطريقة أفضل وتخفف ما يسمى بمقاومة الأنسولين.

وأضاف أن المركز يقوم حالياً بإخضاع 40 مريضاً لدراسة التطبيق الذكي لمراقبة مرضى السكري، عن بعد عن طريق تزويدهم بأجهزة قياس ضغط الدم والسكري، وجهاز قياس نسبه الأوكسجين وضربات القلب، بالإضافة إلى وعاء أدوية ذكي يقوم بتذكير المريض بموعد تناول جرعات دوائه وجميعها متصلة بهاتف وتطبيق ذكي، حيث يستطيع الكادر الطبي التواصل مع المريض إذا ما طرأ تغير في مستويات فحوصاته دون الانتظار لحين الموعد التالي، ويتمكن الطبيب المعالج من تعديل البرنامج العلاجي دون تأخير، بالإضافة إلى سهولة التواصل مع الطبيب عن طريق التطبيق الذكي، كذلك يقوم التطبيق بتذكير المريض بموعد الفحوصات وكذلك مواعيد تناول الدواء، وفي حال نسيانه تناوله يصله تنبيهات من خلال الهاتف لتذكيره، وإذا كانت مستويات الفحوصات مرتفعة أو منخفضة قليلاً، يتلقى المريض تنبيهات مع بعض المعلومات التي تساعده على تعديل مستويات الفحوصات، حيث تم من خلال الدراسة استهداف المرضى ذوي المعدل التراكمي أكثر من 8% وكذلك لا يستطيعون الحضور للمواعيد المتكررة لمناقشة فحوصاتهم ولديهم القدرة على استخدام جهاز الهاتف الذكي.

15 حلاً لمحاربة السكري

يعتبر مركز دبي للسكري، المركز الرائد المتخصص في إدارة مرض السكري، ويعمل على مختلف المستويات وإعداد برامج توعية لإيجاد مجتمع خال من داء السكري ومضاعفاته، من خلال العمل بروح الفريق والسعي الجاد لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها المركز، ومن ضمن الحلول المقترحة للحد من زيادة نسبة الإصابة، ضرورة الحد من إعلانات الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة التي تستهدف الأطفال، لمعالجة السمنة، والحد من انتشار السكري بين طلبة المدارس.

وثانياً سن تشريعات تجبر الشركات المصنعة على خفض نسبة السكريات في المشروبات الغازية والأطعمة التي تحتوي على نسب عالية، وثالثاً تطوير السياسات الصحية، بالاعتماد على البحث العلمي والعملي، ورابعاً البرامج الوقائية والعلاجية المختلفة، وتوحيد الجهود على مستوى الدولة.

وخامساً إجراء بعض التغييرات في أساليب حياتنا، وتبني أنظمة غذائية صحية، وممارسة التمارين الرياضية، وحض أفراد الأسرة والمجتمع بالترغيب باتباع الأغذية الصحية المنخفضة السعرات الحرارية.

وسادساً توجه العديد من الأفراد على نحو متزايد نحو تقديم النصح والدعم لبعضهم، ومشاركة تجاربهم الخاصة مع الآخرين إلى جانب الاجتماع معاً لممارسة أنشطة اللياقة البدنية أو الرياضة في أوقات فراغهم. وسابعاً نشر برامج التوعية الصحية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزيون، وثامناً فرض الضرائب على منتجات التبغ والسكر والمشروبات المحلاة، إضافة إلى حظر الوجبات السريعة والحلويات في المدارس.

وتاسعاً تكثيف توعية المجتمع بأعراض السكري عبر استهداف المدارس والأمهات، وعاشراً إجراء الفحوص الطبية الخاصة بالكشف عن السكري، للتعامل مع الحالات المرضية بصورة مبكرة، والحل الحادي عشر يتمثل في رفع المقدرات العلاجية للكوادر الطبية، وإيجاد المزيد من المبادرات، ودعم المبادرات التي تطلقها الهيئات الصحية، والتركيز على أدوات التوعية والعناية الذاتية للمرضى. والحل الثاني عشر يتمثل في المشاركة في دراسة عالمية عن مرض السكري، تشترك في تنفيذها دولة الإمارات، والاطلاع على آخر الدراسات والمستجدات العالمية في علاج المرض والوقاية منه.

والحل الثالث عشر، وضع سياسات وبرامج، لتعزيز الرضاعة الطبيعية واستهلاك الأغذية الصحية، وحظر الأطعمة غير الصحية داخل المدارس والجامعات وأماكن العمل. والحل الرابع عشر يتمثل في إنشاء وإيجاد بيئات اجتماعية وعمرانية داعمة للنشاط البدني، سواء داخل المباني السكنية أو حولها. والحل الخامس عشر إيجاد سجل للسكري، فكرته تتمثل بتسجيل كل مريض يشخص بأنه مصاب بالسكري في السجل، ويكون على مستوى الدولة.

تحذير

وقال الدكتور عبدالرزاق المدني، استشاري السكري والغدد الصماء في جمعية الإمارات للسكري، إن تقلبات نسبة السكر في الدم تزيد في الأحوال العادية من احتمالية خطر مضاعفات أخرى، وفي ظل انتشار فيروس معد مثل (كوفيد 19)، فهذا يعني أن المضاعفات قد تكون أسوأ بكثير، بسبب عدم قدرة الجسم على مكافحة الفيروس بصورة مثالية، إضافة إلى أن زيادة الالتهابات الفيروسية قد تتفاقم في حال ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى مستويات عالية، ما يجعل الحالة أكثر سوءاً.

وأضاف أن مرض السكري عادة ما يرتبط بأمراض أخرى مزمنة مثل أمراض القلب، والأوعية الدموية، والضغط، ولهذا يفضل الاهتمام بمسألة التحكم بمستويات السكر في الدم، وإدارة الحالة الصحية بشكل جيد خلال فترة الوقاية من الوباء، مع الحرص على شرب الماء، وعدم التوقف عن تناول الأدوية، مشدداً على أنه في حال اشتباه المريض في إصابته بالفيروس الجديد، أو ظهرت عليه أي أعراض تحذيرية، مثل ارتفاع أو انخفاض مستويات الغلوكوز بشكل مستمر، يجب عدم التردد في الاتصال بالطبيب المعالج، أو زيارة أقرب مستشفى أو مركز لتعديل الجرعة الدوائية.

وأشار إلى أن مرضى السكري بحاجة إلى رعاية صحية خاصة في ظل ما يشهده العالم من تفشٍ للفيروس، لضمان عدم تعرضهم لأي عوامل قد تسهم في إصابتهم بهذا الوباء الخطر.

 

اقرأ أيضاً:

ـــ عبدالله آل حامد: صحة مرضى السكري وسلامتهم أولوية

Email