الدولة تحتفي بـ «اليوم العالمي للعلم لصالح السلام والتنمية»

الإمارات ترسّخ العلوم باستراتيجيات متخصصة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفي دولة الإمارات بمناسبة «اليوم العالمي للعلم لصالح السلام والتنمية»، الذي يصادف اليوم، 10 نوفمبر من كل عام، بجهود كبيرة تبذلها الدولة لتعزيز بيئة العلوم المتقدمة من خلال إطلاق استراتيجيات متخصصة، وتعزيز البحث العلمي، والإعلان عن إنشاء وزارات ومؤسسات معنية بتهيئة البنية التحتية للانطلاق بقطاع العلوم لآفاق أرحب من التطور، خصوصاً في ظل ما نشهده من تغيرات جذرية أحدثتها جائحة «كورونا» ونجاحها بمواجهتها علمياً واقتصادياً، فضلاً عن مواكبتها للمستجدات المستقبلية التي نتجت عنها، وتأثر بها العالم على كافة الأصعدة.

تأثيرات عالمية

ومع تمادي فيروس «كورونا» المستجد في تأثيراته السلبية عالمياً، انطلقت الإمارات من رؤيتها فيما يتعلق بتعزيز التعاون العلمي، ومشاركة العالم مواجهة هذه الجائحة، سواء كان ذلك بتعزيز جهود البحث العلمي لمكافحته وتقويض انتشاره، أو من خلال المساعدات التي تقدمها للدول التي تعاني من تفشيه فيها، خصوصاً وأن شعار اليونسكو عام 2020، ركز على موضوع «العلم مع المجتمع ولمنفعته» وأهمية العلم بالتصدي للوباء العالمي.

واستطاعت المؤسسات البحثية في الإمارات إنجاز أكثر من 60 بحثاً علمياً على مستوى الدولة تعرض لسبل التغلب على جائحة فيروس «كورونا» المستجد وسبل التطور في مجال مكافحة الأوبئة، فيما نجح فريق من الأطباء والباحثين في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية من تطوير علاج جديد يعتمد على علاج فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) باستخدام الخلايا الجذعية، وتمكن الباحثون من استنتاج أن العلاج الذي أطلق عليه «UAECell19» خفض مدة الاستشفاء من 22 يوماً إلى ستة أيام، مقارنة بالمرضى الذين تلقوا العلاج التقليدي، فيما تلقى العلاج الجديد عدد كبير جداً من المرضى بلغ في يونيو الماضي أكثر من 2000 مريض، وحقق الشفاء التام لـ1200 منهم.

مراكز بحثية

وتركز مراكز البحوث العلمية في الإمارات على الاستجابة السريعة لمواجهة الفيروس، والحد من انتشاره من خلال تحليل البيانات المتوفرة، وإعداد بحوث وتقارير في مجالات علم الفيروسات والأوبئة، وعلم الجينوم، وعلم الأحياء، وعلم المعلوماتية الحيوية، وتطوير أفضل الوسائل والأساليب لتعزيز بيئة البحوث الطبية في الدولة، بمشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء، بما يسهم في الارتقاء بالبنية التحتية للمنظومة العلمية في الدولة، بينما تشارك هذه المراكز مختلف الجهات الحكومية بالدولة في جهود إعداد خطط وإيجاد حلول لمكافحة انتشار هذا الوباء، وتوسيع نطاق الاستفادة من البحوث العلمية وتنفيذها حسب الأولوية.

ووضع مجلس علماء الإمارات أبحاث الأمراض المعدية ضمن أولويات البحث العلمي في القطاع الصحي بالدولة، وتنشيط المجالات العلمية المرتبطة بالإجراءات الوقائية والاستباقية الهادفة لاستشراف حلول لسيناريوهات المستقبل المتوقعة لتحقيق الريادة في مجال الابتكار الطبي.

مرحلة مهمة

وجاء تأسيس المجلس في مرحلة مهمة من المسيرة التنموية للدولة تتزامن مع إرساء معايير مرحلة ما بعد النفط ما يعكس الرؤية المستقبلية للقيادة الرشيدة في بناء غد أفضل لأبناء الإمارات. وتتويجاً لجهود الدولة في مواجهة فيروس «كورونا» وتعزيزاً لدور الجهات المعنية كان هناك تعاون بين «مجلس علماء الإمارات» و«الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث» لبحث سبل تسخير البحث العلمي في احتواء الفيروس من خلال إيجاد «فريق عمل» تم تشكيله للتصدي لفيروس «كورونا» المستجد.

كما يدعم «مجلس الإمارات للثورة الصناعية الرابعة» جهود الدولة لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة في ظل تداعيات فيروس «كورونا»، بما يسهم في تعزيز جاهزية الإمارات للمستقبل من خلال تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتوظيف التكنولوجيا والابتكار في دعم جهود دفع عجلة التنمية المستدامة.

رؤية استشرافية

استمراراً لجهود الدولة المستمرة لتعزيز قطاع العلوم كرؤية استشرافية تعتمد عليها لمواجهة التحديات المستقبلية، تم إطلاق وتشكيل مجلس «علماء الشباب» الذي جاء نتيجة للتعاون بين مجلس الإمارات للشباب ومجلس علماء الإمارات بهدف توفير بيئة مناسبة لجيل من العلماء الشباب القادرين على ضمان استدامة القطاع العلمي في الدولة، ودعم الكفاءات الشابة من مختلف التخصصات العلمية، وتمكين العلماء الشباب، وتوجيههم نحو مجالات رائدة من الإنجازات والإبداع.

Email