افتتح مركز دبي للأنظمة المرورية بـ590 مليوناً.. واطلع على مشاريع طرق وجسور جديدة

محمد بن راشد: دبي سابقة وسبّاقة وستبقى كذلك

ت + ت - الحجم الطبيعي

افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية، التابع لهيئة الطرق والمواصلات، بتكلفة 590 مليون درهم، ويعد أحد أكبر وأحدث مراكز التحكم المروري في العالم من حيث توظيف التقنيات الذكية، وإدارة الحركة المرورية، ويلبي التوسع الكبير الذي تشهده إمارة دبي ومتطلبات استضافتها لمعرض إكسبو 2020.

ودوّن سموه عبر «تويتر»: «افتتحت اليوم (أمس) المركز الذكي بدبي لإدارة الحركة المرورية بتكلفة أكثر من نصف مليار درهم.. سندير حركتنا المرورية باستخدام الألياف البصرية وأجهزة تخصصية لرصد الحوادث.. وشبكة كاميرات ذكية مربوطة بقواعد البيانات الضخمة.. وأجهزة استشعار وأجهزة لرصد زمن الرحلات بين مناطق الإمارة».

وتابع سموه: «كما اطلعت اليوم على مشاريع طرق وجسور جديدة بطول 119 كم وبتكلفة 4.6 مليارات درهم ستخدم مطار آل مكتوم الجديد وإكسبو 2020 وجبل علي والمدينة العالمية للإنتاج الإعلامي.. واعتمدت أيضاً استراتيجية التنقل ذاتية القيادة في الإمارة 2030... دبي سابقة وسبّاقة وستبقى كذلك».

وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية في منطقة البرشاء، معالي الفريق عبدالله خليفة المري قائد عام شرطة دبي ومعالي مطر محمد الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، وعدد من المسؤولين في الهيئة.

وأزاح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الستار عن النصب التذكاري معلناً الافتتاح الرسمي للمركز، ثم شاهد سموه والحضور عرضاً مصوراً عن مشروع تطوير وتوسعة الأنظمة المرورية الذكية الذي يخدم توجهات حكومة دبي في التحول للمدينة الأذكى عالمياً، وتوظيف التقنيات والبرمجيات الذكية في تسهيل عملية التنقّل في دبي، ويسهم في زيادة نسبة تغطية شبكة الطرق الرئيسة في الإمارة بالأنظمة المرورية الذكية من 11% حالياً إلى 60%، وتحسين زمن رصد الحوادث والازدحامات في طرق الإمارة وسرعة الاستجابة لها.

ويشكّل مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية شرياناً حيوياً متجدداً لإدارة الحركة في الشبكة المرورية للإمارة، ويعد منصة تكنولوجية متكاملة، يجري فيها توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء وأحدث أنظمة الاتصالات، إضافة إلى العديد من أجهزة الرصد المروري وجمع المعلومات والخدمات الذكية الأخرى، ويعمل المركز من خلال الأنظمة المرورية الذكية على مراقبة وإدارة شبكة الطرق الحالية والمستقبلية في جميع مناطق دبي.

وتتسم الأنظمة التقنية المركزية المتطورة في ربط نظام التحكم المروري مع الأجهزة الميدانية (iTraffic) التي ستعمل كمنصة تكنولوجية متكاملة لجمع البيانات الضخمة وتحليلها، والمساعدة على دعم اتخاذ القرارات الآنية لإدارة الحركة المرورية والحوادث والفعاليات الضخمة مثل معرض إكسبو 2020.

مكونات المشروع

واستمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لشرح من معالي مطر الطاير عن مشروع تطوير وتوسعة الأنظمة المرورية الذكية، الذي يعد أحد مخرجات مختبر مسار الهيئة 2030، وزوّد المركز بنظام التحكم المروري المتقدم (iTraffic) المعزّز بتقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات تحليل البيانات الضخمة ودعم اتخاذ القرار. ويسهم المركز في إدارة الحركة المرورية والربط بين جميع مناطق دبي، والتكامل مع مركز التحكم الموحّد لأنظمة النقل والطرق، وتم تأهيل وتطوير أكثر من 60 من الكوادر الوطنية المتخصصة بإدارة عمليات التشغيل عبر دورات تدريبية متخصصة في جميع أنظمة المشروع وعمليات التشغيل والتقنيات الخاصة بها، وتأهيلهم على إجراءات الصيانة ودعم الأنظمة.

واستعرض معالي مطر الطاير تفاصيل المشروع الذي تضمّن خمس حزم رئيسة شملت تحديث وتركيب 112 لوحة رقمية متغيرة بأحدث التقنيات العالمية، توفر معلومات مرورية فورية للسائقين عن حالة شبكة الطرق مثل مواقع الازدحامات والحوادث المرورية، إضافة إلى عرض الرسائل والإرشادات والنصائح المهمة المتعلقة بالسلامة المرورية، لزيادة كفاءة إدارة الحركة المرورية، ووزعت اللوحات على مواقع مختارة من شبكة الطرق في دبي وحول مناطق الفعاليات الكبرى مثل موقع إكسبو 2020، كما شملت تركيب أنظمة الرصد المروري وجمع المعلومات، وتشمل تركيب 116 كاميرا مراقبة مرورية ليرتفع إجمالي عدد الكاميرات إلى 245 كاميرا، وتركيب 100 جهاز رصد الحوادث وتعداد المركبات، وبذلك يرتفع إجمالي عدد الأجهزة إلى 235 جهازاً.

كما تم تركيب 115 جهاز حساب زمن الرحلات ومعدل السرعات، و17 محطة استشعار حالة الطقس، وكذلك تنفيذ خطوط الطاقة الكهربائية وشبكة الألياف البصرية للاتصالات بين الأجهزة الموقعية والأنظمة المركزية بطول 660 كيلو متراً، حيث ارتفع طول شبكة الألياف البصرية إلى 820 كيلومتراً، كما شمل المشروع تنفيذ أعمال تطوير برمجيات النظام المركزي المروري المتقدم، الذي يسهم في دعم اتخاذ القرار، ويوفّر خطط الاستجابة التلقائية، حيث يقوم النظام المركزي بالتكامل مع الأجهزة الميدانية وتحليل البيانات الواردة منها وتفعيل الخطط المناسبة.

مرافق المركز

عقب ذلك، تجوّل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مرافق مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية، الذي صُمم ونُفذ بأحدث المواصفات العالمية لتصميم مراكز التحكم من أجهزة وشاشات عرض ضخمة وأنظمة تحكم سهلة الاستخدام وفعّالة لمشغّلي ومهندسي الأنظمة المرورية الذكية، حيث يضم المبنى مركزاً متخصصاً لإدارة عمليات مراقبة وإدارة الحركة المرورية مجهزاً بشاشات عرض كبيرة، وغرفٍ متخصصة للأنظمة التقنية وغرفة إدارة حالات الطوارئ بالحركة المرورية، إلى جانب مكاتب الفرق الهندسية المعنية بإدارة وتطوير ودعم الأنظمة.

واستمع سموه لشرح عن التقنيات التي ينفرد بها مركز التحكم، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، وأدوات تحليل البيانات ودعم اتخاذ القرار، والنظام المتطور لإدارة الأصول، إضافة إلى تقنيات التنبؤ بالازدحامات المرورية، وأنظمة التحكم بالحركة المرورية على التقاطعات، كما اطلع سموه على التكامل والربط بين كاميرات المراقبة المرورية التابعة للهيئة والكاميرات المرورية التابعة للقيادة العامة لشرطة دبي، بما يسهم في فاعلية إدارة الحركة المرورية على الطرق في إمارة دبي، وتحديداً خلال الأحداث والفعاليات الكبيرة أو في حالات الطوارئ والأزمات.

وشاهد سموه والحضور عرضاً حياً لعملية إدارة الحوادث المرورية، من حيث سرعة وصول الدوريات لموقع الحادث، والتعامل معه وإخراج المركبات وصولاً لإعادة الحركة المرورية لوضعها الاعتيادي.

إدارة الحوادث

كما اطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على نتائج التشغيل التجريبي لمشروع خدمة إدارة الحوادث المرورية المشترك بين هيئة الطرق والمواصلات والقيادة العامة لشرطة دبي، الذي بدأ تشغيله في سبتمبر عام 2018، على شارع الشيخ محمد بن زايد وشارع إكسبو بطول قرابة 72 كيلومتراً، عبر توفير 11 مركبة إزالة ونقل المركبات، و6 مركبات لإدارة الحوادث المرورية، بهدف التدخل السريع وإدارة حركة المرور، وإزالة المركبات المشتركة في الحوادث المرورية البسيطة أو المركبات التي تتعطل في الطرقات، وتحسين مستوى السلامة والحفاظ على تدفق حركة المرور مع تأمين موقع الحادث، وتقليل الفترة الزمنية الإجمالية لإدارة حالة موقع الحادث.

وأوضح معالي مطر الطاير في معرض شرحه أن المشروع ساهم في خفض معدل حوادث الوفيات بنسبة 42% وزيادة معدل سرعة الحركة المرورية على شارع الشيخ محمد بن زايد بنسبة 5.5%، وبلغ تقييم رضا الجمهور عن الخدمة 99%، مشيراً إلى أن الخدمة تعاملت خلال 8 أشهر مع 12906 حالات مرورية، بينها 5071 حادثاً مرورياً بمعدل 633 حادثاً شهرياً، وحققت مؤشرات أداء عالية في معدل زمن الاستجابة للحوادث ومعدل وقت إخلاء الحوادث.

طرق جبل علي

كما اطلع صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على مشاريع الطرق والجسور التي أنجزتها الهيئة في منطقة جبل علي، بطول 119 كيلومتراً، بتكلفة 4.6 مليارات درهم، وتخدم معرض إكسبو 2020، ومنطقة جبل علي الصناعية، والمنطقة الحرة في جبل علي، ومجمع دبي للاستثمار، والمدينة العالمية للإنتاج الإعلامي، ومطار آل مكتوم الدولي.

وتضمّنت مشاريع الطرق تطوير دوار الحوض على شارع الشيخ محمد بن زايد إلى تقاطع مجسّر يوفّر حركة مرورية حرة في جميع الاتجاهات، وبلغ إجمالي أطوال الطرق 26.6 كيلومتراً، وتقدر الطاقة الاستيعابية للتقاطع بنحو 57 ألف مركبة في الساعة، وتطوير التقاطع السابع على شارع الشيخ زايد وتطوير شارع اليلايس وامتداد شارعي الخيل الأول والأصايل، وذلك عبر تنفيذ طرق وجسور بطول 18.5 كيلومتراً، تقدر طاقتها الاستيعابية بنحو 29 ألف مركبة في الساعة، وتطوير جسر جافزا على شارع الشيخ زايد، من خلال تنفيذ جسور بطول 2.5 كيلومتر، تقدر طاقتها الاستيعابية بنحو 6000 مركبة في الساعة.

كما شمل المشروع تطوير شبكة الطرق المحيطة بمعرض إكسبو 2020، بإجمالي 71 كيلومتراً، فيما بلغ طول الجسور 13.4 كيلومتراً، والأنفاق 450 متراً، وتتراوح الطاقة الاستيعابية للتقاطعات المُجسّرة ما بين 10 و69 ألف مركبة في الساعة.

وشمل مشروع تطوير شبكة الطرق المؤدية لموقع معرض إكسبو، تطوير عدد من التقاطعات، مثل تقاطع شارع الشيخ محمد بن زايد مع شارع إكسبو، مع تنفيذ مداخل لموقع المعرض، من شارع الشيخ محمد بن زايد، وتطوير تقاطع إكسبو مع شارع الشيخ زايد بن حمدان آل نهيان، وتطوير تقاطعات شارع الشيخ زايد بن حمدان آل نهيان، في منطقة دبي للاستثمار مع شارع اليلايس، وكذلك تقاطعات شارع إكسبو، وتقاطع شارع الإمارات مع شارع إكسبو، إلى جانب تنفيذ طرق جديدة، وتطوير الطرق القائمة.

مستقبل التنقل

واطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على خارطة طريق التحوّل الرقمي والثورة الصناعية الرابعة في قطاع النقل، والتي تضمّنت إطلاق استراتيجية التنقل ذاتية القيادة 2030، والاستراتيجية الرقمية في التنقل، واستراتيجية الذكاء الاصطناعي 2025، وتطوير مختبر الثورة الصناعية الرابعة للنقل، حيث أكد معالي مطر الطاير أن الهيئة مستمرة في تبنّي وتطبيق التقنيات المستقبلية مثل (البلوكشين) والتعاملات اللاورقية، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والتنقل ذاتي القيادة، وإنترنت الأشياء.

كما اطلع سموه على أهم المشاريع المستقبلية التي ستعزّز من ريادة دبي عالمياً في قطاع النقل، مثل مشروع «مركبات أذكى.. استجابة أسرع»، ومشروع بناء السيناريوهات وإعداد مواصفات البنية التحتية للمركبات ذاتية القيادة والمتصلة، وكذلك مشاريع مستقبل التنقّل الذكي حتى عام 2071.

تميز

أوضح معالي مطر الطاير في معرض شرحه، أن المشاريع التي تم تنفيذها من قبل الهيئة ساهمت في حصول دولة الإمارات على المركز الأول عالمياً في مؤشر الرضا عن نظام الطرق والطرق السريعة لعام 2020، والمركز الأول إقليمياً والثامن عالمياً في مؤشر جاهزية التنقل ذاتي القيادة لعام 2020، وخفض مؤشر مستوى الازدحامات المرورية في إمارة دبي إلى 1.21 لعام 2019، متقدمة على مدن عالمية مثل باريس ولندن وسنغافورة، وكذلك خفض معدل وفيات حوادث الطرق بالإمارة إلى 2.3 وفاة لكل 100 ألف من السكان في عام 2019، لتكون دبي ضمن أفضل المدن العالمية في مجال السلامة.

Email