قصة خـــبرية

غوية البادي تنازل السرطان بعد 30 عاماً على قهره

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت المواطنة الخمسينية غوية سليمان خلفان البادي، متقاعدة، وهي عضوة في جمعية المؤازرة الإماراتية لمصابي السرطان، أن تجربتها سابقاً مع مرض السرطان لم تكن سهلة، وهذا ما قرأناه في عينيها وهي تلح في نصح النساء الأخريات بألا يهملن العلاج، إذ أصيبت البادي بمرض سرطان الرحم وكان تحديداً في عام 88، واستمرت رحلة علاجها لمدة 3 أعوام كان نتاجها استئصال الرحم في عام 90، وحرمانها من الذرية.

اعتبرت البادي أن ذلك كان من أقسى التجارب التي عاشتها في حياتها، وفي المقابل هي تجربة علمتها كيف يهزم الأمل المرض مهما كانت قوته.

وقبل 3 أسابيع اكتشفت البادي بعد إجرائها لفحص الثدي بجهاز «الماموجرام» إصابتها بورم خبيث في الثدي الأيسر، ولم تأمل البادي سوى وجود والدتها الراحلة، بجوارها، لاسيما وأنها حرصت على رعاية ابنتها والاهتمام بها سابقاً إلى أن تجاوزت المرض.

غوية البادي تحدثت لـ«البيان» عن تجربتها، قائلة: «حينما ابتلاني الله تعالى في عام 88 بسرطان الرحم الذي تم استئصاله، ورغم المعاناة والألم، اخترت وبدعم لا محدود من والدتي، رحمها الله، مقاومة المرض وقهره بالأمل، وبدأت رحلة العلاج التي انتهت إلى تماثلي التام، واليوم وبعد 30 عاماً من علاجي اكتشفت قبل 3 أسابيع تكتلاً في الثدي، فشعرت بالقلق، وسارعت بإجراء صورة أشعة، لأكتشف إصابتي بورم خبيث في الثدي الأيسر.

ولأني أفقه بأن الاستسلام للمرض ليس خياراً، قررت الابتعاد عن التعامل بسلبية معه، والاقتناع يقيناً بأنه قابل للشفاء. وما زلت أتلقى الدعم من المقربين حولي، وصديقاتي، إلى جانب جميع أعضاء وعضوات جمعية المؤازرة الإماراتية لمرضى السرطان، وكل ذلك من شأنه أن يسهم في رفع روحي المعنوية ومساعدتي في البدء برحلة علاج جديدة لتجاوز المرض».

نموذج إيجابي

وأضافت: «لا أبالغ إن أوضحت بأن رواية معركتي مع المرض، الذي عاندني وعاد إلي بعد سنوات، سأقهرها ولن أستسلم، وسأكون بإذن الله تعالى نموذجاً إيجابياً أسعى بإيماني للعلاج من السرطان وتجاوز محنته، وسأقف على خط المواجهة الأول في معركتي معه، بما أمتلكه من عزيمة وإصرار على مكافحتي والقضاء عليه»، معاهدة نفسها على تجاوز هذه المحنة بروح تفيض بالعطاء والرغبة في مساندة الآخرين والمشاركة في نشر الوعي حول هذا المرض من خلال إجراء الفحوص والإجراءات اللازمة في مواجهة هذا المرض.

وانطلاقاً من تجربتها الشخصية هذه، دعت غوية البادي كل السيدات والفتيات إلى ضرورة الفحص الدائم للكشف المبكر عن هذا المرض في المراكز الطبية المعتمدة، وعدم التردد في استشارة الطبيبة في حال شعرن بأن هناك شيئاً غير عادي فالكشف المبكر عن المرض له أهمية كبيرة في نجاح العلاج وإمكانية إنقاذهن.

كما تجتهد البادي من خلال عضويتها في جمعية المؤازرة الإماراتية لمرضى السرطان بأن تكون عضوة فاعلة في الجمعية التي تأخذ على عاتقها مهمة إنسانية نبيلة يحتاج إليها مرضى السرطان في دولة الإمارات، وتعمل وفق معايير وضوابط دقيقة للوفاء بأهدافها، انطلاقاً من الثوابت والأسس والقيم الإماراتية الأصيلة بأسمى المعاني الإنسانية.

Email