ضاحي خلفان: كان الشيخ راشد يكره السير محاطاً بالحراس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، أن المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، كان يكره أن يسير محاطاً بحراسه، مشيراً إلى أنه رحمه الله كان مثالاً يحتذى في الإدارة والقيادة والإنسانية.

مجالس

وقال معالي الفريق ضاحي خلفان في تدوينات عبر حسابه في «تويتر»: «كان راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه مفكراً إبداعياً ومخططاً استراتيجياً من الطراز الفريد وكان يجلس لاستقبال المواطنين في اليوم 6 مرات، المجلس الأول من السادسة صباحاً إلى التاسعة في زعبيل ومن التاسعة إلى الواحدة ظهراً في مجلسه بالديوان على ضفاف الخور مجلسه الثاني، ثم مجلسه الثالث في زعبيل فترة الغداء.. ثم مجلسه الرابع في الخامسة في زعبيل والخامس قبيل غروب الشمس إلى وقت العشاء في قصر الضيافة بالجميرا، ومجلسه السادس بعد العشاء في زعبيل.. كان رحمه الله رحمة واسعة شعلة من نشاط».

وأضاف: «كان راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله مثالاً يحتذى في الإدارة وفي القيادة وفي الإنسانية ومن الأمور التي لا تغيب عن بالي تلك الابتسامة والروح الطيبة التي يلاقي بها الناس في مجلسه.. إذا زرته مرة شعرت بجمال العودة إلى مجلسه مرة أخرى».

رؤية

وتابع معالي الفريق ضاحي خلفان: «محاولات عديدة قام بها المسؤولون الأمنيون لإقناعه بضرورة أن يكون خلفه حرس خاص. كان يكره أن يسير محاطاً بحراسه.. كنت ضابطاً جديداً أتولى مسؤولية مركز شرطة وكان هناك مركز ثقافي سيأتي راشد رحمه الله لافتتاحه فرتبت دراجة نارية واحدة على الدوار القريب من المركز الثقافي لكي توصل صاحب السمو إلى حيث الاحتفال وكانت المفاجأة.. زعل مني قائد الشرطة بالرغم أن هذا ما تعلمناه في الإجراءات الشرطية، فقلت لقائد الشرطة هذه إجراءات تعلمتها في كلية الشرطة التي تدربت فيها بالخارج، قال ولكن راشد لا يحب أن تكون أمامه دراجة نارية تفتح الطريق، فقلت له لم تخبرني بأن ذلك أمر غير مستحب عنده».

وقال معالي الفريق ضاحي خلفان: «يوم أن رحل راشد بن سعيد قلت: زلزلت يا يوم الفراق فؤادي.. برحيل منشئ دولتي وبلادي».

أخلاق

وأضاف: «كان راشد قمة في الأخلاق ولم أرَ رب أسرة قط كما رأيت راشد بن سعيد آل مكتوم.. تعلمت منه الوفاء للأسرة وكنت صغيراً أدخل القصر مع الأطفال وأرى فيه معاني الأبوة.. رحمة الله عليه كان قدوة لنا في حياتنا ولا يزال نبراساً مضيئاً».

وتابع: «أتيت مرة إلى مجلس الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وأنا طفل صغير برفقة والدي، كنت في الثانية عشر من عمري وما إن رأى راشد والدي على مدخل الباب حتى وقف له مرحباً قبل أن يلقي والدي التحية عليه.. وبعد أن خرجنا من القصر لم تكن لدينا سيارة حيث ذهبنا مشياً على الأقدام ثم قال والدي يا ضاحي ألم ترَ أن راشد وقف لنا منذ أن رآنا على مدخل الباب، قلت له نعم، قال هذه أخلاق شيوخنا، من يومها تعلمت وأنا مسؤول أن باب مكتبي لا يغلق عن شخص وأن أقف لكل من يدخل إلى مكتبي احتراماً له، لأن الناس على دين ملوكهم».

Email