استعراض مبادرات الوزارات والهيئات لتعزيز التسامح

عبدالله بلحيف النعيمي والمشاركون في المؤتمر| من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت أمس فعاليات مؤتمر التسامح والتعايش في العمل المؤسسي الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع مختلف الوزارات والهيئات الاتحادية، على هامش مهرجان التسامح والتعايش 2020، حيث تم مناقشة مشاريع ومبادرات الوزارات والمؤسسات الحكومية والهيئات لتعزيز قيم التسامح داخل بيئة العمل الخاصة بها، حتى يتحول التسامح والتعايش إلى منهج حياة نعيشه جميعاً على أرض الإمارات، وتطرق المؤتمر إلى التسامح لدى الموظف والمؤسسة وبيئة العمل وعلاقة المؤسسات الحكومية بالمتعاملين.

وتناول المؤتمر قضايا التسامح البيئي والتسامح الديني والتسامح في مجال الرياضة، وحضره معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة، وعفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، والدكتور محمد مطر سالم الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وعارف حمد العواني أمين عام مجلس أبوظبي الرياضي، وعدد كبير من رؤساء وأعضاء لجان التسامح بالمؤسسات والهيئات المختلفة.

التسامح البيئي

وتناول معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي ملامح وآليات وأهداف وطبيعة التسامح في القطاع البيئي، وبين أن مبادرة «التسامح البيئي» تقوم على 5 مبادرات فرعية لكل منها توجهها الخاص وآليات تنفيذها. وتبدأ بمبادرة «التسامح مع بيئتنا البحرية» والتي تشتمل على عدد من الحملات التوعوية التي توضح جهود الوزارة في المحافظة على البيئة البحرية، ومنها حملة «الصافي والشعري»، وحملة «حماية السلاحف البحرية وأسماك القرش المهددة بالانقراض» ومشروع «حدائق الفجيرة للشعاب المرجانية المستزرعة».

وتطرق النعيمي لمبادرة «لنتسامح مع بيئتنا البرية» والتي تشتمل على عدد من الحملات التوعوية الخاصة بالمحافظة على البيئة البرية ونظمها الإيكولوجية كحملة الرفق بالحيوان وحملة «نبضات بيئية» وحملة المحافظة على الأشجار المعمرة وحملات تنظيف البر ومشاريع المحافظة على المحميات الطبيعية.

ترسيخ التعايش

ومن جانبه، أكد معالي الدكتور محمد مطر سالم الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف «أن الاستراتيجية التي تتبعها الهيئة لتعزيز التسامح في العمل المؤسسي، تأتي انطلاقاً من قانون تأسيسها والمهام المنوطة بها في نشر الثقافة الإسلامية المعتدلة، وترسيخ التعايش والتسامح في المجتمع عبر المنابر والدروس والمحاضرات والبرامج والفعاليات المجتمعية المتنوعة، مؤكداً أن الهيئة قامت بجهود حثيثة لتحقيق هذه الأهداف منها تعيين العاملين في الخطاب الديني من خيرة الكفاءات الشرعية الملتزمة بمنهج الاعتدال والفكر الحضاري المستنير، ليقوموا بتنمية الوعي الديني لحقيقة الإسلام، ثم التزام القائمين على الخطاب الديني بالقوانين والتشريعات السارية في الدولة ومنها قانون رعاية المساجد الذي يحظر على العاملين في المساجد الانتماء إلى أي حزب أو جماعة دينية أو سياسية محظورة، كما قام العاملون في المساجد والمنابر الثقافية والمجتمعية بالتعهد بوثيقة التسامح التي تنص على الالتزام ببنود قانون مكافحة الكراهية والتمييز رقم 2 لعام 2015 في احترام الأديان السماوية ومعتقدات الآخرين، وعدم الإساءة إلى معتقداتهم، وتعزيز التعايش بين جميع مكونات المجتمع الإماراتي، وتجنب التمييز في جميع صوره، وتعميق المحبة والتلاحم المجتمعي، وتعزيز الانتماء للوطن والولاء لقيادته».

دروس وإصدارات

وأضاف الكعبي أن الهيئة قامت بتعميم دروس المساجد النافعة والإصدارات الدينية الأخرى التي تغرس قيم التسامح والتعايش والاحترام والإيجابية بين أبناء المجتمع، وإعداد خطة وعظ سنوية تشمل محاضرات وندوات في المساجد والمؤسسات الرسمية والمجتمعية والمدارس والجامعات، والخدمة الوطنية، والبرامج الدينية الإذاعية والتلفزيونية تعزز في محاورها ثقافة التسامح والاعتدال والريادة الحضارية.

وأشار الكعبي إلى أن تطوير مناهج التربية الإسلامية بالإشتراك بين الهيئة مع وزارة التربية والتعليم، وجامعة الإمارات، جاء ضمن رؤية تضمن اختيار موضوعات تعزز الاعتدال والتسامح، وتصحح المفاهيم، وترسخ المرجعية الدينية الوطنية لدى الطلبة، مع التزام جميع مدرسي التربية الإسلامية بالميثاق الوطني لمعلمي التربية الإسلامية الذي يهدف إلى حماية القيم الإماراتية النبيلة المستمدة من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وتراث الآباء والأجداد.

حاضنة التسامح

وأكدت عفراء الصابري أن اهتمام وزارة التسامح والتعايش بتنظيم مؤتمر التسامح والتعايش في العمل المؤسسي على هامش فعاليات المهرجان الوطني للتسامح والتعايش، يأتي بتوجيهات من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش ليكون أحد الفعاليات المهمة ضمن مشروع الحكومة حاضنة للتسامح، ولرصد ما تم انجازه في المؤسسات الحكومية المختلفة.

مكافحة التعصّب

أكد عارف حمد العواني أمين عام مجلس أبوظبي الرياضي أن الرياضة أحد أهم المجالات التي يمكن من خلالها تعزيز التسامح ومكافحة التعصب، كما أنها أكثر المجالات التي يقبل عليها الشباب، ويتأثرون بنجومها ولعباتها، وان الرياضي عندما يعتمد القيم الأخلاقية منهجاً فإنه يصبح قدوة لقطاعات كبيرة من الشباب على المستوى الوطني والعالمي أيضا، مؤكداً أن العديد من الدراسات الأكاديمية أشارت إلى الدور الذي لعبه لاعب كرة القدم العربي محمد صلاح في تعريف قطاعات عريضة من الشباب العالمي بالقيم الإنسانية الراقية من واقع انه يتحلى بها، فأبرز صورة الشباب العربي بشكل جيد للغاية وأصبح قدوة لقطاعات عريضة في المجتمع.

Email