آسيا تايمز: سجل الإمارات في مواجهة «كورونا» سيخضع لدراسة مفصلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مرور عشرة أشهر على ظهور فيروس «كورونا» (كوفيد 19) ووجود ملايين الإصابات والوفيات، حان الوقت للسؤال عن السبب الذي جعل بعض الدول تبلي على نحو أفضل من سواها في المعركة ضد الجائحة، ولاسيما دولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب ما جاء في مقال نشره موقع «آسيا تايمز» مؤخراً، الذي أكد أن سجل الإمارات سيخضع لدراسة مفصلة من قبل باحثين يكافحون لتحضير العالم للتأقلم بشكل أفضل مع الهجوم الميكروبي التالي المحتم.

في 27 يناير الماضي، سجلت دولة الإمارات أولى حالات الإصابة بالفيروس، ليرتفع العدد بشكل مطرد ويبلغ الذروة في أواخر مايو مع 994 حالة، لتعود النسب إلى تراجع كبير في أغسطس وتواصل انحسارها منذ ذلك الحين حتى أكتوبر المنصرم.

ويفترض النظر إلى عدد الوفيات نتيجة الفيروس في أي دولة بشكل يرتبط بعدد السكان، وإن عدد الوفيات المسجل في الإمارات والبالغ 470 حالة حتى منتصف أكتوبر الماضي تقريباً، إنما يمثل معدل 47 حالة في كل مليون شخص، أي بنسبة أكثر انخفاضاً بكثير من المعدل العالمي البالغ 145. وقياساً عليه، فإن الإمارات قد أبلت على نحو أفضل مما فعلت 105 دول أخرى، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وجميع دول أوروبا الكبرى وبقية دول مجلس التعاون الخليجي.

معدل

ويعتبر معدل إماتة الحالات، وسيلة مفيدةً أخرى لتقييم معدل فاعلية استجابة الدول للجائحة، ويحتل أهميةً كبرى، وهو يمثل النسبة المئوية لعدد الأشخاص المصابين الذين يمكن أن يموتوا بسبب الإصابة، فإذا كان معدل إماتة الحالات لبلد ما أقل من واحد بالمئة فذلك يعني أن شخصاً من بين كل 100 مريض مصاب سيموت.

وكما هو متوقع، فإن دول مجلس التعاون الخليجي الست، سجلت ارتفاعاً كبيراً في حالات الوفيات خلال مارس وأبريل الماضيين. إلا أن الإمارات منذ منتصف مايو وحتى اليوم سجلت تراجعاً في معدلات إماتة الحالات بلغ نسبةً منخفضة جداً وصلت إلى 0.4 بالمئة، مقابل ارتفاع شهدته بقية الدول.

ويظهر ذلك أنه، بالإضافة إلى سرعة التصرف للحد من انتشار (كوفيد 19) داخل الدولة، تفوّقت الإمارات ليس على جيرانها وحسب، بل على معظم دول العالم في تضييق حجم الضرر الناجم عن الجائحة. ويعود ذلك بجانب كبير منه إلى نظام الرعاية الصحية المتطوّر الذي لم يكن ليظهر أهميته لولا التصرف السريع والفعال منذ ظهور الجائحة للحد من تأثيراتها وانتشارها.

Email