القنصل العام الصيني بدبي لـ« البيان »:

العلاقات بين البلدين في عصرها الذهبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد لي شيوي هانغ، القنصل العام الصيني بدبي، لـ«البيان»، أن ما تعكسه أوجه الصداقة والتعاون والاضطلاع بالمسؤولية يسطر بأحرف من ذهب في سجل تاريخ العلاقات الإماراتية الصينية.

مشيراً إلى أن علاقات البلدين هي مشروع حيوي بعيد المدى وقد ولج الآن «عصره الذهبي»، حيث أصبحت دولة الإمارات، هي الدولة الشرق أوسطية التي يربطها بالصين تعاون أعمق وأوسع مجالاً وأكثر ثماراً.

وقال هانغ: في عصر العولمة الرقمية الجديدة المطورة، فإن هناك فضاء أكثر رحابة أمام التعاون المستقبلي بين الصين والإمارات، مؤكداً استعداد القنصلية الصينية العامة بدبي التام للعمل جنباً إلى جنب مع دبي والإمارات من أجل دفع التعاون الشامل بين الصين والإمارات في مختلف المجالات، فلنعمل يداً بيد لصنع غد أجمل لمستقبل العلاقات الصينية الإماراتية.

ذكرى

وأوضح: صادف يوم أمس الذكرى الـ71 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وبعد 71 عاماً من النضال الشاق أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة مصنعة في العالم، لافتاً إلى أن نصيب الفرد الصيني من الناتج المحلي الإجمالي زاد من 50 دولاراً في بداية تأسيس جمهورية الصين الشعبية إلى أكثر من 10000 دولار في عام 2019، فالصين ستقضي على الفقر بشكل كامل في عام 2020، وتحقق أهداف التنمية المستدامة 2030 المطروحة من طرف الأمم المتحدة بعشر سنوات قبل الموعد المحدد.

وأضاف: يسير العالم بخطى شاقة في خضم وباء لم نشهده منذ قرن، وأمام هذا الوباء تمسكت الحكومة الصينية بإعلاء مكانة الشعب والأرواح أولاً وقادت الشعب الصيني البالغ 1.4 مليار نسمة، مكرّسة جهودها لقهر مختلف الصعاب واتخذت إجراءات حازمة، وهو ما مكّنها في غضون ثلاثة أشهر فقط من تحقيق نصر يستحق أن يتغنى به، وقدمت إسهاماً كبيراً للعالم في مكافحة الوباء.

جهود

وأشار إلى أن الصين دفعت بجهود مكافحة ومنع انتشار الوباء تماشياً مع دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما سارت بخطى راسخة في اتجاه إعادة العمل والإنتاج، وبذلك سار اقتصاد الصين عكس التيار صاعداً صوب النمو وحققت الصين نتائج مبهرة، حيث أصبح ينظر إليها على أنها الدولة الوحيدة ضمن مجموعة العشرين التي حققت نمواً اقتصادياً موجباً في هذا العام.

وأكد أن الشعبين الصيني والإماراتي البطلين بقيادتهما الرشيدة يتقدمون معاً يداً بيد ويبذلون جهوداً مشتركة، وقد صمود أمام اختبار الوباء مواصلين كتابة فصل جديد في العلاقات الصينية الإماراتية الأخوية في ظل التحديات، كما قدم الشعبان إسهاماً جديداً في صحة البشرية ولتحقيق السلام والاستقرار في العالم.

وقال هانغ: إن صداقة البلدين واجهت اختبار الوباء، فالصين والإمارات حكومةً وشعباً وقفوا إلى جانب بعضهم البعض في لحظة الأزمة، كما دعمت الإمارات بسخاء للصين بإمدادات طبية لمكافحة الوباء، ومن جانب آخر تم إضاءة برج خليفة وغيره من المعالم العمرانية المتميزة والفريدة في الإمارات بألوان العلم الصيني تعبيراً عن المساندة لمدينة ووهان والصين بشكل عام، وحثهم على الصمود في مواجهة هذا الطارئ الصحي، وفي الوقت الذي تفاقم فيه الوباء في الإمارات قدمت الصين للإمارات مساعدات من الإمدادات العاجلة والدعم التقني، كما شاركتها تجاربها الثمينة في مكافحة الوباء.

نشاطات

وأضاف أن الجالية الصينية بدبي دعمت جهود مكافحة الوباء، وشاركت أيضاً في إطلاق نشاطات تطوعية لتوفير وجبات الإفطار وخدمة المحتاجين في المنطقة التي تم إغلاقها.

وقال هانغ: إن القنصلية الصينية العامة بدبي أسست آلية مشتركة لمنع ومكافحة انتشار الوباء، ما فرض سيطرة دائمة على الوباء في تجمعات الجالية الصينية، وتقديم المساهمة الصينية في منع ومكافحة الوباء وإنعاش الاقتصاد.

وأشار إلى أن مكافحة الوباء دفعت باتجاه تعزيز التعاون بين البلدين إلى أرقة المستويات، فخلال مسار مكافحة الوباء تعد العلوم والتكنولوجيا أداة فعالة في تحقيق النصر على الفيروس، وقد أطلقت الصين والإمارات تعاوناً كبيراً في مجال الأبحاث الطبية، حيث أسس الجانبان في غضون 14 يوماً فقط مختبراً لاختبارات الفيروس تصل قدرة الاختبار اليومية إلى عشرات الآلاف من اختبارات الكشف، وهو ما وفر ضماناً قوياً لمكافحة الوباء بوسائل علمية في الإمارات.

وتشهد المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الدولية للقاح المعطل للفيروس التاجي المستجد سلاسة ملحوظة في الإمارات، والمطور من قبل مجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية، وهو ما شكّل قوة إضافية لتصدي الإمارات للوباء، ورقياً جديداً في التعاون الصيني الإماراتي في مكافحة الوباء.

وتابع: ما يثير لدينا إعجاباً أكثر هو أن الجانبين الصيني والإماراتي أسسا أول مدرسة خارج الصين تدرس وفق النظام التربوي الصيني وهي المدرسة الصينية بدبي في ظل تأثير الفيروس في غضون نصف عام فقط، الأمر الذي خلق في دبي «معجزة الصين» وتمت كتابة فقرة لا تمحى في التعاون الصيني الإماراتي في مجال التعليم.

مسؤولية

وأضاف القنصل العام الصيني بدبي: اضطلعنا في مكافحة الوباء بمسؤولية انعكست بالنفع على العالم، فالصين أعلنت للمجتمع الدولي دون تأخير عن الوباء ومعلومات السلسلة الوراثية للفيروس، كما شاركت الجميع ودون تحفظ تجاربها في مكافحة انتشار الوباء، وأطلقت أكبر عملية إنسانية استعجالية في تاريخ الصين الجديدة.

حيث قدمت الصين لمنظمة الصحة العالمية 50 مليون دولار من التحويلات النقدية كمساعدات، وستقدم للأمم المتحدة 50 مليون دولار دعماً للخطة الإنسانية العالمية للتصدي للوباء، كما أرسلت الصين 34 فريقاً من الخبراء الطبيين إلى 32 دولة، وقدمت إمدادات عاجلة لأكثر من 150 دولة ومنظمة حول العالم.

1471

شاركت الإمارات بشكل إيجابي في التعاون الدولي لمكافحة الوباء، وقدمت الكثير من المساعدات والإمدادات، وقدمت الإمارات 1471 طناً من المستلزمات والإمدادات الطبية لأكثر من 118 دولة ومنطقة حول العالم، فقد أسهمت الصين والإمارات بشكل مشترك إسهاماً إيجابياً في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في مجال الصحة.

Email