الإمارات والصين.. علاقات راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتميز علاقات دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية بإمكانيات مهمة وتمثل نموذجاً رائداً في العلاقات الاقتصادية وتشهد نمواً وازدهاراً لافتين، كما تقوم على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية.

وتعد الصين شريكاً اقتصادياً استراتيجياً لدولة الإمارات إذ تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري للدولة وقوة اقتصادية عالمية مؤثرة وتمتلك قطاعاً تجارياً متطوراً وصناعات متقدمة، فيما وصل التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي إلى نحو 48.67 مليار دولار.

تعاون ثنائي

وتنوعت مجالات التعاون الثنائي وتترجم الخصوصية التي تتميز بها العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والصين والتي تعكس عمق روابط التعاون الوثيقة بين البلدين الصديقين التي أرسى دعائمها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» خلال زيارته التاريخية للصين في 1990، ثم عمل على تطويرها ومتابعتها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

فتعددت الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين لتثمر مجموعة كبيرة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت قطاعات مختلفة كالطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة وغيرها.

وساهمت في زيادة توافق الرؤى وتطابق وجهات النظر بين قيادتي البلدين على ضرورة دفع العلاقات الثنائية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتضافر الجهود نحو إنجاز الأهداف المشتركة الرامية إلى تحقيق المزيد من التقدم والازدهار والرفاه للشعبين الصديقين.

وترتبط الإمارات والصين بعلاقات تاريخية ترتكز على أسس متينة من التعاون العميق المتبادل بين البلدين الصديقين والتي بدأت في الثالث من ديسمبر 1971؛ أي بعد يومين على قيام دولة الإمارات، حينما بعث الشيخ زايد برقية إلى شو ان لاي، رئيس مجلس الدولة الصيني.

زيارات رسمية

وأسهمت الزيارات الرسمية المتبادلة بين قادة البلدين، في ترسيخ العلاقات الثنائية بينهما ودفعها نحو مزيد من التطور، حيث أسست زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أبوظبي عام 2018 وهي أول زيارة رسمية لرئيس صيني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ 30 عاماً، لمرحلة فارقة وجديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

كما قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزيارة جمهورية الصين الشعبية في يوليو 2019 تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ.

واتسمت العلاقات بين البلدين بالتعاون والتنسيق على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي تجاه معظم القضايا من خلال الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين في 17 نوفمبر عام 2012 بمبادرة من سفارة الدولة ببكين لتكون اتفاقية شراكة استراتيجية واضحة البنود ومحددة المعالم تنضوي تحت مظلتها كل تفاصيل العلاقات الثنائية بين البلدين.

ويعتبر التعاون الاقتصادي المشترك بين الإمارات والصين من الركائز الأساسية التي انطلقت منها شراكتهما الاستراتيجية حيث تساهم الإمارات في طريق الحرير الاقتصادي، والذي يربط أسواقاً تشكل معاً 40% من إجمالي الناتج العالمي.

تبادل تجاري

ووصل حجم التبادل التجاري بين الإمارات والصين إلى 48.67 مليار دولار خلال عام 2019 مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 6 في المائة على أساس سنوي، كما تحتضن الإمارات 4200 شركة صينية و356 وكالة تجارية صينية وأكثر من 2500 علامة تجارية صينية مسجلة، فيما بلغ رصيد الاستثمارات المباشرة للشركات الصينية في الإمارات 6.44 مليارات دولار بين عامي 2018 و2019.

قطاعات

ترتبط الإمارات والصين بمجموعة كبيرة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي شملت قطاعات مختلفة كالطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع وغيرها، كما تتسارع وتيرة التعاون بين البلدين في مجال الابتكار والتكنولوجيا، حيث وقع الطرفان مؤخراً مذكرة تفاهم حول التعاون في التجارة الإلكترونية.

Email