سفير الدولة لدى بكين لـ «البيان»:

شراكة استراتيجية شاملة ومتطورة بين الإمارات والصين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أشاد الدكتور علي عبيد الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، بمستوى التطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وجمهورية الصين الشعبية، بقيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية والدبلوماسية.

وتوجه سفير الإمارات في بكين، بأحر التهاني وأطيب الأمنيات، إلى جمهورية الصين الشعبية، قيادة وشعباً، بمناسبة اليوم الوطني الـ 71، مشيراً إلى الحقبة الذهبية التي تعيشها جمهورية الصين الشعبية، منذ ذلك الحدث التاريخي، والإنجازات الكبيرة التي حققتها على الصعيدين المحلي والدولي، والتي يمكن تسميتها بالمعجزة، استناداً إلى الوقت القياسي الذي تحققت فيه.

نجاح

كما هنأ السفير، الشعب الصيني، على النجاح المبهر الذي أحرزه في حربه ضد وباء فيروس «كورونا» المستجد، مشيراً إلى أن هذه المحنة العالمية، كانت فرصة لزيادة توطيد علاقات الصداقة والود بين الشعبين الإماراتي والصيني، حيث كانت الإمارات من أولى الدول السباقة لمساندة الشعب الصيني الصديق، فجر اندلاع الوباء في ووهان، وتنوعت أشكال هذا الدعم، بين مادي ومعنوي، بداية من أعالي هرم السلطة إلى عامة الشعب.

كما مثلت فرصة لتوسيع مجالات التعاون بين البلدين، ليشمل البحث العلمي في مجال الصحة، وتحديداً في التجارب السريرية للقاح فيروس «كورونا» المستجد، فكانت دولة الإمارات العربية المتحدة، أول دولة في العالم، تطلق المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح ضد «كوفيد 19»، بالتعاون مع الصين، وقد حققت التجارب نتائج واعدة جداً، وبدأ فعلاً اعتماد هذا اللقاح رسمياً في الدولة، للحالات الطارئة، وجنود الصفوف الأمامية في مكافحة الجائحة.

تنوع

وأكد الظاهري أن تنوع وتزايد مجالات التعاون الثنائي، يترجم الخصوصية التي تتميز بها العلاقات الثنائية بين الإمارات والصين، ويعكس عمق روابط التعاون الوثيقة بين البلدين الصديقين، التي أرسى دعائمها، الوالد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خلال زيارته التاريخية للصين في 1990، ثم سهر على تطويرها ومتابعتها، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

فتعددت الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، لتثمر مجموعة كبيرة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، شملت قطاعات مختلفة، كالطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة، وغيرها، وصارت دولة الإمارات محطةً مهمةً للأعمال والتجارة الصينية.

حيث تعد بوابة العبور لـ 60 % من الصادرات الصينية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتخذ نحو 4200 شركة صينية، من إمارات الدولة مقراً لممارسة أنشطتها التجارية، إضافة إلى أكثر من 300 ألف مواطن صيني يقيمون ويعملون في الإمارات، كما يشهد التبادل التجاري بين البلدين، ارتفاعاً تصاعدياً،بالنسبة للتبادل غير النفطي، ويسعى الجانبان إلى مزيد التعاون، ليصل التبادل التجاري بينهما إلى 200 مليار دولار بحلول 2030.

معارض

وخلال الحديث عن إكسبو دبي 2020، الذي تأجلت فعالياته لسنة 2021، نتيجة الوضع الوبائي العالمي، قال الظاهري: إن الصين ستلعب دوراً رئيساً في إكسبو، حيث سيكون الجناح الصيني أحد أكبر المعارض المشاركة، على مساحة تتجاوز الـ 4600 متر مربع، وسيسلط الجناح، الضوء على الدور الريادي المتطور والسريع للصين، وعلى مشاريع تشكيل المستقبل والبنية التحتية الضخمة.

بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق، وتقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، ومنها المركبات المستقلة، التي يمكنها مشاركة البيانات، واتخاذ القرارات الصعبة، إضافة إلى أكبر قمر صناعي للاتصالات اللاسلكية في العالم، للكشف عن علامات الحياة خارج الأرض، كما سيعرض هذا البافليون، بوضوح، ثقافة الصين العميقة، وتاريخها الطويل، من خلال دمج العناصر الصينية بشكل فني مع التقنيات الحديثة.

وأشار السفير إلى أن الزيارات المتبادلة، ساهمت أيضاً في زيادة توافق الرؤى، وتطابق وجهات النظر بين قيادتي البلدين، إذ ترتكز سياسة دولة الإمارات، على مبادئ السلم والتسامح والانفتاح، والحوار مع الثقافات الأخرى، من خلال مد جسور التواصل والتعاون مع المجتمع الدولي، لتعزيز الأمن والاستقرار، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة على مستوى العالم.

وهو ما تتفق فيه مع جمهورية الصين الشعبية، التي تترجم هذه المبادئ في مبادرتها التي تدعو إلى بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، ما يسهل توحيد مجهودات البلدين، لدفع العلاقات الثنائية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، نحو إنجاز الأهداف المشتركة الرامية إلى تحقيق مزيد من التقدم والازدهار والرفاه للشعبين، وللإنسانية جمعاء.

 

Email