استشراف الإمارات للتحديات عزّز قدرتها على مواجهة الأزمات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لـ«وطني الإمارات»، أن استشراف الدولة المبكر للفرص والتحديات في كافة القطاعات الحيوية وتحليلها ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى لها على كافة المستويات عزز من مناعتها وقدرتها على مواجهة الأزمات، كما حدث مع الجائحة الصحية كورونا التي عطلت الكثير من المرافق عالمياً، فيما ظلت الإمارات تواصل مسيرة البناء والتطور وتحقيق الإنجازات العلمية والحضارية رغم الظروف.

وبيّن في ورقة بحثية بعنوان «مسيرة دولة الإمارات في استشراف المستقبل وتحدياتها في ظل الأزمات» كيفية تعامل الدولة مع جائحة «كوفيد 19»، حيث أصرت بقيادتها الحكيمة على أن تحافظ على الرقم واحد وتنجز كل ما وعدت به، لتؤكد قوتها الاقتصادية والفكرية وبنيتها التحتية العالية والقوية، مشيراً إلى بعض الإنجازات الهامة التي تمثل شواهد حية على الإرادة والقدرة الإماراتية الصلبة، منها إطلاق الإمارات القمر الاصطناعي النانومتري «مزن سات»، الذي يعتبر أول قمر اصطناعي للأغراض البيئية في الدولة، من قاعدة بليسيتسك الفضائية الروسية مؤخراً، والذي يعتبر تجسيداً للدعم المقدم لهذا القطاع الوطني المهم الذي حققت فيه الدولة العديد من الإنجازات العالمية الرائدة.

مكانة

وأفاد بأن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يضع الدولة ضمن 9 دول فقط في العالم لديها برامج فضائية لكوكب المريخ، في إطار استراتيجية «رؤية الإمارات» 2021، معززاً من مكانة الإمارات وموقعها كشريك عالمي في تطوير المعرفة، وإسهامه في إحداث تحولات جذرية هامة في تطوير القدرات العلمية الإماراتية والعربية في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية، وخطوة كبيرة نحو مستقبل علمي زاهر.

وسلطت الورقة البحثية الضوء على استشراف الدولة الحثيث للمستقبل، والتخطيط له منفذة أساليب علمية تعتمد على قراءة أرقام الحاضر والماضي، ووضع الخطط المدروسة، وإعداد الدراسات الاستشرافية من أجل المستقبل المنشود، والكشف عن جملة من البدائل المتوقعة التي تساعد على الاختيار الواعي لمستقبل أفضل، والاستثمار في الإنسان، وتنمية الإمكانات العلمية للمجتمع، وتطوير استراتيجيات ومبادرات وسياسات استباقية مبنية على قراءات صحيحة للتوجهات المستقبلية، بما يحقق مصلحة الدولة والمجتمع.

نموذج

وبينت الورقة أن الدولة تمكنت خلال حيز زمني قصير من ترجمة الخطط الاستشرافية التي وضعتها في كل المجالات، فشكلت بذلك أنموذجاً للدولة الحضارية، مستعرضة بعض الإنجازات منها غزو الفضاء الخارجي واكتشافه، كما هو الحال بإطلاقها مسبار الأمل، في الـ 15 من يوليو الماضي، مبتدئاً رحلة نحو «الكوكب الأحمر»، في مهمة علمية رائدة بحلول فبراير 2021، وفق الجدول الزمني المخطط للرحلة، والذي يتزامن وصوله مع الذكرى الـ 50 لقيام اتحاد الدولة، الأمر الذي يعزز حضورها على الساحة العلمية في العالم، لا سيما أن هذه المهمة الاستكشافية للمسبار تنجز من خلال كاميرا الاستكشاف الإماراتية التي جرى تصنيعها وتركيبها في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، بعقول وأيدي كوادر إماراتية شابة، الأمر الذي يثبت إمكانات وجدارة العقل العربي، وقدرته على اللحاق بركب العلوم والحضارة، كما يثبت أهمية وصوابية السياسة الإماراتية، التي تضع، فكرة الاستثمار في الإنسان على رأس أولوياتها.

وتطرقت الورقة البحثية إلى متحف المستقبل الذي يعد معجزة هندسية حقيقية، حيث تتكون واجهته من 1024 قطعة فنية مصنعة بالكامل عن طريق الروبوتات ومنفذة بشكل فريد من نوعه.

Email