خلال إحاطة إعلامية لوكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء

215.000.000 كيلومتر قطعها «مسبار الأمل» في 79 يوماً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أنهى مسبار الأمل 79 يوماً من رحلته نحو الكوكب الأحمر بنجاح كبير، حيث قطع 215 مليون كيلومتر، فيما تبقى له 264 مليون كيلومتر للوصول إلى مداره المحدد حول المريخ، وفق ما أعلنه المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل».

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمه مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء أمس للتعرف إلى مستجدات مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، بحضور المهندس عمران شرف والمهندس سهيل الظفري نائب مدير المشروع لشؤون تطوير المسبار، والمهندس زكريا الشامسي نائب مدير المشروع لعمليات المسبار.

وأشار شرف إلى أن كافة عمليات الاختبارات والمعايرة التي تمت على أجهزة المسبار المختلفة حتى الآن، أكدت كفاءته وأنها جميعاً تعمل بشكل جيد، وفق ما كان مخططاً له.

وأوضح شرف أن فريق العمل وضع خلال الفترة المقبلة خطة لإكمال كافة اختبارات الأجهزة لتوجيه وتصويب مسار المسبار والتي ستصل بين 6 ــ 7 عمليات للمراجعة والتأكد من كافة تفاصيل عملها، فيما سيكون الاختبار المقبل في نوفمبر المقبل، مبيناً أن فريق تطوير عمليات المسبار وضع خطة للعمليات التي يقوم بها المسبار بشكل يومي وأسبوعي، ويتم تحديد نوعية ذلك باستمرار، وأن الفريق العلمي لمشروع مسبار الأمل بدأ مباشرة مهمته مع كافة فرق عمل المسبار، بهدف متابعة البيانات والمعلومات، التي تأتي من المسبار ومن ثم تحليلها للتأكد من كفاءة أداء أجهزته.

وذكر شرف أن أول 6 أسابيع بعد انطلاق مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ شهدت عمليات تأهيل تشغيل ومراقبة مستمرة للمسبار للتأكد من سلامتها، حيث تم التأكد من ذلك بنجاح تام، حيث كان الاتصال مع المسبار يتم على مدار 24 ساعة، وبعد الانتهاء من هذه المرحلة تم الانتقال للعمليات المعتادة والتي هي عبارة عن اتصال بين مرتين إلى 3 مرات أسبوعياً لإجراء اختبارات متنوعة ومتخصصة للمسبار، خصوصاً أنه كلما ابتعدنا عن الأرض ودخلنا مرحلة الفضاء العميق اختلفت بيئة عمل المسبار، ومن ثم يجري فريق عمل المسبار متابعته الحثيثة لضمان التأكد أنه يسير وفق المخططات الموضوعة له مسبقاً حتى الوصول إلى مدار المريخ بحلول فبراير المقبل.

وقال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ إن لكل مرحلة في هذه المهمة مخاطرها وتحدياتها، وأيضاً خططاً لمواجهتها ومعالجة أي مستجدات قد تؤثر على كفاءة عمل المسبار، وهناك فريق مخصص لإدارة المخاطر، مهمته رصد أي ملاحظات عن أداء عمل المسبار، موضحاً أنهم الآن يركزون بمرحلة الملاحة الحالية للدخول إلى مدار المريخ بنجاح، وتعزيز الاتصال الجيد مع المسبار، خصوصاً أنه كلما ابتعد في مساره، تعرض لبيئة مختلفة وقاسية.

مدار المريخ

وتابع أن مرحلة دخول المسبار لمدار المريخ هي حساسة جداً، حيث سيتم تخفيض سرعة المسبار من 121 ألف كيلومتر في الساعة لتصبح 18 ألفاً، وبناء عليه تبدأ عملية إعادة توجيه المسبار بشكل دقيق جداً لدخول آمن لمداره، ومن ثم البدء بتشغيل نظام الدفع بشكل مستمر لمدة 30 دقيقة، معتبراً أن هذه المرحلة من أدق وأصعب أجزاء المهمة.

وذكر أنه ومع نجاح دخول المسبار إلى مداره الصحيح حول كوكب المريخ ستبدأ بعدها مرحلة العمليات العلمية التي تم وضعها بدقة، حيث يحمل المسبار 3 أجهزة علمية صممت لجمع أكبر حجم من المعلومات حول مناخ الكوكب الأحمر، ستساعد في توفير أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ وعلى مدار اليوم وخلال فصول السنة، وتشمل «كاميرا للاستكشاف» وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور رقمية ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ ولقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وجهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء» الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، بالإضافة إلى جهاز «المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية» لقياس الأوكسجين وأول أكسيد الكربون في الطبقة الحرارية وقياس الهيدروجين والأوكسجين في الطبقة العليا للغلاف الجوي.

ولفت شرف إلى أن مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ تختلف في أهدافها عن المهمتين اللتين انطلقتا بعد مسبار الأمل، والخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية والصين، وأن هاتين المهمتين معنيتان بإنزال روبوت فضائي إلى سطح كوكب المريخ، ومن ثم تختلفان كلياً عن مهمة الإمارات، وأن ميعاد وصول المهمتين للمريخ قبل أو بعد مسبار الأمل ليس مهماً لاختلاف أهدافها جميعاً، والأهم هو التركيز على العمل على نجاح هذه المهمات جميعاً لإفادة البشرية والمجتمع العلمي العالمي بما سنحصل عليه من معلومات تكشف الجديد عن المريخ.

اختبارات مستمرة

من ناحيته أوضح سهيل الظفري أن المسبار يتمتع بصحة وكفاءة عالية ويسير ضمن مساره الصحيح نحو المريخ، وأن الفترة الماضية بعد الإطلاق شهدت اختبارات مستمرة ونوعية للتأكد من جودة عملها، وضمان عمل الأجهزة الملاحية والكهربائية وأنظمة الاتصالات، مؤكداً أنها مرحلة مهمة جداً لمقارنة أداء عمل هذه الأجهزة بما تم اختباره عليها في الأرض قبل الانطلاق، حيث وضعت جميع الأجهزة ضمن بيئة مشابهة لرحلته، وأنهم حالياً يركزون على إجراء اختبارات على الأجهزة العلمية، وهي جميعها بحالة ممتازة، خصوصاً أننا حالياً في مرحلة ما قبل الوصول إلى المريخ.

ولفت نائب مدير المشروع لشؤون تطوير المسبار إلى أن تأخر إطلاق مسبار الأمل عن التاريخ المحدد له، لم يؤثر على أي من خطة العمل اللاحقة على الإطلاق، طالما كان ذلك داخل نافذة الإطلاق المحددة بين 15 يوليو و3 أغسطس الماضي، موضحاً أن كل الأمور تسير وفق الموضوعة له وبنجاح تام.

6 مراحل

وقال زكريا الشامسي إن هناك 6 مراحل تضمنتها مهمة المسبار، تشمل الأولى مرحلة الإطلاق، ثم العمليات المبكرة، وصولاً إلى مرحلة الرحلة إلى المريخ، ومرحلة الدخول إلى مدار المريخ، والانتقال للمدار العلمي، وأخيراً الدخول للمدار العلمي، لافتاً إلى أن جميعها لها أهميتها بحسب توقيتها الزمني، وإجراء الاختبارات الخاصة بها لضمان كفاءة عالية لأداء المسبار.

وشرح أن أصعب المراحل هي تلك الخاصة بدخول مسبار الأمل إلى مدار المريخ، كونها دقيقة وصعبة في الوقت ذاته، حيث يتم تقليل سرعة المسبار، مشيراً إلى أن بعد إتمام هذه المرحلة بنجاح سيتم الدخول إلى المدار العلمي المخصص للمسبار لبدء عملياته ومهمته التي يتابعها الفريق العلمي في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث سيمكث المسبار ضمن مداره سنة مريخية أي ما تعادل سنتين على كوكب الأرض.

Email