الدولة تشارك العالم إحياء يوم الصحة النفسية

الإمارات تعزز صحة المجتمع النفسية في مواجهة «كوفيد 19»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشارك الإمارات في إحياء اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف 10 أكتوبر من كل عام، واعتمدته منظمة الصحة العالمية هذا العام تحت شعار «التحرك من أجل الصحة النفسية: فلنستثمر فيها» من أجل التشجيع على اتخاذ إجراءات عامة في أرجاء العالم بأسره لإرساء خدمات الصحة النفسية أو تعزيزها وبذل جهود متضافرة لإنشاء نظم للصحة النفسية تناسب وترعى عالم اليوم والغد.

وتعزز الدولة جهودها الصحية والتنموية والمجتمعية، بتوجيه المزيد من الدعم للصحة النفسية لمختلف الفئات؛ ولا سيما الأسرة وكبار المواطنين وأصحاب الهمم والفئات التي تضررت بشكل مباشر في ظل الظروف والمتغيرات التي فرضتها جائحة كورونا «كوفيد 19» على الجميع.

والتي واكبتها وزارة تنمية المجتمع بإطلاق حزمة مبادرات تنموية مجتمعية مستدامة، ترفع منسوب الصحة النفسية لدى مختلف فئات المجتمع وبشكل مستدام.

وكشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن حزمة خدماتها في مجال الصحة النفسية في إطار إجراءات الاستجابة لجائحة «كوفيد 19» بهدف تطوير نظام فعال وأنظمة ذكية لتقديم خدمات الصحة النفسية العلاجية والوقائية والتأهيلية بأساليب مبتكرة إضافة إلى تعزيز التعاون متعدد القطاعات لتنفيذ السياسة الوطنية للصحة النفسية وتنمية الموارد البشرية المؤهلة وتحسين نظم المعلومات وجمع واستخدام البيانات الإحصائية وإجراء البحوث العلمية في مجال الصحة النفسية.

إجراءات

وعملت وزارة الصحة ووقاية والمجتمع وبالتوافق مع الإجراءات الاحترازية خلال جائحة «كوفيد 19» على تطوير نظام فعال وأنظمة ذكية لتقديم خدمات الصحة النفسية ذات نوعية وجودة عالية وفق سياسة تضمن السلامة والخصوصية تمثلت في إطلاق العيادات الإلكترونية للتطبيب النفسي عن بعد للمراجعين في العيادة الخارجية واستحداث خدمات الصيدلية الافتراضية وتقديم الإرشادات الخاصة بالأدوية النفسية عن بعد وتوصيل الأدوية لمنازل المرضى كما وفرت العيادات الافتراضية لبرامج التأهيل النفسي والاجتماعي لمرضى الإدمان والأقسام النفسية الأخرى.

وواصلت الوزارة خلال الجائحة تقديم خدمات الصحة النفسية المجتمعية متمثلة في فرق الرعاية والدعم المنزلي للحالات المزمنة من أجل منع الانتكاسة مع تفعيل برنامج الزيارات الافتراضية للمرضى المقيمين بالمستشفى والتي تمكن المريض من مقابلة أسرته في داخل أو خارج الدولة من خلال وسائل التواصل المرئية والمسموعة.

وعبر خدمة خط المساعدة للاستشارات النفسية «تحدث لنسمعك» تم استقبال استفسارات الجمهور والتعامل معها من قبل أخصائيين نفسيين مدربين لتقديم الاستشارات والدعم النفسي للمصابين والمشتبهين بفيروس كوفيد 19 والعاملين الصحيين في خط الدفاع الأول وفق سياسة معتمدة تضمن السلامة والجودة، حيث بلغ عدد الاستشارات النفسية عبر خدمة خط المساعدة للاستشارات النفسية «تحدث لنسمعك» نحو 2112 استشارة منذ بدء الخدمة في شهر أبريل من العام الجاري.

وعلى صعيد خدمات الطوارئ النفسية تم تشكيل فرق متعددة التخصصات من طبيب نفسي وأخصائي نفسي واجتماعي لتقديم الخدمة على مدار الساعة لجميع المصابين والمشتبهين الخاضعين للعزل أو الحجر الصحي في جميع المرافق التابعة لوزارة الصحة ووقاية المجتمع وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية.

جهود

 

وأكد الدكتور يوسف محمد السركال مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام يمثل مناسبة لتسليط الضوء على الجهود الاستثنائية التي بذلتها الوزارة لتوفير خدمات الصحة النفسية في ظل «كوفيد 19» بدون انقطاع من خلال حرصها على تطوير أساليبها المعتمدة على التطبيب النفسي عن بعد وتوفير الاستشارات النفسية عبر خط المساعدة وإطلاق العيادات الإلكترونية في إطار حرص الوزارة على تحقيق التمكين الاجتماعي والنفسي والمهني للمرضى وتعزيز وتطوير برامج الصحة النفسية الوقائية والكشف المبكر عن الأمراض النفسية وتطوير الخدمات النفسية المجتمعية للأطفال والمراهقين وكبار المواطنين بناء على معايير السياسة الوطنية للصحة النفسية في الدولة.

تعزيز

من جانبها، أوضحت الدكتورة منى الكواري مديرة إدارة الرعاية التخصصية أن الوزارة حريصة على تعزيز الخدمات الصحية النفسية من خلال تفعيلها خدمة «التطبيب النفسي عن بُعد» في مستشفيات وزارة الصحة ووقاية المجتمع ومستشفى الأمل للصحة النفسية في إطار الاستجابة لظهور «كوفيد 19» لتمكين المريض من الحصول على خدمات الطب النفسي عن طريق وسائل التواصل الذكية دون الحاجة إلى الحضور الشخصي.

وأضافت إن الوزارة عملت على تطوير خدمة التطبيب النفسي عن بعد من خلال التطبيق الذكي للعيادة الافتراضية وربطه مع نظام المعلومات الصحي «وريد» لتمكين المراجعين من حجز موعد لمقابلة الفريق المعالج عبر وسائل التواصل المرئي والسمعي عن بعد، منوهة إلى أن عدد الاستشارات النفسية عبر خدمة التطبيب النفسي عن بعد بلغ 5672 استشارة وجلسة علاجية من بدء الخدمة في شهر أبريل الماضي وحتى بداية شهر أكتوبر الجاري.

تحديات

 

إلى ذلك، قالت موزة الأكرف السويدي وكيل وزارة تنمية المجتمع إن «اليوم العالمي للصحة النفسية» الذي يصادف العاشر من أكتوبر، يأتي هذا العام في ظل العديد من التحديات المجتمعية والأسرية والشخصية التي فرضتها جائحة كورونا، ما يعزز الحاجة إلى مزيد من الاهتمام بالصحة النفسية، وتوفير مبادرات الدعم النفسي الاجتماعي المناسبة خلال الشهور والسنوات المقبلة.

وذلك من خلال زيادة التركيز والاستثمار في برامج الصحة النفسية التي لا تقل أهمية عن مبادرات الدعم المادي والمعنوي الأخرى في المجتمع.

وأضافت إن وزارة تنمية المجتمع اتخذت على عاتقها، مهمة توفير مبادرات مجتمعية وتنموية نوعية لمجاراة تداعيات الجائحة والتخفيف من آثارها، وذلك منذ مرحلة مبكرة من تفشي الفيروس، والتي عكست فيها مبدأ التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي في مواجهة الظروف المستجدة، ما ساهم في تحقيق المزيد من الإسناد المعنوي والنفسي والمجتمعي للجهود الصحية والوقائية التي جسّدتها الفرق الوطنية الميدانية «جنود خط دفاعنا الأول».

جودة الحياة

ومبكراً أطلق البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة خلال فترة الحجر المنزلي تحت مظلة الحملة الوطنية «الإمارات تتطوع» ومنصة «متطوعين.إمارات» في وزارة تنمية المجتمع، الحملة الوطنية للدعم النفسي «لا تشلون هم»، التي استمرت 7 أسابيع بمشاركة أكثر من 60 طبيباً وخبيراً ومختصاً في علم النفس والدعم الاجتماعي، عملوا بشكل تطوعي لتقديم الدعم النفسي لأفراد المجتمع.

وحققت الحملة تفاعلاً مجتمعياً كبيراً من خلال مكوناتها باللغتين العربية والإنجليزية، حيث اشتملت على أكثر من 60 ساعة من البث المباشر النفسي غطت مواضيع متنوعة ومنها الرعاية النفسية لكبار المواطنين، الرعاية النفسية للأطفال، الدعم النفسي للأمهات العاملات، وغيرها من المواضيع النفسية.

كما اشتملت الحملة على 16 جلسة مغلقة للدعم النفسي تم تخصيصها لفئات مختلفة مثل المتواجدين في الحجر الصحي والأمهات العاملات وطلاب الجامعات والمدارس وغيرهم، وشارك في هذه الجلسات المغلقة أكثر من 400 فرد من المجتمع. كما شملت الحملة الوطنية للدعم النفسي سلسلة من البرامج النفسية القصيرة امتدت لأكثر من 40 حلقة.

المجتمع

أما مبادرة «خط الدعم النفسي» فقد جاءت في إطار تعزيز الصحة النفسية في مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، عبر توسيع قنوات التواصل مع أفراد المجتمع بالاستفادة من نخبة المتطوعين المتخصصين في هذا المجال في دولة الإمارات.

وهي تُعنى بتوفير الدعم النفسي والاستشارات المجتمعية للأفراد بالتعاون مع نخبة الخبراء والاستشاريين والمتخصصين في مجال الطب النفسي والمتطوعين، من خلال قناة تواصل هاتفية وإلكترونية تضمن للمستخدم تجربة فعالة تحافظ على خصوصيته وتشعره بالأمان وتوفر له النصح في مواجهة هذا التحدي العالمي، عبر الرقم المجاني وواتساب 800 – (HOPE) أي 800-4673.

مسرعات

ومع إطلاق الدفعة الخامسة من المسرعات الحكومية المعنية بتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات بالشراكة مع الاتحاد النسائي العام، وبتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تم إطلاق منصة «بوابة الاستشارات الأسرية الموحدة» بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع و9 جهات اتحادية ومحلية، لتقديم الاستشارات الأسرية، تحت مظلة منصة مجانية موحّدة على مستوى الدولة، لتقديم الاستشارات الأسرية لجميع فئات المجتمع من قبل 46 مستشاراً أسرياً مختصاً.

وعززت وزارة تنمية المجتمع جهودها في مجال الدعم النفسي للأسرة والمجتمع من خلال مبادرة «تآلف» للاستشارات الأسرية، التي تبنتها الوزارة في ظل تداعيات «كوفيد 19» لتحقيق واقع «الأسرة المستقرة والمترابطة».

وتأكيد دعم وتمكين الأسرة وأفرادها، بإتاحة المجال لجميع المواطنين والمقيمين، للتواصل من خلال قنوات تفاعلية مجانية في متناول اليد، بما يسهّل تقديم الإرشاد الأسري والخدمات الاستشارية المجانية لطالبيها «عن بُعد»، سواء كان ذلك عبر الاتصال الهاتفي أو من خلال البريد الإلكتروني، إضافة إلى حلقات «تآلف لايف» التي يجري بثها أسبوعياً عبر انستغرام الوزارة، لجميع أفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين في مختلف المجالات.

وقدمت الوزارة خلال النصف الأول من العام الجاري 2020، تزامناً مع جائحة كورونا وظروف التباعد الاجتماعي، ما يزيد على 282 استشارة أسرية، أكثر من 84% منها «عن بعد» من خلال الاتصال الهاتفي أو عبر البريد الإلكتروني، إضافة إلى عشرات الاستفسارات والاستشارات الواردة خلال حلقات «تآلف لايف» المباشرة عبر انستغرام أسبوعياً، والتي يتم الرد عليها مباشرة من قبل استشاريين ذوي خبرة واختصاص.

كبار المواطنين

وخلال الفترة الماضية عززت وزارة تنمية المجتمع التواصل والاتصال بكبار المواطنين، من خلال مبادرة «نحن أهلكم - الهاتفية» عن بعد، وفي إطار تقديم الدعم المعنوي اللازم لهم خلال الفترة الماضية من الحجر المنزلي بفعل جائحة كورونا «كوفيد 19».

والتي استندت إلى التواصل الهاتفي وتطبيقات الهاتف المرئية كبديل للزيارات الميدانية التي كانت مرتكزاً أساسياً للمبادرة قبل اتخاذ تدابير لمنع انتشار فيروس كورونا، حيث يسعى القائمون عليها من موظفي الوزارة والمتطوعين إلى خلق جو من الألفة مع كبار المواطنين في أماكن سكناهم.

ومن مطلع العام الجاري وحتى نهاية أغسطس الماضي، أجرى 63 متطوعاً إلى جانب عدد من موظفي مراكز التنمية الاجتماعية التابعة لوزارة تنمية المجتمع على مستوى الدولة، 12,789 مكالمة مع كبار المواطنين على مستوى الدولة، ضمن مبادرة «نحن أهلكم – الهاتفية» عن بُعد، التي جاءت في إطار التواصل مع كبار المواطنين وتقديم الدعم المعنوي اللازم لهم.

طفولة

وفي يونيو الماضي، أطلقت وزارة تنمية المجتمع «المنصة المجتمعية الصيفية» التي تضمنت 63 برنامجاً تفاعلياً عن بعد استقطبت 5688 مشاركاً على مدار 6 أسابيع بــ6 محاور تنموية تخصصية، وهي: المحور الزراعي، والمحور الصناعي، والمحور المجتمعي، والمحور الرياضي، ومحور إعادة التدوير، ومحور تحدي الخمسين. والتي استهدفت جميع أفراد الأسرة ولا سيما الأطفال، إضافة إلى أصحاب الهمم من عمر 4 أعوام حتى مرحلة نهاية التعليم والتأهيل.

تأهيل نوعي لأصحاب الهمم «عن بُعد»

قدمت وزارة تنمية المجتمع دعماً نفسياً واجتماعياً وتأهيلياً نوعياً لأصحاب الهمم «عن بعد»، ووفرت للأشخاص من هذه الفئة ولذويهم المزيد من المبادرات الداعمة، والأدلّة التوجيهية التي تعزز وتساند جهود المعلمين وأولياء الأمور في التأهيل عن بعد، مثل «دليل التعليم المنزلي لذوي الإعاقات الذهنية والتوحد»، و«دليل التدخل عن بعد للأطفال ذوي الإعاقة والتأخر النمائي في مرحلة الطفولة المبكرة»

. إضافة إلى برنامج متكامل لأولياء الأمور (حقيبة الإسعافات النفسية - اطمئنوا) لتخفيف الضغوط التي يواجهها أبناؤهم، إضافة إلى تدريب الكوادر التعليمية والعلاجية العاملة في مراكز أصحاب الهمم على أساسيات التعليم عن بعد لأصحاب الهمم، والتدخل المبكر عن بعد لأسر الأطفال ذوي الإعاقة والتأخر النمائي.

مبادرات

كما عملت إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم بوزارة تنمية المجتمع على إطلاق مجموعة مبادرات خلال الفترة الماضية، مثل: مبادرة «شكراً خط دفاعنا الأول»، ودليل التعليم المنزلي، وتطبيق «أسرتي معي» الذكي. وتمكنت الوزارة من إجراء دراسة شملت 1808 أشخاص من أصحاب الهمم وأولياء الأمور، لمعرفة تأثير «العزل المنزلي» في هذه الفئة.

إضافة إلى فعاليات «أنا وأخي» وهي عبارة عن برامج وأنشطة صيفية، نفذتها الوزارة لأصحاب الهمم برؤية تطبيقية افتراضية عن بعد، حيث تتضمن مجموعة خيارات محفزة لدمج وتأهيل أصحاب الهمم، والتي تخاطب جميع الطلبة أصحاب الهمم عن بعد، كل حسب عمره واحتياجاته التعليمية والتأهيلية.

وشاركت الوزارة في ترجمة 31 إحاطة إعلامية بلغة الإشارة لدعم الوصول للمعلومات لأصحاب الهمم فئة الصم، وفي تنفيذ 4 دورات تدريبية للغة الإشارة، علاوة على إطلاق البرنامج الصيفي «أنا وأخي» عن بعد، بمبادرات نوعية تستهدف أصحاب الهمم وذويهم بما يدعم الصحة النفسية لديهم.

مشاغل

وواكب الوزارة دعم أصحاب الهمم نفسياً، بمشروع «مشاغل» للتأهيل والتشغيل المهني عن بُعد، حيث تمكن أصحاب الهمم الملتحقون فيه من إنجاز 8000 قطعة أساور الهمم، وتصنيع 195 من العلب، خلال الفترة الماضية من تفشي الفيروس. كما حقق أصحاب الهمم ابتكاراً جديداً وهو «ماسك الكمام». وتعد هذه المنجزات التشغيلية من أهم المبادرات الهادفة إلى تعزيز الصحة النفسية الإيجابية بفكر الإنتاجية.
 

 

 

 

 

 

 

 

 

Email