صحيفة أسترالية: تمهيد لبناء سياسات بعيدة المدى

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشار كولين روبنشتاين، المدير التنفيذي لمجلس الشؤون الأسترالية واليهودية عبر مقال رأي نشرته صحيفة «سيدني مورننغ هيرالد» الأسترالية إلى أن المعاهدة التاريخية للسلام بين الإمارات وإسرائيل، وإعلان تأييد السلام بين البحرين وإسرائيل، يعدّان نموذجاً جديداً «للسلام مقابل السلام» والاهتمامات المشتركة، على عكس المعاهدات السابقة التي لم تخرج من إطار «السلام مقابل الأرض».

ويشير روبنشتاين إلى أن المعاهدة وإعلان التأييد، نتاج لكل من الفرص الاقتصادية والرؤى الأمنية المشتركة، لاسيما في ما يتعلق بالتهديد الذي تتعرض له دول المنطقة من خلال الحروب والميليشيات بالوكالة والجماعات الإرهابية وطموحات الأسلحة النووية.

فمنذ عام 1967، بنى أجيال من مفاوضي السلام حياتهم المهنية على أساس مبدأ أن القبول العربي لإسرائيل لا يمكن أن يأتي إلا بعد أن يعقد الفلسطينيون السلام مع إسرائيل، بيد أنّ التحولات التي قامت بها دولة الإمارات تطرح نهجاً جديداً من دون أن يكون على حساب الفلسطينيين، وذلك عبر تعزيز وإقامة العلاقات الدبلوماسية العلنية مع إسرائيل كوسيلة أفضل لتسهيل صنع السلام الإسرائيلي الفلسطيني.

كما أنها أوقفت خطط الضم الإسرائيلية من جانب واحد على مناطق في الضفة الغربية، وبالتالي خدمت مصالح الفلسطينيين بشكل أفضل من خلال المساعدة على حماية نموذج السلام القائم على حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين. ووصف كولين روبنشتاين، معاهدة السلام الإماراتية مع إسرائيل، كقمة جبل جليدي إقليمي أوسع بكثير من التفكير الاستراتيجي الذي يشير إلى عملية إعادة بناء السياسات بعيدة المدى.

ففي الوقت الذي تلتزم فيه الولايات المتحدة سحب قواتها من المنطقة، تدرك الدول العربية المتحالفة مع الغرب قيمة الشراكة بشكل أكثر انفتاحاً مع إسرائيل في هدفهم المشترك المتمثل في ردع التدخلات العدوانية على المنطقة.

هناك كافة الأسباب للأمل أن تدفع معاهدات السلام للمزيد من العلاقات المفتوحة مع إسرائيل، وتعزيز الاستقرار وتوسيع التعاون في شؤون الدفاع والاستخبارات، فضلاً عن مجالات التجارة والاستثمار والتنمية التكنولوجية المشتركة، ولا ننسى إمكان تكثيف الحوار بين الثقافات. في غضون ذلك، يجب على معاهدة السلام إضعاف أي قوى تصمم على زعزعة استقرار المنطقة.

Email