%90 نسبة تعرّض قائدي الدراجات النارية للخطر مقارنة بسائقي المركبات الأخرى

حوادث البر نزيف على الرمال.. ورحلات تنتهي بمآسٍ

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال حوادث الدراجات النارية الرباعية ومركبات السفاري تحصد أرواح الشباب وتنتهي رحلات و«كشتات»بمآسٍ لن يكون آخرها حادث الدراجتين الناريتين الذي وقع أول من أمس في إحدى مناطق البر الصحراوية بمدينة العين، ونتج عنه وفاة مواطنين وإصابة اثنين من مرافقيهما إصابات بليغة، إذا لم يكن هناك وعي بخطورة القيادة المتهورة على الرمال.

بدوره كشف اللواء المهندس المستشار محمد سيف الزفين، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات رئيس مجلس المرور الاتحادي، أن العام الماضي فقط سجل 340 حادث دراجة نارية نتج عنها 31 وفاة و511 إصابة على مستوى الدولة. وبين أنه سيتم تشكيل لجنة من كل قيادات المرور في الدولة لوضع اشتراطات جديدة لقائدي ومستخدمي الدراجات النارية في الدولة تتعلق بالمزيد من إجراءات السلامة الواجب توفرها لخفض أعداد الوفيات والإصابات جراء حوادثها.

وقال اللواء الزفين لـ«البيان»: «إن قائدي الدراجات النارية معرضون للخطر بنسبة تفوق 90% مقارنة بقائدي المركبات، ونتائج الحادث تكون وخيمة، وغالباً ما يؤدي الحادث إلى الوفاة أو الإصابات البليغة، والتي ينتج عنها إعاقة مدى الحياة، خاصة في حالات التهور والقيادة بسرعة دون أخذ الاحتياطات اللازمة».

وأضاف اللواء الزفين: «إن الخوذة وحدها لا تكفي لحماية مستخدمي الدراجات النارية، ويجب أن يتم توفير ملابس واقية لمنطقة الصدر والبطن، وهذا الأمر مطبق فعلياً لرجال الشرطة من مستخدمي الدراجات النارية الأمنية في كافة القطاعات لتوفير أقصى حماية ممكنة لأرواحهم، في ظل عدم توفر أي عوامل سلامة في الدراجة النارية على خلاف السيارة التي يتوفر فيها هيكل معدني يحمي الشخص من الاصطدام المباشر».

ودعا اللواء الزفين الأشخاص الراغبين في اقتناء دراجات نارية للتفكير جيداً في الأمر، مفضلاً أن يتم شراؤها في حالة الحاجة إليها وليس للترفيه أو للاستعراض بها في الشارع، لأن حادث الدراجة النارية قد يكلف الإنسان حياته، والخطر قد يأتي من الآخرين وليس من قائد الدراجة النارية بسبب ضعف ثقافة المجتمع في التعامل مع الدراجة النارية كمركبة، وأحياناً لا يتم إفساح الطريق لهم.

ولفت إلى أن هناك تحديات تواجه عمال «الدليفري» منها عامل السرعة، وهو الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للخطر، كما أنهم محاسبون من جهة عملهم في وقت توصيل الطلبات، منوهاً إلى أن اللجنة ستدرس هذا الأمر، وسيتم وضع توصيات لتوفير ملابس أكثر أمناً لمستخدمي الدراجات النارية، والتي يجب على الشركات توفيرها لموظفيها من هذه الفئة حفاظاً على أرواحهم، مشيراً إلى أن البنية التحتية في الدولة تعتبر من أفضل دول العالم، وتخطيط الطرق آمن جداً في التعامل مع المركبات والدراجات النارية. وأشار أيضاً إلى أنه سيتم إطلاق حملات توعوية موجهة لمستخدمي الدراجات النارية والشركات التي لديها موظفو توصيل طلبات، ولمستخدمي الطريق بشكل عام لخفض أعداد الوفيات والإصابات لهذه الفئة.

وإلى ذلك أكد أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي لـ«البيان»، أن من أبرز أسباب حوادث الدراجات النارية في المناطق الصحراوية والبرية السرعة الزائدة وعدم الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة، والقيادة بتهور. محملين مسؤولية ذلك أولياء الأمور بالدرجة الأولى.

وناشدوا الأهالي بضرورة توجيه أبنائهم نحو التعامل بحذر مع الدراجات النارية، بحيث تكون تحت مراقبتهم وإشرافهم.

وأكد خلفان راشد النايلي الشامسي، عضو المجلس الوطني الاتحادي «أن المسؤول عن حوادث الدراجات النارية في المناطق الصحراوية والبرية، والتي يذهب ضحيتها فئة الشباب هم أولياء الأمور، إذ يتحتم عليهم ضرورة إلزام وتوجيه أبنائهم من مستخدمي الدراجات النارية بالقيادة الآمنة واتباع شروط الأمن والسلامة العامة، خاصة في البر والامتناع عن القيادة بتهور لتجنب الحوادث».

وشددت الدكتورة نضال الطنيجي على أن قيادة الدراجات النارية في المناطق البرية تحتاج فعلياً إلى ضوابط واشتراطات، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من موضوع إزهاق الأرواح. فلا بد من توعية الأفراد بضرورة الوعي التام بأساليب قيادة الدراجات والتأكد من صلاحيتها قبل الانطلاق بها، بالإضافة إلى عدم القيام بالحركات الاستعراضية. إلى جانب دعم جهود الجهات المعنية والمتخصصة، فمن خلال التكاتف المجتمعي نحد فعلياً من حجم هذه المشكلة التي يذهب ضحيتها شباب تكون أسرتهم أحوج إليهم.

أولياء الأمور

وأوضح عدد من أولياء الأمور بأن الشباب يجدون من أجواء الشتاء فرصة مناسبة لممارسة مهاراتهم في القيادة والاستعراض بالدراجات النارية، إلا أنهم يتعرضون لحوادث بليغة بسبب الإهمال وعدم الانتباه، والسرعة، ودخول الطريق الرئيسي من دون التأكد من خلوه.

وقال حسن علي إبراهيم البلوشي، بصراحة، لا أرجو من الشباب الذين تستهويهم قيادة دراجاتهم النارية في البر سوى الانتباه لأنفسهم من خطورة الاستعراض بالدراجات في المناطق البرية التي تعتبر خطرة من ناحية الارتطامات والاصطدام والتسبب في حوادث أليمة، مشيداً بجهود دورية الدراجات النارية التابعة لشرطة أبوظبي، والتي تعتبر إضافة قيمة لمفهوم الدورية الأمنية والشرطية لتغطي المناطق الصحراوية.

وأوضح سالمين الشامسي بأنه من الأفضل ألا يسمح أولياء الأمور لأبنائهم بقيادة الدراجة إلا تحت مراقبتهم وإشرافهم وتوجيههم، وحتى من دون الذهاب بها بعيداً. وأضاف: هناك من يقوم شخصياً بتأجير الدراجات لأبنائه، مع عدم مراعاة حجم الدراجة، والتي لا تناسب أعمارهم أساساً، بحيث لا يقدرون على التحكم بها. وكل ذلك يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.

تعامل موحد

أكد اللواء المهندس المستشار محمد سيف الزفين، مساعد القائد العام لشؤون العمليات في شرطة دبي رئيس مجلس المرور الاتحادي، أن الدراجة النارية تعامل معاملة المركبة، ويطبق عليها نفس القانون ونفس قيمة المخالفات، ويحظر على مستخدميها استخدام الطريق المخصص للشرطة وسيارات الطوارئ.

شباب: الاستعراض بالدراجات النارية محفوف بالمخاطر

أوضح عدد من شباب الوطن أن هناك من يفقد حياته وللأسف الشديد إزاء الاستعراض السلبي والخطير بدراجته النارية والتي لا تخلو من المخاطر الجسيمة، إن لم يكن قائدها على دراية تامة بكيفية قيادة هذه المركبات، والإجراءات الواجب اتباعها قبل الشروع في استخدامها.

وفي هذا الإطار قال حسن محمد البلوشي: «يصعب علينا فعلاً أن نرى بأن ضحايا حوادث الدراجات النارية هم على الأغلب من صغار السن وشباب في مقتبل العمر، حيث يغيبهم الموت، أو أن يكونوا عرضة لإصابات أغلبها تحدث بهم عاهات تفقدهم للأسف القدرة على الحركة. لذا يتحتم التشديد على زيادة توعية الشباب بمخاطر هذه الدراجات، حيث قد يؤدي حادث بسيط فيها إلى كسور بالغة، نظراً لوزن وحجم الدراجة. مشيداً في الوقت ذاته بجهود دوريات الشرطة بشكل يومي في المناطق البرية، وذلك بسبب كثرة الحوادث واستهتار الشباب في قيادة دراجاتهم».

وأوضح علي عبدالله سعيد الساعدي «أن تكرار حوادث الدراجات النارية يتطلب مزيداً من الوعي التام من جانب الآباء وسائقي الدرجات النارية الذين يجب عليهم الاستيعاب بالابتعاد عن التقليد الأعمى للاستعراضات التي تتسبب في حوادث مؤسفة. ويأمل الساعدي من الجهات المعنية المبادرة بتخصيص مناطق محددة في البر بحيث تكون تحت مراقبتهم».

وبدوره أشار أحمد حمد الوشاحي إلى أنه من الصعب جداً أن تتحول الكثبان الرملية إلى منطقة يساء استخدامها بسبب الطيش والتهور إزاء الاستعراض بالدراجات النارية التي تلقى إقبالاً كبيراً من المشاهدين. فهناك من يقوم برفع العجلات الأمامية لدراجته رغم أنها غير مصممة لهذا النوع من الحركات، الأمر الذي يضعف عملية السيطرة على الدراجة، وهذا في حد ذاته يضاعف من احتمال وقوع الحوادث البليغة. وأضاف الوشاحي: «كما تكمن المعاناة أيضاً في تصرفات بعض الشباب الطائشين، مما يؤثر سلباً على راحة العائلات المتواجدة في مناطق البر، فهؤلاء الشباب يرتكبون العديد من المخالفات».

وشدد ناصر محمد البلوشي، على ضرورة رفع مستوى التوعية لدى الشباب بأهمية الالتزام بتوفر وسائل السلامة لتفادي حوادث الدراجات النارية. وأضاف: «إن الذي يجب أن ينتبه عليه كل شخص راغب بممارسة قيادة الدراجات النارية في البر هو وجود معايير لمتطلبات السلامة لا بد من توفيرها، إلى جانب أهمية مراعاة حجم الدراجة وقوتها».

Email