توجيهات محمد بن راشد حولت المطار لإحدى أكثر القصص إلهاماً

رؤية فريدة نقلت مطار دبي إلى العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

من بين الرمال في قلب صحراء دبي نبتت فكرة مطار دبي، لتصبح خير شاهد على الطموح والإرادة والتحدي التي تميز قيادة الإمارة في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، فقبل 61 عاماً، سافر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مع والده المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، إلى لندن في صيف 1959، وشكل الإعجاب بالحركة النشطة في مطار هيثرو بداية قصة جديدة في قصص دبي التي لا تعرف المستحيل.

عرف الشيخ راشد بن سعيد باني نهضة دبي الحديثة أهمية امتلاك دبي لمطار لخدمة عملية التنمية والازدهار المتنامي في الإمارة، حيث تم إنشاء المطار في سبتمبر 1960 وبمدرج طوله 1800 قدم فقط، وبدأ بعدد محدود من الرحلات. وعلى مدى العقود القليلة الماضية شهد مطار دبي الدولي نمواً متواصلا، بتوجيهات ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليشكل المطار اليوم أكثر القصص والتجارب إلهاماً في تاريخ الطيران المدني.

حيث أصبح مطار دبي الدولي أكبر مطارات العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين، وأيقونة فريدة مجهزة بأحدث المعدات والتجهيزات، تمتد على مساحة 1,972,474 متراً مربعاً.وسرد سموه رحلة مطار دبي من أعماق الصحراء إلى آفاق الصدارة العالمية في فيديو نشره سموه على حسابه على «تويتر» إلى جانب تغريدة قال فيها: «كنت في العاشرة من عمري تقريباً عندما أحسست أننا في دبي لدينا كل الإمكانات المطلوبة، لنكون مدينة كبيرة للتجار والزوار..

كان مجرد إحساس راودني بينما كنت مذهولاً وأنا أقف لأول مرة في حياتي وسط مطار هيثرو في لندن.. في نهاية السبعينات كنت في حديث مسائي مع والدي وعرضت عليه مشروعي الذي سمّيته الوجهة دبي.. لم يكن المشروع تطويراً للمطار فحسب بل للمدينة كوجهة..

وقبل عدة أعوام وتحديداً في عام 2014 خرجت الصحف البريطانية بعنوان عريض (مطار دبي يتخطى مطار هيثرو كأكبر مطار في العالم) وتذكرت وقوفي مذهولاً في العاشرة من عمري وقلت في نفسي سبحان الله».وأصبح مطار دبي بعد مرور 60 عاماً على التأسيس، جسراً ما بين الماضي والمستقبل، وحلقة وصل وربط لدبي بالعالم، وعنواناً لمدينة خلقت من كوكب آخر، لتصبح ملتقى جميع البشر من كل أرجاء العالم، ووجهة الجميع على اختلاف ألسنتهم ومشاربهم.

أصل الحلم

 

وفي كتاب سموه «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، يسرد سموه أصل الحلم ومسار الفعل والطموح الذي لا ينتهي والحلم الذي تحول إلى أيقونة عالمية، فتلك الرحلة لم تكن لحظة فارقة في طفولة سموه وحسب، وإنما في تاريخ دبي أيضاً، وهو ما يؤكده سموه بقوله:

«كانت الطائرات القادمة إلى دبي تنزل في مياه الخور، ولم يكن ممكناً استقبال الطائرات التجارية، كان والدي يريد أن يبني مهبطاً للطائرات، مكان المطار الحالي، وكان البريطانيون يرفضون إعطاء دبي حق إنشاء مطار، بحجة كفاية المطار في الشارقة، حيث توجد قاعدتهم العسكرية.. كان المطار في لندن يكتظ بأعداد هائلة من الناس، وكان منظر المطار مذهلاً ومهيباً».

خطوة بناء مطار في دبي كانت مهمة في ذلك التاريخ، المضيّ فيها كان يتطلب الحزم، وهو ما امتاز به المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، في تلك الرحلة، ذلك ما تكشف عنه سطور الحكاية، التي خطها سموه في كتابه.

حيث يقول: «في اليوم التالي، طُلب منا الذهاب إلى مقر رئاسة الوزراء في لندن، وطُلب مني الجلوس مقابل رئيس الوزراء آنذاك، هارولد ماكميلان، أوالشيخ ماكميلان كما كنت أسميه. أنصت باهتمام إلى نقاش أبي وماكميلان، حول موضوع مهبط الطائرات، كان والدي حازماً حول قدرة دبي على تشغيل المطار، واحتياجاتها المتزايدة لتكون مربوطة بخطوط طيران مباشرة مع بقية دول العالم، وفي ختام نقاش طويل، حصلنا على موافقة لبناء مهبط جديد».

«المستحيل وجهة نظر، والعالم يفتح الأبواب لمن يعرف ماذا يريد»، قاعدة خطها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وآمن فيها، وسعى إلى تطبيقها ليفتح بها الأبواب أمام دبي، التي باتت اليوم وجهة العالم أجمع، بعد أن أصبح مطارها «الأول عالمياً»، وبات طيرانها عابراً للقارات.

حيث يقول سموه: «بعد سنوات من إنشاء المطار في السبعينيات، كلفني والدي بقيادة التطوير في مطار دبي، أضفت إليه الكثير من المباني، وأعلنت سياسة الأجواء المفتوحة، وربطت ذلك مع تطوير السياحة عبر تطوير أول استراتيجية سياحية في دبي، ثم أنشأنا طيران الإمارات، وبذلنا جهوداً كبيرة لتطوير مطار دبي، وجعله نقطة ربط عالمية. واليوم، تستقبل مطاراتنا أكبر عدد من المسافرين الدوليين، على مستوى مطارات العالم، وتستقبل مدننا أكثر من 20 مليون سائح سنوياً، وتزدحم أجواؤنا بأكثر من 113 شركة طيران، تربطنا مع كافة مدن العالم».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Email