فريق طبي ينقذ شابا من مرض مميت في أبوظبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكن فريق أطباء في مستشفى برجيل بأبوظبي من إنقاذ حياة شاب يبلغ من العمر 25 عاماً بإخضاعه لعملية جراحية بالقلب استغرقت 22 ساعة.

ويعاني المريض الباكستاني من متلازمة مارفان وهو مرض وراثي يصيب جدار القلب والأوعية الدموية فيجعله هشاً.

وأصيب المريض محمد أرشد - الذي يدرس في منصة "مدرسة" بأبو ظبي- بتوسع لجذر الشريان الأورطي وهي حالة مرضية خطيرة حيث تسبب تمزق في جدار الشريان الرئيسي (الشريان الأورطي) الذي يحمل الدم وينقله من القلب. وقد استطاع الصمود في مواجهة تلك الحالة المرضية الحرجة لمدة أسبوع إلى أن خضع لعملية جراحية في 16 سبتمبر في مستشفى برجيل، أبوظبي.

وصرح الأطباء أن تماثله الشفاء من ذلك المرض يدخل في نطاق المعجزات نظراً لأن تلك الحالة تُعد من الحالات المميتة لأصحابها في حال عدم خضوعهم للتدخل الطبي الفوري.

وقد أضاف الدكتور وليد شاكر رئيس فريق الأطباء الذي أجرى العملية إلى جانب جرّاحي القلب الآخرين الدكتور سيفان بيلاي أخصائي تخدير القلب، والفني مورالي كريشنا خبير الإرواء في جهاز القلب والرئة، قائلاً: "عادة ما ينهي هذا المرض حياة المصابين به في غضون ساعات قليلة إذا لم يتم نقلهم إلى المستشفى بشكل عاجل وفوري، هذه هي المرة الأولى على مدار حياتي المهنية التي أرى فيها مريضاً ينجو من هذه الحالة بعد تأجيل التدخل الطبي لمدة أسبوع كامل... إنها حقاً لمعجزة".

بعد إجراء مزيد من البحث والدراسة  تبين أن أرشد يعاني من مشكلة وراثية تسمى متلازمة مارفان والتي تجعل جدران الأوعية الدموية هشة للغاية.

ومن المرجح أن يكون لها تأثير على القلب من خلال التسبب في تمزق الشريان الرئيسي (الأورطي) الناقل للدم، مثل ما حدث في هذه الحالة.

ويعيش أرشد في الإمارات العربية المتحدة منذ ثلاث سنوات، ولم يكن لديه أي معرفة مسبقة بحالته الصحية، فهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها المستشفى بسبب تلك الأزمة القلبية التي تعرض لها.

لقد بدأت كل الأعراض قبل أسبوع فقط من خضوع أرشد للعملية الجراحية. فقد شعر بألم خفيف في الصدر أثناء وجوده في "مدرسة" لكنه لم يأخذ الأمر على محمل الجد. وبعد مرور أيام اشتدت عليه آلام الصدر فذهب إلى مستشفى في مصفح بأبوظبي -حيث يقيم- لاستشارة الطبيب.

وقال أرشد وهو يستلقي على سريره بوحدة العناية المركزة: "أجرى لي الطبيب بعض الفحوصات ثم أخبرني أني أعاني من مشكلةٍ ما في القلب.

وبعد ذلك أخبرني أنه يتعين عليّ إجراء فحوصات متقدمة في عدة تخصصات لمعرفة المزيد بشأن حالتي الصحية. مكثت في المستشفى ليوم واحد فقط، ثم في اليوم الثاني أصبح من الصعب علي رفع ذراعي اليسرى، ومن هنا تم نقلي إلى مستشفى برجيل".

عند وصول أرشد إلى المستشفى كانت حالته قد تدهورت للغاية وأصبح في حالة فقدان وعي جزئية. إذ شُخصت حالته بحالة تمزق شديد في جدار الشريان الرئيسي (الشريان الأورطي). وعليه، فقد خضع لعملية جراحية معقدة، إذ تم استبدال الصمام الأورطي وجزء من القوس الأورطي بأنابيب اصطناعية، كما خضع لعملية جراحية  أخرى في الشريان التاجي.

قال الدكتور وليد رئيس قسم جراحة القلب في مستشفى برجيل: "تم إحضار أرشد إلى المستشفى في الصباح وبدأنا العملية الجراحية في حوالي الساعة الثامنة صباحاً في 16 سبتمبر. استغرق الأمر حوالي 22 ساعة لاتمام الجراحة بأكملها، ثم انتهينا في اليوم التالي حوالي الساعة السادسة صباحاً".

وتابع ، "تغمرنا فرحة عارمة بإنقاذنا حياة هذا الشاب. إنها تجربة سعيدة وناجحة للغاية، فنحن نراقبه باستمرار لرصد أي تطورات ولمتابعة حالته الصحية.

وأضاف الدكتور وليد أن الأمر سيستغرق حوالي ثلاثة أشهر حتى يعود أرشد إلى حياته الطبيعية التي كان يمارسها قبل خضوعه للجراحة.
أكد الأطباء أن تأخر القدوم إلى المستشفى كان سبباً أودى بحياة عديد من مرضى القلب والأورام خلال فترة تفشي فيروس كوفيد-19. لقد توصلت الدراسات الحديثة  إلى أن مرضى القلب والسرطان يؤخرون البدء في إجراءات العلاج، بسبب القلق من احتمالية الإصابة بالفيروس داخل أروقة المستشفى. والجدير ذكره أن هذا أدى إلى زيادة معدل الوفيات في جميع أنحاء العالم بغير فيروس كورونا.

وقال الدكتور سيفان إن مرضى القلب يجب أن يكونوا حذرين بشأن ظروفهم الصحية خاصةً أثناء تلك الفترة. وبرغم شيوع حالة القلق والتوتر بين الناس وخاصة بين مرضى القلب خلال هذه الأوقات العصيبة، إلا أن ذلك يجب ألا يمنعهم من زيارة المستشفى إذا شعروا أنهم ليسوا على ما يرام، إذ قد يكون لتأخر العلاج عواقب وخيمة للغاية. وقد أضاف الفني مورالي أن المستشفيات في دولة الإمارات العربية المتحدة تتبع بروتوكولات السلامة على نحو دقيق وفعال لضمان صحة وسلامة  المرضى الوافدين إلى المستشفى.

على الرغم من تجاوز أرشد مرحلة الخطر، إلا أنه ما زال في وحدة العناية المركزة لمتابعه حالته باستمرار. ويؤكد الأطباء أن حالته تتحسن سريعاً، وقد تحدث إلى عائلته وطمأنهم على وضعه الصحي. وقد علّق أرشد على ذلك قائلاً: "لقد كنت أشعر بالخوف الشديد عندما ألقى الطبيب على مسامعي تفاصيل ذهابي لإجراء عملية جراحية معقدة مؤكداً لي أنني سوف أكون بخير حال، وأنا بالفعل أفضل الآن وأشعر بتحسن رائع وثقة كبيرة...أود أن أحمد الله على ذلك وأن أعبر عن بالغ امتناني للأطباء والمستشفى لما قدموه لي من رعاية واهتمام".

قد يستغرق الأمر بضعة أسابيع أخرى حتى يخرج أرشد من المستشفى فعليه أن يستريح لمدة شهرين كاملين حتى يعود إلى سابق عهده وممارسة حياته الطبيعية.

ما هي متلازمة مارفان؟

متلازمة مارفان هي اضطراب وراثي يؤثر على النسيج الضام في الجسم. يحافظ النسيج الضام على تماسك جميع خلايا الجسم وأعضاءه وأنسجته معاً. ووفقاً لما جاءت به مؤسسة مارفان، يعاني حوالي 1 من كل 5000 شخص من متلازمة مارفان بما في ذلك الرجال والنساء.

وهناك حوالي 3 من كل 4 أشخاص مصابين بمتلازمة مارفان يرثونها، مما يعني أنهم يحصلون على الطفرة الجينية من أحد الوالدين الذي يعاني من المتلازمة، إلا أن بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان يكونوا أول من يُصاب بها في العائلة، وعند حدوث ذلك يُطلق عليه "طفرة جينية تلقائية".

 

Email