الإمارات أسّست سلاماً يرمي لتحقيق استقرارٍ دولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبرز دولة الإمارات كنموذج حضاري في التسامح والتعايش الإنساني بين الثقافات والحضارات وأتباع الديانات المختلفة، وبناء سلام قائم على أسس سليمة قوامها الاحترام المتبادل وقبول الآخر، وإشاعة روح المحبة والسلام، وصفها أكاديميون وسياسيون أوروبيون، في تعليقهم بمناسبة اليوم الدولي للسلام الموافق 21 سبتمبر من كل عام، بمنهج علمي للسلم والسلام الإقليمي والدولي ستكون نتائجه مؤكدة على المنطقة والعالم، كونه مبنياً على ثلاث قواعد متينة هي «صنع السلام، وحفظ السلام، وبناء مجتمع قادر على تبني وترسيخ ثقافة السلام»، وهو ما يعني كمال التجربة بما سينعكس على المنطقة والعالم بشكل إيجابي ملحوظ على المديين «القصير والطويل».

خطوات رائدة

وقالت، لاوري لافوجيز، أستاذة التاريخ والحضارات القديمة بجامعة «سوربون» بباريس لـ«البيان»، إن الإمارات، نموذج متكامل للتسامح والتعايش الإنساني بين الثقافات والحضارات وأتباع الديانات المختلفة، يؤسس لتجربة مهمة في العصر الحديث، أعتبرها «ومضة أو دعوة واقعية تأخذ صفة القدوة لنشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش، لا سيما أنها تطبق في بلد منفتح ومتطور يحتضن مقيمين من مختلف الجنسيات والعقائد والألوان، ويسود فيه التسامح بمختلف عناصره الديني، والعرقي، والفكري والثقافي»، خطى خطوات مهمة لتعزيز هذه المفاهيم منها مؤتمر «تحالف الأديان لأمن المجتمعات» أواخر عام 2018، والمؤتمر العالمي «الأخوة الإنسانية» في فبراير 2019.

وأضافت، أن التسامح ليس «درساً نظرياً في الأخلاق» وإنما هو فكر وفلسفة وممارسة عملية، لبلوغ «الحضارة» الحقيقية.. وبنظرة سريعة على الحضارات القديمة كلها سنجدها اشتركت في أساس واحد، هو التسامح والتعايش كمنطلق لبلوغ السلام، والإمارات الآن تتبنى سلاماً ممنهجاً وفق رؤية علمية وعملية لنشر السلام في المنطقة والعالم، على أساس محاربة «التعصب، والتطرف، والجهل، والفقر» بتسهيل الحوار والتواصل بين الجميع في الداخل والخارج، ودفع عجلة التنمية وفق رؤية واضحة قابلة التطبيق داخل الدولة الواحدة وبين دول المنطقة والعالم، وهذه الأدوات الأنجع لتحقيق التحضر والاستقرار وليس الأسلحة والمدافع.

 

نموذج متكامل

وأضاف، كلايوس أونيل، مدير قسم «الشرق الأوسط» بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ببرلين، أن الإمارات تقدم «نموذجاً متكاملاً للسلام»، بمفهومه المثالي وهي محاربة العنف، وخلق مساحات ثقافية للتعايش بين البشر، طُبق أولاً داخل الإمارات ونجح، وأصبح تلقائياً منهجاً سياسياً ودبلوماسياً للدولة تُسّخر لصالحه أدوات مثل «الثقافة، والطب، والتكنولوجيا، والتعليم، والهندسة، والرياضة» بهدف إنهاء الاقتتال، وتحقيق السلام الحقيقي، وخلق مساحات حوار وتفاهم بين الناس داخل المجتمعات، وبين الدول، فالسلم والسلام الإقليمي والدولي يرتبط بثلاث قواعد وهي «صنع السلام».سلام شامل

وتابع، وفي اليوم العالمي للسلام نجد أن الإمارات عززت السلام والتسامح والتعايش بالانفتاح العلمي، والثقافي، والدبلوماسي، والدعم الإنساني، وفرض لغة الحوار كوسيلة لتحقيق السلام داخلياً وخارجياً، واتباع مناهج التصالح والتواصل لتحقيق الرخاء عن طريق توجيه الطاقات كلها لما يصب في مصلحة شعوب المنطقة والعالم، ومعاهدة السلام الموقعة بين الإمارات وإسرائيل، خطوة تعكس رؤية الإمارات تجاه المستقبل والرغبة الحقيقية لخلق واقع أفضل في المنطقة والعالم، كذلك جهود الوساطة والدعم لدول المنطقة لتحقيق سلام شامل واستقرار داخلي.

 

الحق الأهم

من جهته، أوضح، فالتير فرانزيز، رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة بادوفا الإيطالية، أن السلام هو الحياة الطبيعية للفرد والمجتمع، وهو «الحق الأهم» لكل إنسان، ويرتبط السلام بالأمن والاستقرار، أينما وجد السلام يرافقه التقدم والرخاء، وينتج عنه استمراراً للقيم النبيلة وعادات الاحترام الكامل والخضوع للسيادة، والتمتع بالحريات والحقوق والاستماع للآراء الأخرى، وتعاون الشعوب مع بعضها وتبادل الثقافات واختفاء ثقافة العنف، هذه العناصر كاملة تتوفر في دولة الإمارات، وفق إرادة سياسية انطلقت منذ بداية تأسيس الدولة، وصلت اليوم إلى شكلها الأمثل أو مرحلة الكمال، كنموذج لدولة حضارية داعمة للسلام قائمة على التعايش والتآخي والتواصل.

Email