أكد عثمان آل علي رئيس شركة مياه وكهرباء الإمارات النجاحات الكبيرة التي تحققها إمارة أبوظبي في قطاع الطاقة المتجددة خاصة الشمسية عبر مشاريعها العملاقة.
وكشف عن أن محطة نور أبوظبي ثاني محطات الطاقة الشمسية بالإمارة حققت زيادة كبيرة في إنتاج الطاقة من الطاقة الشمسية في أبوظبي، حيث رفعتها من 110 ميجاوات «حصة محطة شمس 1» إلى أكثر من 1.2 جيجاوات بزيادة مقدارها 1090 ميجاوات وبنسبة نمو 990%.
وأكد في حوار مع «البيان»:«أنه لايوجد لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات في الوقت الحالي أي خطط لرفع الطاقة الإنتاجية للمحطة مشيراً إلى أن الشركة تتطلع قدماً للاحتفاء بالمزيد من النجاحات التي ستحققها المحطة مستقبلاً».

إحصائيات
وأوضح آل علي:«أنه منذ بدء عملياتها التجارية، بلغ صافي إنتاج محطة نور أبوظبي من الطاقة الشمسية 2000 جيجاوات/ساعة ما يعادل توفير الكهرباء لحوالي 66 ألف منزل، ووصل معدل الكفاءة من حيث توفر الطاقة إلى 93%. كما سجلت المحطة 404835 ساعة عمل دون إصابات الوقت الضائع حتى نهاية شهر أبريل الماضي، الأمر الذي يؤكد التزام الشركة بتطبيق أعلى معايير الصحة والسلامة المعتمدة عالمياً.
وشدد على أهمية محطة نور أبوظبي حيث تعد علامة فارقة في مسيرة التحول التي يشهدها قطاع الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ونوه إلى أن المحطة تسهم بشكل كبير في تمكين إمارة أبوظبي من زيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة وتقليل استخدام الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، ما يساهم في جعل الطاقة أكثر استدامة وفعالية وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الإمارة بمقدار مليون طن سنوياً، أي ما يعادل إزالة 200 ألف سيارة من الطرقات.
ويتضمن قطاع الطاقة الشمسية في أبوظبي 3 محطات وهي:«شمس 1، نور أبوظبي ومحطة الظفرة». وهي أحدث مشاريع الإمارة.
وأوضح أنه سيتم استيفاء جميع الإجراءات والعمليات التمويلية المطلوبة لإغلاق عملية التمويل لمشروع محطة الظفرة قريباً، على أن تبدأ المحطة مرحلة الإنتاج الأولي في النصف الأول من عام 2022 والوصول إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة في النصف الثاني من عام 2022.
ولفت إلى أن الائتلاف الفائز بعملية إنشاء المحطة والذي تقوده شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، يعمل مع الشركاء «إي دي إف»، و«جينكو باور»، على تطوير محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم بقدرة تصل إلى 2 جيجاوات من الكهرباء، في منطقة الظفرة وذلك بعد توقيع اتفاقية شراء الطاقة واتفاقية المساهمين.
160
وقال:«فور بدء التشغيل التجاري، سترفع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية القدرة الإنتاجية الإجماليّة من الطاقة الشمسية في أبوظبي إلى حوالي 3.2 جيجاوات. وستوفر المحطة الكهرباء لما يقارب 160 ألف منزل في الإمارات، وهو أكبر من حجم إنتاج محطة «نور أبوظبي» البالغ 1.2 جيجاوات تقريباً، وستسهم في خفض الانبعاثات الكربونية لإمارة أبوظبي بأكثر من 2.4 مليون طن متري سنوياً أي ما يعادل إزالة نحو 470 ألف سيارة من الطريق».
وذكر أن مشروع محطة الظفرة والذي خضع لعملية تقييم شرائية وفقاً لمعايير دقيقة نجح بتسجيل تعرفة من بين الأكثر تنافسية في العالم في مجال تكلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بلغت 4.97 فلوس لكل كيلووات/ ساعة أي ما يعادل 1.35 سنت أمريكي لكل كيلووات/ ساعة على أساس التكلفة المستوية للكهرباء.
مزايا
ونوه إلى أن المشروع يستقطب أحدث تقنيات الألواح الشمسية البلورية ثنائية الأوجه لتأمين الكهرباء وفقاً لأعلى معايير الكفاءة وبأسعار منخفضة عالمياً في ظل المستويات الحالية للإشعاع الشمسي، مما يدعم طموحات رؤية الإمارات وموقعها الريادي في تطوير ونشر مزيج متنوع من حلول الطاقة المتجددة من شأنه توفير طاقة مستدامة وفعالة للأجيال القادمة.
تحلية المياه
وتحدث عثمان آل علي عن محطة الطويلة لتحلية المياه، أكبر مشروع لتحلية المياه باستخدام تقنية التناضح العكسي على مستوى العالم، بطاقة إنتاجية 909200 متر مكعب من المياه يومياً، متوقعاً أن يبدأ المشروع عملياته التجارية الكاملة في الربع الرابع من عام 2022. وقال:«فور جهوزيتها، ستساهم محطة «الطويلة» للتناضح العكسي في تحقيق طموحات ورؤية دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ما يقلل بشكل كبير من استهلاك الغاز عن طريق فصل عملية تحلية المياه عن توليد الطاقة».
وأشار إلى أن محطة الطويلة لتحلية المياه بالتناضح العكسي تقع على بعد 45 كيلومتراً شمالي مدينة أبوظبي، وستساهم بعد اكتمالها في تلبية الطلب المتنامي على المياه.
وقال:«خلافاً لمحطات تحلية المياه التقليدية التي تعمل بالطاقة الحرارية، تستخدم محطة الطويلة تقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر، ما يجعلها المحطة الأكبر من نوعها في العالم. وكذلك تعتبر الأفضل في العالم من حيث كفاءة التكاليف واستهلاك الطاقة، حيث ستستخدم أقل كمية من الطاقة لكل جالون من المياه المحلاة «ما يساوي 3 كيلووات/ ساعة لكل متر مكعب من المياه». وتماشياً مع أهداف المحطة لتحقيق الاستدامة البيئية، تم تجهيز المشروع بخلايا لإنتاج الطاقة الشمسية بقدرة 50 ميجاوات».
محطة الفجيرة
وحول أحدث تطورات محطة الفجيرة F3 والتي تعد أكبر محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز في الدولة، توقع عثمان آل علي أن تصل المحطة إلى قدرتها الإنتاجية الكاملة بحلول صيف 2023 حيث ستبلغ قدرتها الإنتاجية 2.4 جيجاوات، وهو ما يعادل توفير الكهرباء لـ 380 ألف منزل في الدولة. ونوه إلى أن محطة الفجيرة F3 والتي تقع في منطقة «قدفع»، في موقع يتوسط المحطتين العاملتين حالياً F1 وF2 لتحلية المياه وتوليد الكهرباء، تعتمد على أحدث تقنيات التوربينات الغازية وبنظام يعتبر الأكثر كفاءة في المنطقة، وتبلغ التكلفة الإجمالية المقدّرة للمشروع حوالي 4.2 مليارات درهم بتمويل خارجي من مجموعة من المصارف التجاريّة الدولية متعدّدة الأطراف.
تأثير
وأكد عثمان آل علي أن ضمان استمرارية خدمات المياه والكهرباء من الأمور الحيوية لتمكين القطاعات الصحية، والتجارية والصناعية من مواصلة أعمالها في ظل الوضع الاستثنائي بعد انتشار جائحة كورونا. وقال:«قمنا بالتعاون مع شركائنا لتطوير بنية تحتية عالمية المستوى لضمان أمن واستمرارية وموثوقية إمدادات المياه والكهرباء في الدولة، وبلا شك نجحت دولة الإمارات في تبني استراتيجيات هادفة وطويلة الأمد لتعزيز نمو ومرونة قطاع الطاقة أثبتت فعاليتها حتى في الأوقات غير المتوقعة».
محطتان لتوليد الطاقة من «النفايات»
أشار عثمان آل علي إلى إنشاء محطتين لتوليد الطاقة من النفايات بالتعاون مع «تدوير»، أولهما في أبوظبي بقدرة إنتاجية متوقعة 90 ميجاوات كحد أقصى من الكهرباء سنوياً، وهو ما يعادل توفير الطاقة الكهربائيّة لـ 22.5 ألف منزل في الإمارات، الأمر الذي يجعلها واحدة من أكبر منشآت تحويل النفايات إلى طاقة في المنطقة. ويتوقّع أن تقلل هذه المحطّة أيضاً من انبعاث ما يقارب 1.5 طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل إزالة أكثر من 300 ألف سيارة من الطريق.
وأما المحطة الثانية التي سيتم بناؤها في مدينة العين، فستبلغ قدرتها المتوقعة ما يقارب 600 ألف طن من النفايات سنوياً، ومن المتوقع أن تنتج 60 ميجاوات كحد أقصى من الكهرباء سنوياً، أي ما يعادل توفير الطاقة الكهربائيّة لـ 15 ألف منزل في الإمارات. ويتوقّع أن تقلل المحطّة أيضاً من انبعاث ما يقارب مليون طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل إزالة أكثر من 200 ألف سيارة من الطريق.
وأضاف:«سيتم إنشاء المحطتين المقترحتين لتحويل النفايات إلى طاقة، حسب نظام منتجي الطاقة المستقلين المعتمد في منشآت الطاقة في إمارة أبوظبي منذ عام 1998، ووفقاً لهذا النظام، وبموجب اتفاقية طويلة الأجل لشراء الطاقة، ستكون شركة مياه وكهرباء الإمارات، الجهة التي ستحصل على الكهرباء، بينما يقوم مركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير» بتوفير المواد الأولية بموجب اتفاقية طويلة الأجل لتدوير النفايات. وستُوجَّه الدعوة لشركات القطاع الخاص لتقديم مقترحات لتصميم وبناء وتمويل وتشغيل وصيانة المحطتين المذكورتين، اللتين ستستخدمان تقنية الحرق المتقدمة لتحويل النفايات البلدية الصلبة إلى كهرباء عبر مجموعة مولدات تعمل بواسطة توربينات بخارية عالية الكفاءة. وستتم معالجة الرماد الناتج من هذه العملية وإعادة تدويره إلى مادة قابلة لإعادة الاستخدام.
