أسدٌ يُفاخر بأسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أدري هل أسجل في هذا المقام إعجابي بالمشبه أم بالمشبه به، أم بأدوات التشبيه أم بوجه الشبه، أم بأركان التشبيه الأربعة كلها، وقديماً قال الشاعر:

رأيت الهلال ووجه الحبيب

فكانا هلالين عند النظر

فلولا التورّد في الوجنتين

وما راعني من سواد الشعر

لكنت أظن الهلال الحبيب

وكنت أظن الحبيب القمــــر

لقد أحسن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في اختيار عنوان القصيدة «الأسد»، فهذا العنوان هو ألصق رمز بشخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ومن قرأ عن صفات الأسد، فإنه يجزم حتماً أن هذه القصيدة تنطبق على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في صفاته التي عايشناها ورأيناها رأي العين، وهو يقود زمام السلم والحرب في المنطقة. نعم.. إن من أجلِّ صفات الأسد الجسارة والشجاعة، وتقدير الشريك، والعفة والكرامة، والرحمة والعطف، وجمال الشكل، وحماية العشيرة.

والأسد بهذه الصفات الراقية والأخلاق العالية، استحق أن يكون سيد السباع وقائدها.

تعالوا بعد ذلك لنقرأ أبيات «الأسد في الأسد»، أبيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد التي يقولها في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وهي أبيات نابعة من القلب إلى القلب، لذلك جاءت صادقة ومعبرة أجمل تعبير.

ويؤكد فارس العرب في قصيدته، أن «بوخالد» أسد ذاع صيته في مشارق الأرض ومغاربها، وليس للناس إلا أن يتحدثوا عن فضائله فقط ومكارم أخلاقه وسمو معانيه ومعاليه.

فمثل ما فرض الأسد هيبته واحترامه على سائر السباع، شاءت أم أبت، فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد فرض هيبته واحترامه على الآخرين في الداخل والخارج.. فسموه اليوم حامي الحمى بفضل سياسته وحنكته، ورؤيته ونظرته للبعيد، وقوة إرادته، وعلمه بالكر والفرّ.

نعم.. إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، مقدام لا يخاف من المنافسين ولا من المتحدّين ولا من المعتدين، فهو واثق من نفسه ومن قراراته وإعداداته، وسموه لا يحب أن يبدأ بالخصام، لكن لو حاول أحد أن يقترب من حماه، فإنه أول من يبادر بالدفاع عن الحمى، وقديماً قال الحلّي:

إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا

أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا

وهكذا يصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، عندما يقول:

رايــتِـهْ بـيـضـا وأوقــاتِـهْ سـعـيدهْ

ولـلسِّباعْ أطـباعْ تَـجْلبْ الإحـترامْ

لـهْ حِـمىَ يـحميهْ لـوُ طامعْ يريدهْ

يَـلـحِـجِهْ بـالـنَّـابْ زامْ وظِــفْـرِ زامْ

مـايـهـابْ ولـــوُ نـــزَفْ دَمٍّ وريــدِهْ

ولـوُ يموتْ يموتْ في أسمىَ مقامْ

ولا يكتفي شاعرنا الكبير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، بأن يمجد الصفات البطولية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد فقط، بل هو يشدد على أن تلك الصفات لم تأتِ من فراغ، فسموه شبل تناسل من سلسلة أسود، ثم يؤكد أن ما قاله عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، عين الحقيقة.

ويسوق سموه في قصيدته براهين أكثر، ويقول للقراء إنه بإمكانكم أن تقرؤوا عن مسيرة «بوخالد»، الذي أدار بجدارة معارك الحرب والسلام، ووقف دائماً مع المتضررين والمستضعفين والمستنجدين، وأقرّ لهم بالحق والاحترام.

ذاكْ بـوخالدْ عـسىَ أيَّـامِهْ مـديدهْ

لـي علىَ سباعْ الفلاَ شيخْ وإمامْ

أجل.. فالسيادة والقيادة ليست ادعاء، بل بإثبات الوجود أمام العالم، وكم كان الأديب الفرنسي فيكتور هوغو دقيقاً في حكمته عندما قال: «.. المواقف وحدها من تلد الرجال».

نعم.. سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، تستحق بجدارة الثناء الكبير فأنت أسد الحرب والسلم الذي تربى في مدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ويحق لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أن يفتخر بسموك ويدعوك بالشيخ والإمام، ونحن شعب دولة الإمارات نفتخر بك أيضاً، ويشرفنا أن نقف خلفك وأنت تحمل ثقل المسؤولية، وفقك الله لما فيه خير البلاد والعباد، ووفّق حكام الإمارات جميعاً للوقوف معك في ساعة الأزمات.

والشكر كل الشكر لشاعر صاغ فيك درر القلائد وقلائد الدرر، فأنت هو، وهو أنت، وبكما اليوم تحيا دولة الإمارات، نفديك بالأرواح يا وطن.

 

Email