المنصوري والنيادي يتدربان على السّير الفضائي بكفاءة عالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواصل رائدا الفضاء الإماراتيان، هزاع المنصوري وسلطان النيادي، تدريباتهما، التي بدأت سبتمبر الماضي في مركز جونسون للفضاء، التابع لـوكالة «ناسا»، وهو أحد أكبر المراكز المتقدمة في العالم، والتي تشمل التدريب على مهمات السير الفضائي خارج محطة الفضاء الدولية، والبقاء لفترات طويلة فيها، والتدريب على العديد من العمليات التي تتم على متنها، بما في ذلك التعامل مع أنظمة المحطة والتحكم في الروبوتات، ودورات التدريب على طائرة T-38.

وأكد الرائدان، خلال مقابلة تلفزيونية لبرنامج «مسبار الأمل» في قناة «الإمارات»، أنهما يخوضان التدريبات بكفاءة عالية، فيما يكتسبان مهارات جديدة، تتناسب مع المهمة المقبلة لمحطة الفضاء الدولية، والتي ستكون أطول في مدتها، فضلاً عن نوعيتها، والتي ستختص بتشغيل أقسام المحطة، وهو أمر أكثر احترافية وأعقد في مسؤولياته، وهو ما يضعهما على قدم المساواة في الخبرات، مع رواد الفضاء المحترفين، والذين يتولون إدارة محطة الفضاء الدولية.

وقال هزاع المنصوري: إن مدة التدريبات، تصل إلى عامين، ويتم خلالها تأهيلهما لتشغيل المحطة الدولية، وإجراء الصيانة على المعدات، وإدارة مهام مختلفة فيها، مثل التدريب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، مشيراً إلى أن المحطة موجودة منذ عشرين عاماً، وتعتبر مختبراً ضخماً، يتم إجراء التجارب عليها، ولذلك، تأتي أهميتها، كونها من أعظم الأعمال البشرية التي يجب المحافظة عليها لخدمة الإنسانية، وتعزيز الاكتشافات المستقبلية في الفضاء الخارجي.

تدريبات متنوعة

وأشار إلى أنهما يتلقيان تدريبات مهمة، في ما يخص كيفية المشي في بيئة تشابه بيئة الفضاء، حيث يتطلب منهم الخروج خارج المحطة الدولية لحل أي تحديات للمحطة، سواء كانت تقنية أو هندسية، وهو أمر ليس سهلاً على الإطلاق، ويتم خلاله التزام إجراءات أمان وسلامة عالية جداً، مبيناً أنه، ولذلك، يقومان بالتدريب في حوض سباحة ضخم، يبلغ طوله 202 قدم، وعرضه 102 قدم، وعمقه 40 قدماً، فيما يأتي ذلك، كون أن السير في الفضاء يشبه العمل تحت الماء، موضحاً أن التدريب تحت الماء، يعد إحدى التجارب المهمة لرواد الفضاء، قبل أي رحلة فضائية، حيث يتم ارتداء بدلة الفضاء تحت سطح الماء، داخل أحواض ضخمة معدة للتدريب، مع الاستعانة بأثقال تحافظ على مستوى الرواد، بتجنب الهبوط تحت القاع، أو أن يطفو إلى السطح، ويأتي ذلك لوضع رواد الفضاء في حالة شبيهة إلى انعدام الوزن والجاذبية، حيث يمضون 6 ساعات تحت الماء، والتي تعادل ساعة سير بالفضاء.

مهمات مستقبلية

وذكر المنصوري، في ما يخص التغيرات التي حدثت بعد نجاحه في مهمة «طموح زايد»، إذ بين أن هذه المهمة، تعتبر بداية مهمات مستقبلية سيقوم بها رواد الفضاء الإماراتيون خلال السنوات المقبلة، وتأهيل جيل جديد منهم، مشيراً إلى أنه، وبعد إتمام المهمة بنجاح، وفي أقل من عام، بدأ التدريبات الجديدة في مركز جونسون للفضاء، استعداداً للمهمة المقبلة للإمارات، وهو أمر يعكس رؤية وطموح الدولة للاستمرار بقوة.

6 ساعات

من جهته، أوضح رائد الفضاء سلطان النيادي، أن تدريبات السير بالفضاء معقدة جداً، خاصة أنها تستغرق ما يقرب من 6 ساعات، يكون الرائد فيها وحيداً، يقوم بمهمته خارج محطة الفضاء الدولية، التي تتمتع بحجم كبير جداً، مبيناً أن التدريب تحت الماء مهم جداً، حيث يضعهم في حالة شبيهة إلى انعدام الوزن والجاذبية، ويمضون ساعات طويلة تحت الماء، للتعرف إلى نموذج أجزاء المحطة الأرضية، وكيفية الدخول والخروج منها، كما يوجد كذلك مختبر الطفو المحايد، ويتم خلاله تدريبهم على عمليات الصيانة لمعدات محطة الفضاء الدولية، ويتطلب ذلك تجهيز بدلات فضاء خاصة، وغالباً يتم استخدام بدلات فضاء قديمة، وقد انتهت صلاحيتها، ولا يمكن استخدامها في الفضاء، ويتم ارتداء نسخة تدريبية للبدلة.

وشرح أن صعوبة المهمة، تكمن في دقتها، ولذلك فالتأهيل الكبير مهم جداً لهما، وذلك للحفاظ على حياتهما، وعلى بدلة رواد الفضاء، لأنها غالية جداً، حيث يبلغ سعرها 12 مليون دولار، وتتميز بلونها الأبيض العاكس للحرارة، وتتكون من 14 طبقة مختلفة من المواد، وتحتوي الطبقات الثلاث العميقة على سوائل، بهدف التبريد، ولكل طبقة دورها لحماية رائد الفضاء من الظروف التي قد يتعرض لها، خصوصاً خارج محطة الفضاء الدولية، وأنها مصممة لحماية رائد الفضاء من درجات الحرارة المرتفعة والمتدنية، بالإضافة إلى حمايته من الغبار الفضائي، والذي تفوق سرعته سرعة الرصاصة.

Email