الكعبي: السلام يحقق التلاحم والتكامل والنمو والازدهار

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: إن التسامح والسلام قرينان ومترادفان فحيثما حل السلام حل التسامح، وإذا ما حل التسامح حل معه الإخاء الإنساني والتواصل الحضاري وازدهرت الشعوب واستقرت المجتمعات وهبت الإنسانية من جديد لتدفع قاطرة الإبداع الحضاري في طرق رحبة تقوم على ضفافها حضارة الإنسان وعمارة البنيان.

جاء ذلك ضمن فعاليات الملتقى الافتراضي الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش مساء أمس بالتعاون مع قادة مختلف الأديان تحت عنوان «رسالة سلام من الإمارات إلى العالم» بمشاركة عدد كبير من القيادات الدينية.

وأضاف الدكتور مطر الكعبي إن الملتقى الذي يتزامن مع حدث تاريخي فارق في صناعة السلام وصوغ نموذج أرحب للتسامح والتعايش، وهو الذكرى الـ75 لتأسيس منظمة الأمم الأمم المتحدة، وقال: إن السلام خيار أولوي ومقدم، وفوق جميع الاعتبارات إذ به يتحقق التلاحم والتكامل والنمو والازدهار وهذا ما أدركته دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ الذي رسم نهجاً تسامحياً فريداً سارت عليه دولة الإمارات بخطى ثابتة وخطة واضحة.

وأضاف فعلى أرض الإمارات الطيبة وقّعت وثيقة الأخوة الإنسانية بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر الشريف، وفي رحابها انطلق بيت العائلة الإبراهيمية وفي ربوعها تأسس المعهد الدولي للتسامح ومن منابر مساجدها ودور العبادة بها ارتفع صوت الأخوة والتعايش والرحمة والمحبة، وفي أروقتها صدر قانون مكافحة التمييز والكراهية لحماية التسامح وتعزيز الاستقرار وها هي اليوم قد سطرت بمداد التميّز والإبهار موقفاً إنسانياً وتسامحياً عالمياً حين وقعت معاهدة السلام التاريخية مع دولة إسرائيل تلك المعاهدة التي تعد لحظة أمل وفرصة للتعاون بين جميع شعوب المنطقة.

وذكر الدكتور مطر الكعبي أن ديننا الإسلامي الحنيف ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وما وضع بين خيارين إلا سار إلى ما فيه السلام والرخاء والسعادة للبشرية جمعاء قال تعالى: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله» وها هي رسائل الأنبياء تُتلى بين أيدينا وكتب الأديان قد خلدت أن السلام هو إرادة الخالق للخلق قال تعالى: «والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم».

الإمارات ملهمة

من جانبه قال المطران غريغوريوس خوري أسقف الإمارات للروم الأرثوذكس: إن من أجمل التحيات الموروثة في الأديان هي «السلام عليكم» والتي نستخدمها بانتظام في صلواتنا وعباداتنا وما يعكس إيماننا الثابت أننا شعوب تتوق للسلام وتترجم إيمانها وقناعتها فعلاً وممارسة وحياة.

وأضاف خوري لقد تحولت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ملهمة للعالم وقبلة للكثيرين حول العالم والسبب هو أن ما تؤمن به الإمارات تحوله واقعاً معاشاً وحركة دائمة ومتجددة تسعى دوماً لخير الإنسان، فقد آمنت الإمارات بالتعددية فصارت منزلاً يجمع أكثر من 200 جنسية بتناغم وتآلف قل مثيله، وأحالت الصحراء واحات خصبة ونمواً تقدم الأمل لأشخاص كثيرين ينتمون لشعوب وثقافات ومعتقدات مختلفة.

وأضاف إن الإمارات آمنت بالتسامح كمبدأ أساسي لبناء المجتمعات فرسخته على أرضها قانوناً وعيشاً وتعاوناً يومياً، وآمنت بالسلام والاستقرار والأمن كبيئة لازمة ومتلازمة لكل ازدهار وتنمية وخير مديد فثبتته وأمنته داخلياً فيما تسعى لنشره وبثه خارجياً على كل الصعد، كما آمنت الإمارات بأن الإنسان في توازن تكوينه بين جسد وروح في حاجة لتلبية حاجات الروح إضافة إلى حاجة الجسد فعملت على تأمين دور عبادة كل حسب إيمانه ومعتقده تزوده حاجاته الروحية والنفسية، فقد آمنت الإمارات بدور الأديان في نشر التسامح والسلام والعيش المشترك والاحترام وقبول الآخر فضمن لها حرية العبادة ما يسمح بنضوج روحي يعود بالفائدة على المجتمع بأسره. ولذلك نقول لكل متلهف للسلام والتسامح والتعايش تعال وانظر تعال وتعلم وانظر إلى دولة الإمارات نموذجاً واقعياً حياً للتعايش والسلام هذا ما نعيشه على هذه الأرض الطيبة.

Email