خلال محاضرة نظمها مكتب شؤون المجالس في ديوان ولي عهد أبوظبي

استراتيجية الحد من الكوارث رسخت مكانة الدولة عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد العقيد أحمد ناصر الكندي، مدير إدارة الأزمات والكوارث بقطاع العمليات المركزية في شرطة أبوظبي، أن دولة الإمارات نجحت بفضل الرؤية الثقبة لقيادتها الرشيدة في بناء منظومة استراتيجية متكاملة وواضحة لحد الكوارث، رسخت مكانتها على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك عبر تأهيلها للعنصر البشري، وبناء بنية تحتية حيوية وسن التشريعات، فضلاً عن تبني مفهوم إدارة المخاطر في كل الاستراتيجيات والسياسات، وتوظيف أحدث النظم والتطبيقات.

وشدد على أن الإمارات تعاملت منذ بدء جائحة كورونا، بشفافية مطلقة موثقة بالأرقام ومعلنة، وأثبتت جاهزيتها المسبقة للتعامل مع أي طارئ، ما كان له بالغ الأثر في حماية المجتمع وضمان سلامته وأمنه الصحي، موضحاً أن النجاح الأكبر الذي شهدته الجائحة، تمثل في الوعي المجتمعي وتآلف الفكر بين القيادة والشعب.

وأوضح أن توجيهات القيادة أكدت على توفير الدعم لتعزيز قدرة المؤسسات والشركات على التكيف مع جميع أنواع الأزمات المخاطر والحفاظ على قدراتها التنافسية ودعم رفاهية مواطنيها والمقيمين على أرض الدولة.

جاء ذلك خلال محاضرة عن بعد نظمها مكتب شؤون المجالس في ديوان ولي عهد أبوظبي، مساء أمس، بعنوان «جهود الدولة للحد من الكوارث» ألقاها العقيد أحمد ناصر الكندي استعرض خلالها البعد التاريخي لليوم العالمي للحد من الكوارث، وأهمية التخطيط المسبق والاستعداد للتعامل معها، والجهود الوطنية والمحلية للحد من تأثيراتها.

وقال إن العالم يتعرض إلى مخاطر كثيرة وبشكل مستمر تهدد البشرية وأسباب الحياة الاقتصادية وغيرها، ويلاحظ منذ بداية القرن 21 أن الكوارث لم تتوقف، واليوم يجتاح العالم وباء كورونا، الذي أثر على كل مناحي الحياة، وعطل مسيرة الإنتاج، و‏يدور مفهوم اليوم العالمي للحد من الكوارث في هذا العام على إيصال رسالة مفادها أنه يمكن تجنب العديد من الكوارث أو منعها إذا كانت هناك استراتيجيات مسبقة للحد من الكوارث.

مراحل

وأضاف: الكوارث والأزمات تمر بـ 4 محاور، ما قبل الأزمة، والاستعداد والجاهزية، وأثناء الأزمة، والتي يتم خلالها الاستجابة والتعامل مع الأزمة، والتعافي لما بعد الأزمة، مضيفاً أن الأزمة بشكل عام تتميز بثلاثة عناصر هي عنصر المفاجأة، حيث تأتي بشكل مفاجئ، وعنصر ضيق الوقت، حيث لا يسعفك الوقت للتعامل والتخطيط بشكل جيد في حال عدم وجود خطط مسبقة، وأخيراً عنصر الارتباك أو العشوائية في إدارة الأزمة، ومن هذا الإطار يجب أن تتركز كافة الجهود على التصدي للكوارث واستيعابها والحد من تداعياتها، وتنشيط جهود التعافي ضمن الوقت المناسب، مما يساهم في تقليل الخسائر، مشيراً إلى ضرورة مراجعة الاستعدادات والخطة المقبلة وتحديد نقاط الضعف والقوة، وبلورة استراتيجية واضحة لإدارة الأزمات والكوارث ضمن رؤية ترتكز على خلق جهود منسقة ومتكاملة تشمل كافة القطاعات، سواء القطاعات الحكومية أو الخاصة في الحد من تأثير الكوارث.

وأكد ضرورة استخدام كافة الوسائل والإمكانيات المتاحة وفقاً لخطة استراتيجية ترتكز على تحديد وفهم سيناريوهات المخاطر الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى وجود بيئة آمنة مستقرة ومرنة قادرة على تحقيق التكيف الاستراتيجي لكافة القطاعات الحيوية.

مشاركة

وقال: اليوم تشارك الإمارات دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للحد من الكوارث بعد أن نجحت في بناء منظومة متكاملة استراتيجيات واضحة لحد الكوارث، رسخت مكانتها، سواء على المستوى الإقليمي أو المستوى العالمي في هذا المجال، وتأتي المبادرة، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، الذي يعمل من أجل مستقبل مرن ومزدهر، بهدف تقليل عدد الخسائر في الأرواح بسبب الكوارث، وتحديث الأعمال والاستثمارات، من خلال الوعي بالكوارث، وتطوير بنية تحتية قادرة على الصمود أمام المخاطر الطبيعية، والتي من صنع الإنسان، والحث على التنمية الواعية بالمخاطر، من خلال تشجيع ودعم القطاعين العام والخاص، لوضع سياسات وممارسات للحد من مخاطر الكوارث والخسائر.

ولفت إلى أن دولة الإمارات تعاملت مع جائحة كورونا بخطط استراتيجية شاملة علمياً وثقافياً واقتصادياً، مما أسهم في الحد من انتشار الفيروس والتقليل من تأثيراته على جميع القطاعات في الدولة، عبر تكثيف جهود التنسيق والتعاون مع منظمة الصحة العالمية واتخذت حزمة من الإجراءات الحاسمة لتوجيه المواطنين والمقيمين للتعامل والأفضل تجنب الإصابة به، موضحاً أن ‏الإجراءات والتدابير التي اتخذت في الإمارات في مواجهة كورونا وضعتها على رأس الدول الأكثر أماناً.

Email