خبراء خلال ندوة دولية نظمها مركز «تريندز»:

وضع خطط مشتركة للتصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة خلال الأزمات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من الخبراء والباحثين أن العمل الإعلامي والبحثي تأثر بجائحة (كوفيد 19)، وأشاروا إلى أن الجائحة تمثل فرصة لوسائل الإعلام لإظهار مسؤوليتها تجاه المجتمع في أوقات الأزمات التي تنتشر فيها الشائعات. كما أشاروا إلى أن أزمة «كورونا» وفرت البيئة الملائمة لنشر المعلومات الكاذبة والمضللة بسرعة غير مسبوقة، وأوصوا بضرورة وضع خطط مشتركة للتصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة، التي تجد رواجاً على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأزمات، وقيام المراكز البحثية بتطوير استراتيجية رصينة، تُمكّن من تعزيز دورها في دعم صناع القرار والسياسات العامة، وأهمية تكرار مثل هذه اللقاءات الدورية والمستمرة بين مراكز البحوث ومؤسسات الإعلام.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مركز «تريندز للبحوث والاستشارات»- عن بُعد- تحت عنوان: «المراكز البحثية والإعلام خلال أزمة كوفيد 19: شراكة تكاملية»، وتناولت طبيعة التعاون بين المراكز البحثية ووسائل الإعلام في ظل جائحة (كوفيد 19).

أدار الندوة جوناثان فيرزيجر، زميل أول غير مقيم في المجلس الأطلسي- واشنطن، والذي أشار إلى أن العمل الإعلامي والبحثي تأثر، كغيره من المجالات، بجائحة (كوفيد 19)، التي حتمت على مؤسسات الإعلام ومراكز البحوث، أكثر من أي وقت مضى، بناء شراكة تكاملية قوية تعزز من دورهما في مواجهة الأزمات.

وطالب المشاركون بتعزيز التعاون بين مؤسسات الإعلام ومراكز البحوث، وإيجاد أرضية مشتركة بينهما، والعمل على تعزيز دورهما في مساعدة الحكومات، من أجل مكافحة هذه الجائحة وغيرها من الأزمات العالمية، كما شددوا على أهمية تضافر جهودهما من أجل ضمان صحة المعلومات التي تُنشر عن أي قضية تتعلق بهذه الجائحة.

الشائعات

وتناول الدكتور وين وانغ، العميد التنفيذي لمعهد تشونغ يانغ للدراسات المالية ونائب رئيس مدرسة طريق الحرير- جامعة رينمين الصينية، المراكز البحثية وعلاقاتها مع وسائل الإعلام«، مشيراً إلى أن أداء مؤسسات الفكر والإعلام كان بعيداً عن الكمال.

وأوضح أن الإعلام خلال فترة الجائحة تأثر بالشائعات؛ فضلاً عن عدم اضطلاع المراكز البحثية بدورها في تعزيز التعاون الدولي بين القوى المؤثرة بسبب طُغيان نظريات المؤامرة والنبرة الشعبوية وغيرها من النزعات المناهضة للفكر والتفكير الواقعي.

وأكد الدكتور ستيفن بلاكويل، مدير إدارة الدراسات الاستراتيجية بمركز «تريندز» أهمية تعاون المراكز البحثية ومساعدة وسائل الإعلام على التعريف بالتطورات المستجدة في العالم. وتناول بلاكويل تجربة مركز «تريندز» باعتبارها نموذجاً للممارسات البحثية الجيدة في التعامل مع جائحة (كوفيد 19). وأشار إلى أن «تريندز» عقد 11 ندوة عن بُعد منذ بداية وباء (كوفيد 19)، إضافة إلى ظهور باحثيه المتكرر في وسائل الإعلام للإدلاء بآرائهم حول هذه الأزمة العالمية. ودعا بلاكويل إلى تعزيز التعاون بين مراكز البحث والإعلام لأنها تحتاج إلى وسائل الإعلام لنشر نتائج بحوثها وتمكين صناع القرار والسياسات والجمهور من الاطلاع عليها. كما تحتاج وسائل الإعلام إلى خبرة المراكز البحثية في تحليل القضايا الراهنة وتفسيرها.

غياب الوضوح

وتناول جيفري هيداي، مدير العلاقات الإعلامية لدى مؤسسة راند الأمريكية، طبيعة مشاركة وسائل الإعلام والمراكز البحثية خلال الوباء، مشيراً إلى أن غياب الوضوح في ما يخص أزمة (كوفيد 19)، والكثير من القضايا الأخرى يتطلب إجراء دراسات وتصحيح المعلومات الخطأ، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون بين المراكز البحثية ومؤسسات الإعلام.

واستعرض بيت كليفتون رئيس تحرير الرابطة الصحافية البريطانية في كلمته الدور الذي قامت به الرابطة الصحافية البريطانية في التعامل مع أزمة (كوفيد 19)، مشيراً إلى أنها كانت تركز بشكل أساسي على التحقق من البيانات التي تنشر يومياً والتأكد من صدقية المعلومات وتصحيحها. وأكد أن المؤسسة معروفة بدقة معلوماتها وحيادها وواقعيتها.

السرعة والدقة

وتناول مايكل هولتزمان، رئيس عمليات مجموعة سيك نيوغيت- الولايات المتحدة التحديات والفرص خلال إدارة الأزمات من منظور وسائل الإعلام، مؤكداً أن الأزمات تتطلب السرعة والدقة في نقل المعلومات. وأكد هولتزمان أن الوقت الحالي مناسب لإظهار التعاون القوي بين مراكز البحوث ووسائل الإعلام لخدمة المجتمعات، والعمل على محو الأمية الإعلامية في أوقات الأزمات.

توصيات

وتناول الدكتور جون بروني المؤسس والمدير التنفيذي لـمركز سيج الدولي- أستراليا «التحديات والفرص خلال إدارة الأزمات من منظور المراكز البحثية»، مشيراً إلى أن غياب حالة اليقين التي يواجهها العالم اليوم بشأن الجائحة وكيفية التعامل معها يشغل الحكومات والمؤسسات البحثية والإعلامية.

Email