الإمارات .. مبادرات تاريخية لحل النزاعات وتهدئة التوتّرات في المنطقة والعالم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نهج إنساني راسخ تلتزم به دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ما فتئت تمد يد السلام والعون للعالم بأسره، وتُطلق مبادرات هادفة إلى إخماد الفتن وإطفاء النزاعات حول العالم، من أجل تحقيق السلام العالمي، وحقن الدماء وصون كرامة الإنسان حول العالم، لتقود بذلك نهج الاعتدال والتسامح في المنطقة، وتضرب نموذجاً إنسانياً فريداً يحتذى به، امتداداً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

التاريخ الذي يكتبه الرجال، والسلام الذي يصنعه الشجعان، شاهدان على إنسانية الدولة التي سخّرت إمكاناتها وعلاقاتها ومكانتها الإقليمية والدولية المرموقة، من أجل هدف أسمى وهو الإنسان أياً كان دينه أو لونه أو هويته، فالإنسان هو محور ذلك النهج الراسخ الذي تتبناه الدولة، وتسعى بشجاعة إلى تخليصه من كل ما يهدد أمنه واستقراره وكرامته.

ثقافة التسامح التي تنشرها الدولة حول العالم، والوقوف كحائط صد منيع أمام الفكر المتطرف والتشدد، صمام أمان جبهات الاعتدال حول العالم، في عالمٍ تلفّه التحديات، من صراعات وإرهاب وأفكار متطرفة، وحتى الكوارث البيئية والصحية، بما يستلزم يقظة صوت العقل وصحوته دفاعاً عن السلام العالمي الذي مرّ ويمر بفترات تهديد قاسية، لا سيما خلال العقد الماضي.

بزغت أيادي الدولة البيضاء في دعم الأشقاء وعديد من الدول حول العالم، ليتجاوزوا أزماتهم الداخلية المختلفة، ضمن رسائل السلام التي تبعث بها الدولة، وتؤمن بها بصدق، ومبادرات لا تقتصر على تقديم المساعدات والعون إلى المتضررين، لكنها تتجاوز ذلك حتى نزع فتيل أزمات قديمة وأخرى حديثة، ما كانت لتهدأ لولا تدخل الإمارات بمكانتها وثقلها الإقليمي والدولي.

وما معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل إلا خطوة تعبر عن ذلك النهج الإنساني الراسخ، مبنيّة على رؤية واقعية للوضع في المنطقة والعالم، بعد سنوات من الجمود وتزايد التحديات والمخاطر، اتخذت معها الإمارات الخطوة الشجاعة بمعاهدة سلامٍ وضعت دول المنطقة أمام مسؤولياتها لحقن الدماء ونزع فتيل الأزمات والصراعات التي يشهدها الشرق الأوسط.

تلك الخطوة الشجاعة التي تُغير المعادلات في المنطقة، تمثل دفعة قويّة لجهود التوصل للسلام العالمي، وهي المهمة التي لم تغب عن دولة الإمارات، والتي تسعى الدولة لتنفيذها بشتى الطرق، انطلاقاً من وضعها للإنسان كمحور ومركز سياساتها ورسالتها الإنسانية في العالم.

مبادرات ومواقف

من بين تلك المبادرات، نجاح الدولة -بعد جهود طويلة- في شهر يوليو من العام 2018 في نزع فتيل واحد من أطول النزاعات في القارة السمراء، بين الجارتين (إثيوبيا وإريتريا)، وهو دور محوري في تعزيز السلام حول العالم قامت به الدولة، بعد أن احتضنت أبوظبي قمة ثلاثية بين إريتريا وإثيوبيا إلى جانب الإمارات.

رعاية الإمارات لاتفاق السلام بين البلدين شكّلت تحولاً مؤثراً في الوضع الجيوسياسي بالقرن الأفريقي، وهي تلك المنطقة التي تعتبر من أكثر مناطق العالم التي تموج باضطرابات وتهديدات هائلة.

لقطة مضيئة أخرى يمكن الإشارة إليها في معرض الحديث عن مبادرات السلام الإماراتية، والتزام الدولة بدورها التاريخي في ذلك الصدد، هو الدور الذي تقوم به في تخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان أكثر من مرة، على خلفية أزمة إقليم كشمير المتنازع عليه. وبزغت رسالة السلام التي تحرص عليها الدولة بجلاء في ذلك الصدد رفقة الأشقاء في المملكة العربية السعودية.

ومن بين أبرز المبادرات التي تكلل جهود الدولة في نشر السلام حول العالم، وثيقة الإخوة الإنسانية الموقعة في الرابع من شهر فبراير من العام 2019. والوثيقة هي بيان مشترك وقعه قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في أبوظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة. وذلك بعد مناقشة أخوية مفتوحة بين فرانسيس والطيب، تمثل دليلاً على تعزيز «ثقافة الاحترام المتبادل».

تلك المبادرات وغيرها الكثير من المشاهد المضيئة في مسيرة الدولة الراعية للسلام والإنسانية حول العالم، إنما تؤكد حقيقة التزام الإمارات بصون كرامة الإنسان وحقه في العيش في أمن وسلامٍ، وهي رسالة سامية في واقع مضطرب تلفه جملة من التحديات والتهديدات.

جهود مشتركة

قامت دولة الإمارات بجهد كبير، إلى جانب المملكة العربية السعودية، في توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي نوفمبر الماضي، وذلك في خطّ متوازٍ مع دورها السياسي والدبلوماسي والإنساني في الملف اليمني، ودعمها للشرعية اليمنية، لحقن دماء اليمنيين وإطفاء النزاع هناك.

وتكلّلت هذه الجهود بنجاح، وحفظت دماء اليمنيين من نزاع داخلي كان يلوح في الأفق، ليتم بذلك تقويم المسار السياسي والأمني وتركيزه على استعادة الشرعية وتكريس إرادة الشعب اليمني ضد الانقلاب الحوثي.

Email