الإمارات تسجل تميزاً عالمياً في استخدام الخلايا الجذعية

الإمارات سبّاقة في استخدام الخلايا الجذعية لعلاج مضاعفات «كورونا» | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفت دولة الإمارات باليوم العالمي للتوعية بالخلايا الجذعية، الذي يصادف الـ 14 من شهر أكتوبر كل عام، وبرزت جهود الدولة في تعزيز العلاج بالخلايا الجذعية، من خلال دعم المراكز المتخصصة، وتشجيع الجامعات لإدخال هذا التخصص ضمن مساقاتها الدراسية.

فضلاً عن زيادة ابتعاث الطلبة الجامعيين لدراسته في الخارج، ومتابعة كل ما هو حديث في ما يخص الأجهزة والعلاجات، لتوفيرها بمستشفيات الدولة للاعتماد عليها في علاج مختلف الأمراض.

ويأمل الباحثون والأطباء بأن تساعد دراسات الخلايا الجذعية على زيادة فهم كيفية حدوث الأمراض من خلال مراقبة نموها، أو توليد الخلايا السليمة لتحل محل المريضة، وهو ما يعرف بالطب التجديدي، فضلاً عن اختبار الأدوية الجديدة لمعرفة سلامتها وفاعليتها، ويجري الأطباء، اليوم، العديد من عمليات زرع الخلايا الجذعية، وتتضافر جهود الأطباء والباحثين العاملين في هذا المجال في الدولة، لتوعية المجتمع بالعلاج بالخلايا الجذعية وأهميتها.

محور

وقالت الدكتورة مريم مطر مؤسسة ورئيسة جمعية الإمارات للأمراض الجينية: «إن الخلايا الجذعية تعتبر المحور الرئيسي لجميع العلاجات والتدخلات العلاجية، بما يعنى بالطب التجديدي، والذي يدرس فيه الباحثون كيف يمكن استخدام الخلايا الجذعية، لتحل محل المصابة بالمرض أو إصلاحها أو إعادة برمجتها أو تجديدها».

وبينت أن اهتمام جمعية الإمارات للأمراض الجينية بهذا المحور يأتي من خلال التقدم المبشر في مجال الدراسات السريرية للأمراض الجينية والوراثية، ونتائجها المبهرة والناجحة، وبالأخص في كثير من الأمراض الجينية الشائعة، ومع الحالات التي تم التعامل معها بشكل مباشر، وهي الأمراض الوراثية للضمور العضلي.

وكذلك ضمور شبكية العين. وذكرت أنه يوجد الكثير من المراكز البحثية في الإمارات، مثل مركز أبوظبي للخلايا الجذعية والمراكز البحثية والجامعات والمراكز الأكاديمية، التي تتبنى كل جديد في عالم الطب وجميعها تعتبر من نقاط القوة، التي تقوي البنية التحتية للأبحاث السريرية والمستقبل الباهر لتطبيقات الطب التجديدي، سواء في الإمارات أو خارجها، لعلاج الكثير من الأمراض مثل مضاعفات السكري ومضاعفات أمراض القلب والشرايين، وكذلك الأمراض الجينية والوراثية.

أمل جديد

ومن جانبه أوضح الدكتور صقر المعلا نائب المدير الفني لمستشفى القاسمي في الشارقة: «إن الخلايا الجذعية هي الأمل الجديد في العلاج، حيث تشكل تطوراً طبياً انعكس إيجاباً على آلاف المرضى حول العالم المصابين بأمراض مستعصية، مبيناً أن هناك مصادر عدة للخلايا الجذعية تتضمن الخلايا الجذعية الجنينية، وهذه الخلايا الجذعية متعددة القدرات».

وبين أن هناك إمكانية لاستخدام الخلايا الجذعية الجنينية، لإعادة تكوين الأنسجة والأعضاء المريضة أو إصلاحها، كما توجد الخلايا الجذعية لدى البالغين بأعداد قليلة في غالبية أنسجة البالغين، مثل نخاع العظم أو الدهون، ومقارنة بالخلايا الجذعية الجنينية، فالخلايا الجذعية لدى البالغين لديها قدرة محدودة في تشكيل خلايا عدة في الجسم.

وأضاف: «إن هناك أبحاثاً جديدة تجرى للعلاج بالخلايا الجذعية، حيث يأخذون الدهون الموجودة في الجسم ويتم تصفية الخلايا الدهنية منها، ومن ثم الحصول على الخلايا الجذعية بكميات محددة، وتدور الأبحاث حالياً حول إمكانية تحول هذه الخلايا الدهنية لخلية عين أو مخ أو قلب.

مبيناً أن معظم الاستخدامات الحالية للعلاج بالخلايا الجذعية تتركز حول الأورام السرطانية، وعلاج خشونة الركب، وهو علاج ما زال طور الأبحاث، موضحاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة خطت خطوات مهمة لتوسيع العلاج بالخلايا الجذعية، وهناك أبحاث تم تطويرها بالدولة لعلاج فيروس «كورونا» المستجد بهذه الطريقة».

ابتعاث متخصصين

وبدورها قالت الدكتورة شيخة المزروعي المتخصصة في زراعة الكبد باستخدام تقنية المايكروبيدز بخلايا الكبد والخلايا الجذعية في جامعة «كينجز كوليدج لندن» بالمملكة المتحدة: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى لأن تكون سباقه في شتى المجالات، ومن بينها العلاج باستخدام الخلايا الجذعية، حيث يعتبر هذا التخصص حديثاً على مستوى العالم، وهناك بعض الجامعات في الدولة مثل جامعة الشارقة وجامعة نيويورك وجامعة الإمارات تقوم ببعض الأبحاث على بعض أنواع الخلايا الجذعية».

ولفتت إلى أنه من الضروري أن تستقطب جامعات الدولة هذا التخصص ضمن مساقاتها الدراسية، فضلاً عن تشجيع ودعم الأبحاث في هذا المجال محلياً وعالمياً، مبينة أن هناك بعض الجامعات في الدولة تقوم ببعض الأبحاث على بعض أنواع الخلايا الجذعية، كما أن هناك جهوداً حثيثة من القيادة الرشيدة لفتح مجالات التعاون بين الجامعات والمستشفيات المحلية والعالمية في ما يخص العلاج بالخلايا الجذعية.

تحديات مهمة

وبينت أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الباحثين في مجال الخلايا الجذعية، أهمها مصادر الحصول على هذه الخلايا، وإمكانية استخدامها في الأبحاث، كما أن هناك العديد من الضوابط والأخلاقيات، التي يتوجب على العاملين في مجال الخلايا الجذعية الالتزام بها والتقييد بالتشريعات العالمية في ما يخص استعمالها سواء للأبحاث أو الاستخدام الطبي.

ومن ناحيته أفاد الدكتور يندري فينتورا المدير العام لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية ومدير برنامج زراعة النخاع العظمي، أنه بحلول يونيو الماضي، أكمل المركز معالجة أكثر من 2000 مريض يعانون من (كوفيد 19)، حيث تعافى 1200 مريض بالفعل من آثار الفيروس، وخلال مرحلة التجارب السريرية عالج المركز 73 حالة، فيما نجحوا بتحقيق هذه الزيادة الهائلة، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها موظفو المركز.

وقال الدكتور عامر خان مساعد بروفيسور في جامعة الشارقة إنه يوجد في الجامعة مجموعة بحثية تقوم بدراسات حول الخلايا الجذعية، حيث يعمل مع زملائه على تمايز الخلايا الجذعية المستخلصة من لب الأسنان والخلايا الجذعية.

Email