أنور قرقاش خلال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي:

علاقتنا مع أمريكا مبنية على الصداقة والمصالح وتتخطى الأحزاب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الإمارات تتطلع إلى تعميق العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي علاقة مبنية على الصداقة والمصالح والقيم المشتركة، وتتخطى الأحزاب والإدارات المختلفة.

كما أشار معاليه إلى أن القيادة الإماراتية اتخذت الخطوات المناسبة في الوقت المناسب لمواجهة وباء «كورونا»، بحيث تضمن الحماية الصحية وفي الوقت نفسه تخفف من الآثار السلبية للجائحة على الاقتصاد، مضيفاً أن الإمارات شاركت بشكل فعال في الجهود الدولية في هذه الأزمة وقدمت مساعدات طبية وعاجلة إلى 118 دولة أفادت أكثر من 1.5 مليون شخص من العاملين في الصف الأمامي لمواجهة الوباء.

20 خبيراً

وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية، في الكلمة الرئيسة التي ألقاها في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السابع الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات افتراضياً، والذي ينعقد افتراضياً على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من عشرين خبيراً استراتيجياً وباحثاً وصانع سياسات من مختلف أنحاء العالم، أن دولة الإمارات مع اقتراب الذكرى الخمسين لتأسيسها تواصل الابتكار وفتح آفاق جديدة والاستعداد للمستقبل، فأهم التطورات التكنولوجية والسياسية التي شهدناها عربياً خلال هذا العام جرت كلها في دولة الإمارات، ابتداءً من إطلاق مسبار الأمل الإماراتي في رحلته إلى المريخ، ومروراً بكون الإمارات أول دولة عربية تبدأ بتشغيل محطة للطاقة النووية السلمية، ووصولاً إلى إبرام المعاهدة مع إسرائيل.

مكافحة التطرف

وفيما يخص الشؤون الدولية، أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، أن الإمارات متمسكة بالتزامها بالتعددية ومكافحة التطرف واحترام السيادة الوطنية والحل السلمي للنزاعات والحكم الرشيد والتنمية المستدامة، لافتاً إلى أن الدولة بصفتها مرشحة لشغل العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي خلال الفترة 2022-2023 تنوي استغلال هذه الفرصة للمساهمة في تعزيز الثقة في النظام المتعدد الأطراف، واستخدام مقاربة منضبطة متجذرة في ميثاق الأمم المتحدة.

مشاريع توسعية

وحول الشؤون الإقليمية، قال معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية: إن إيران وتركيا زادتا من استخدام التدخل الخارجي كأداة لتحقيق مشاريعهما التوسعية في المنطقة، ففيما يستمر تدفق الأسلحة الإيرانية إلى اليمن وتستمر إيران بدعم الميليشيات لزعزعة الاستقرار في دول عربية مختلفة، تقوم تركيا بدعم الجماعات الإسلامية المسلحة في ليبيا وزيادة خطر استغلال الميليشيات المتطرفة والمرتزقة للفراغ الأمني الموجود في البلاد، مشدداً على أن الإمارات لا يمكن أن تقبل السياسات الإيرانية والتركية المزعزعة للاستقرار لكنها أيضاً لا تسعى إلى المواجهة، وأن دولة الإمارات تعمل دائماً مع أصدقائها وحلفائها لتشجيع الحوار البناء والدبلوماسية الإيجابية.

وشدد معالي الدكتور قرقاش على أن دولة الإمارات ملتزمة بالسعي لتحقيق الحل السلمي للأزمات، وأنها في اليمن ستواصل دعم التحالف العربي وستسعى إلى وقف شامل لإطلاق النار يُمهِّد الطريق نحو حلٍّ سياسي دائم، وفي ليبيا رحبت الدولة اتفاق وقف إطلاق النار الدائم وإطلاق الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين، وهي تدعم جهود البعثة الأممية في ليبيا.

قرار سيادي

وفيما يتعلق بمعاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية قال معاليه إن الاتفاق الإبراهيمي مع إسرائيل كان قراراً سيادياً وطنياً، ولم يكن موجهاً ضد أي دولة أخرى، وهو قرار يعزز التسامح والانفتاح والرغبة في خَفْض الاستقطاب في المنطقة، وقد بُني على رغبة صادقة في تحقيق تحوُّل استراتيجي، ورؤية عملية، وتطلب الكثير من الشجاعة من قيادتنا لأن الحفاظ على الوضع الراهن لم يعد الخيار الأفضل.

وهنأ الدكتور قرقاش الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن على فوزه بالانتخابات الأخيرة، مضيفاً أن الإمارات تتطلع إلى التعاون معه لتعميق العلاقات بين البلدين، وهي علاقة مبنية على الصداقة والمصالح والقيم المشتركة، وتتخطى الأحزاب والإدارات المختلفة.

وأضاف معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية أن التفاعل مع الولايات المتحدة الأمريكية وقيادتها يظل أمراً لا غنى عنه في الشرق الأوسط، وأن الاتفاق الإبراهيمي للسلام يعكس إجماعاً بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أمريكا على دعم هذا الاتفاق، الذي يسَّرت إدارة ترامب تحقيقه ودعمه أيضاً الرئيس المنتخب جو بايدن.

من جانبها، قالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة المركز في الكلمة الافتتاحية بالملتقى إن عام 2020 كشف النقابَ عن خطوط صدع وصدامات جديدة، وفي الوقت نفسه أماط اللثام عن إمكانات عالمية وإقليمية جديدة، مضيفةً أن جائحة «كوفيد19»، وانتخابات الرئاسة الأمريكية، والتوقيع على معاهدة السلام الإماراتية-الإسرائيلية أدت إلى خلق ديناميات جديدة سيكون لها الدور الحاسم في تحديد ملامح مستقبل النظامين العالمي والإقليمي.

عقلانية

أشارت الدكتورة ابتسام الكتبي إلى أن الإمارات أدركت أن عليها أن تتخذ قراراً شجاعاً مبنياً على عقلانية سياسية لتجاوز الجمود الذي تمر به كل صراعات المنطقة المزمنة؛ وعليه قررت تقديم نموذج جديد لإمكانية بناء جسور بين قوى المنطقة بمنظور جديد؛ فكانت معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل.

Email