التعليم في زمن «كورونا» يفرض أدواراً تكاملية بين الأسرة والمدرسة لتجاوز الأزمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرض تحدي فيروس «كورونا» على المدرسة والأسرة تكاملاً في أدوارهما المحورية لا سيما بعد اعتماد التعلم الهجين (عن بعد وحضورياً) من أجل إعداد أجيال المستقبل والإقبال على تجربة تعليمية تحقق الاستفادة القصوى لكافة الأبناء.

وفي هذا الإطار شدد مسؤولون وتربويون على أهمية دور المدارس في الوقت الحالي من خلال الدعم النفسي للطلبة، وتزويدهم بالمهارات والمعارف والأدوات التي تمكن من توفير بيئة تعلم صحية، مؤكدين أن نجاح التعلم عن بُعد يتوقف على تعاون ومتابعة المدارس مع أولياء الأمور بعد أن وفرت الجهات المعنية كافة أسباب استمرار التعليم.

وشددوا على أهمية دور أولياء الأمور خلال مختلف المراحل لاسيما خلال المرحلة الجارية ودور الأسرة في التوعية وتعريف الطلاب بالأوضاع المستجدة ومدى التغيير الحاصل في العالم أجمع، وكيف يمكن لهم حماية أنفسهم وحماية الآخرين في ظل هذه الظروف.

وقال المسؤولون والتربويون: إن مسؤولية الأسرة باتت مضاعفة، لأنها تمثل جهة الإشراف المباشرة على الطالب أثناء تلقيه الدروس عبر قنوات «التعلم عن بعد»، كما أن تداعيات الجائحة الصحية فرضت أدواراً ومسؤوليات جديدة زادت من أعباء أولياء الأمور مادياً ونفسياً ومعنوياً، مطالبين ذوي الطلبة ببث الروح الإيجابية في نفوس أبنائهم بعيداً عن لغة التشاؤم والسلبية. ورصدوا عدة تحديات تواجه أولياء الأمور في اتباع أبنائهم «التعلم عن بعد» منها زيادة الأعباء ومحدودية الوقت خاصة بالنسبة للأم العاملة، علاوة على تفاوت الإمكانيات المادية حيث لا تتوفر لدى الجميع التقنيات ذاتها، كما تواجه الأسر تحدي المتطلبات المرهقة من قبل بعض المدارس الخاصة كإلزامها بشراء الكتب المدرسية الورقية والأجهزة الإلكترونية التي تحوي النظام التعليمي المستخدم، بما فيها الكتب الإلكترونية، وتكليف الأسر شراء أدوات التعقيم ومستلزمات الحماية لأبنائهم خلال التعليم الواقعي، إضافة إلى فرض شراء الزي المدرسي وارتدائه أثناء التعلم عن بعد.

مبادرات داعمة

وأطلقت وزارة التربية والتعليم حزمة مبادرات داعمة لأولياء الأمور منها أسبوع العودة الآمنة للمدارس، وتقديم ورش تأهيلية تساعدهم في الدعم النفسي لأبنائهم، من خلال تزويدهم بالمهارات والمعارف والأدوات التي تمكن من توفير بيئة تعلم صحية عبر منصات الوزارة، بالإضافة إلى تقديم نصائح طبية تساعد في الوقاية من العدوي بفيروس كوفيد - 19 والحد من انتقاله، أما من الجانب التعليمي فوفرت الوزارة منصات تعليمية وبرامج تضمن سير العملية التعليمية بنظام «التعلم الهجين».

وشددت الوزارة على أهمية دور أولياء الأمور خلال مختلف المراحل لاسيما خلال المرحلة القادمة ودور الأسرة في التوعية وتعريف الطلاب بالأوضاع المستجدة ومدى التغيير الحاصل في العالم أجمع، وكيف يمكن لهم حماية أنفسهم وحماية الآخرين في ظل هذه الظروف.

وأكدت على انخراط المدارس الخاصة في دورات تدريبية بهدف ضمان العودة الآمنة للطلبة في ظل الظروف الاستثنائية، والحفاظ في الوقت نفسه على أمن وسلامة طلبتنا والمجتمع المدرسي، وعملت الوزارة على تحسين تجربة التعليم عن بُعد في الدولة وتطويرها واستحداث «التعلم الهجين»، من خلال إضافة حلول ذكية وتطبيقات تفاعلية لمختلف المراحل الدراسية.

عقد جديد

وطورت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي عقود أولياء الأمور لتتماشي مع الظروف الاستثنائية التي يمر بها التعليم خلال جائحة كوفيد - 19، حيث أتاح العقد الجديد لأولياء الأمور مرونة في اختيار الأسلوب التعليمي المفضل لأبنائهم سواء بمواصلة تعليمهم عن بُعد، أو اختيار أساليب تعليمية بديلة مع بداية العام الدراسي الجديد، ومن خلال هذا العقد، يؤكد أولياء الأمور خياراتهم بشأن الأسلوب التعليمي المفضل لأبنائهم، وتلقى أولياء الأمور رسالة نصية أو بريداً إلكترونياً لتأكيد اختياراتهم وذلك قبل انطلاقة العام الدراسي.

وجاءت صياغة العقد بين ولي الأمر والمدرسة، ليضمن للطرفين مسؤولياتهم وواجباتهم، ويصب في مصلحة المدارس وعائلات الطلبة، إذ يحكم العلاقة بينهما بأحكام وشروط واضحة في صيغ تلزم الطرفين بكل شفافية ووضوح، من شأنها ضمان تقديم خبرات تعليمية فعالة للطلبة تنطلق من توفير التنشئة السليمة لهم.

وأكد محمد درويش المدير التنفيذي لقطاع التصاريح والالتزام في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي أن عقد المدرسة وولي الأمر يعد الإطار القانوني الذي يضمن حقوق ومسؤوليات الطرفين فيما يتعلق بمختلف الجوانب وثيقة الصلة بتعليم أبنائهم، ويتضمن العقد قسماً كاملاً يغطي الرسوم الإلزامية، وكذلك الرسوم الاختيارية الإضافية، حيث تلتزم المدارس الخاصة بالرسوم المنصوص عليها في العقد الذي يوقّع عليه ولي الأمر، وما يتضمنه من بيانات تفصيلية للرسوم المعتمدة من الهيئة.

وأوضح أن كل مدرسة خاصة تلتزم بالرسوم الدراسية الواردة في عقد المدرسة وولي الأمر، ولا يحق لأي مدرسة إجبار ولي الأمر على سداد رسوم خدمات اختيارية كالخدمات غير التعليمية وغيرها.

تجربة جديدة

ولفت الدكتور سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم إلى أهمية دور ولي الأمر الذي يعتبر مكملاً لدور المدرسة، مشيراً إلى أن منظومة التعليم ما كانت لتنجح لولا تعاون ولي الأمر.

وأفاد بأنه خلال أزمة كورونا تضاعف دور ولي الأمر في تجربة جديدة على الميدان التربوي بكافة أطرافه، حيث تضاعفت المسؤوليات لدى الجميع وباتت أكثر تشعبا، ما أدى إلى نجاح الفصل الدراسي الثالث من العام الماضي حيث كانت دولة الإمارات من الدول القليلة التي نجحت في التعليم عن بعد وتم استكمال العام الدراسي وهي شهادة إنجاز وحق وإجلال لجهود الأطراف التعليمية من طالب وولي أمر ومدرسة ومؤسسات تعليمية، معتبراً تقاعس أي طرف من أطراف العملية التعليمية يقوض التجربة ولا تخرج بالشكل الذي خرجت عليه.

وتحدث عن تجربة التعلم الهجين المطبقة حالياً، مشيراً إلى احتمالية تغير هذا النظام تبعاً للظروف، داعياً إلى تقييم التجربة يومياً وأسبوعياً. واعتبر الكعبي دور مجالس أولياء الأمور رابطاً ومكملاً لجهود وزارة التربية والتعليم.

نجاح

ورأت المعلمة أمل زيد أن تعاون البيت والمدرسة هو سر نجاح العملية التعليمية ودون ذلك لا يمكن تحقيق المطلوب، مشيرة إلى أن التعلم عن بعد الذي يتم تطبيقه حاليا كبديل عن التعليم المباشر قد يواجه بعض التحديات لا سيما إذا كان ولي الأمر في العمل والطالب بمفرده بالبيت، أو برفقة أشقائه ما يجعل عملية التركيز صعبة.

وأكدت أن التحدي الآخر هو زيادة الأعباء ومحدودية الوقت، إذ يتطلب تزامن قيام ولية الأمر بواجبها كمعلمة وفي ذات الوقت مباشرة الإشراف على مدى التزام أبنائها بالتعلم عن بعد بمستوى تفاعلي جاد وجيد.

وقالت جيليان هاموند مديرة مدرسة خاصة في أبوظبي، إن العملية التعليمية بكافة أبعادها هي عبارة عن معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة أبرزها الأسرة والمجتمع، وجميع هذه الأركان تتعاون في تأدية رسالة التربية والتعليم على خير وجه للوصول إلى النتائج المرجوة، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمؤسسة التعليمية.

وأكدت ضرورة منح المؤسسة التعليمية دوراً أكبر لأولياء الأمور للمساهمة والمشاركة في دعم العملية التعليمية .

محمد يوسف: التعلم عن بعد الخيار الأمثل

دعا الكاتب الصحفي محمد يوسف إلى تطبيق نظام التعلم عن بعد طيلة الفصل الدراسي الأول من العام الجاري، مشيراً إلى أن غير ذلك لا يجدي ولا ينفع.

وطالب وزارة التربية والتعليم والهيئات التعليمية على مستوى الدولة، بإعادة النظر ووضع خطة تأخذ بعين الاعتبار حالة القلق بين أولياء الأمور، معتبراً قطاع التعليم واحداً من أهم القطاعات الحيوية في الدولة كونه يمس مئات الآلاف من الطلبة.

وأضاف: على الرغم من الاستعدادات الدقيقة والمشددة التي قامت بها الهيئات التعليمية والجهات المعنية بالتعليم، إلا أن خيار التعليم عن بعد يعتبر الأفضل، إذ أثبت نجاحه في الفصل الدراسي الثالث من العام الدراسي الماضي.

وذكر أن أولياء أمور يشتكون من ارتفاع كلفة التعليم بسبب مطالبات المدارس بتوفير كافة المستلزمات من المواصلات إلى الزي والرسوم، مستطرداً: «نحن لا نلوم المدارس لأنها لا تملك خيارات أخرى، بل تعد نفسها لكل السيناريوهات المحتملة، وبإمكاننا وضع رؤية سليمة للعام الدراسي 2020 - 2021، ليس فيها تردد ولا قلق».

أولياء أمور: مدارس تلجأ للكتب الإلكترونية.. وتبقي على رسوم «الورقية»

بدأت مدارس خاصة باستخدام الكتب الإلكترونية بشكل كامل، عوضاً عن الورقية، وذلك ضمن خطط تطوير نظام التعلم عن بعد، حيث دعت هذه المدارس، أولياء الأمور إلى تحميل تطبيق ما يعرف بـ «e book»، ضمن سياسة متبعة للتحديث المستمر للنموذج التعليمي، الذي بدأته منذ سنوات قليلة، مؤكدة أن هذه الخطوة، تأتي أيضاً في سياق تعليمات الجهات المعنية، والإجراءات الوقائية والاحترازية.

وعلى الرغم من إلزام مدارس خاصة، أولياء الأمور بشراء الأجهزة الإلكترونية التي تحمل الأنظمة الذكية لعمليات التدريس التي تتبعها المدارس، وتوظفها في عملية التعلم عن بعد، والتعليم الواقعي، إلا أن بعض المدارس تفرض على ذوي الطلبة دفع رسوم الكتب الورقية كاملة، والتي تتراوح أسعارها بين 1600 إلى 4 آلاف درهم.

واعتبر أولياء أمور، أن الجيل الحالي أكثر استخداماً للتقنيات، وبالتالي، وجود كتب إلكترونية وتوظيفها لتسيير العملية التعليمية، وتحديداً في هذا الوقت بالذات، أمر في غاية الضرورة، كونه يساعد على تطبيق إجراءات وتعليمات الوقاية من خطر الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، لافتين إلى أن العديد من المدارس، باشرت بتطبيقه في السنوات القليلة الماضية، لكنها قطعت أشواطاً حالياً لتحويل كافة كتبها إلى إلكترونية، عقب تداعيات الجائحة.

وقالت خديجة أحمد، ولية أمر، إن مدرسة ابنها، الذي يدرس في الصف الحادي عشر بمدرسة أمريكية، طبقت نظام الكتب الإلكترونية، وألزمتهم بشراء جهاز بقيمة 2000 درهم، ودفع رسوم الكتب الورقية 4 آلاف درهم، منها كتاب يصل سعره إلى 1400 درهم، لمادة الكيمياء.

ولفتت إلى أن هذه الكتب، لم يتم استخدامها على مدار العام، وتقوم الأسرة بالاستغناء عنها في نهاية المطاف، دون الاستفادة منها، حيث يكتفي الطلبة بما يقدم إليهم عبر منصات التعلم الذكية من المدرسة.

وأوضحت شادن علي، ولية أمر، أن أبناءها يدرسون في إحدى المدارس البريطانية، وقامت بدفع 1800 درهم، قيمة جهاز حاسوب يحمل شعار ونظام المدرسة، فيما طالبتهم المدرسة بدفع 3 آلاف درهم قيمة القرطاسية والكتب المدرسية للطالب الواحد، ما يزيد من رسوم الكتب المدرسية عن المعتاد، في وقت اختارت التعليم عن بعد لأبنائها، خلال الفصل الدراسي الأول.

بدوره، أوضح حسان صباح مدير مدرسة خاصة في الشارقة، أن التحول نحو استخدام الكتب الإلكترونية، خطوة مهمة نحو اعتماد نظام تدريسي وتعليمي أكثر تطوراً، مشيراً إلى وجود خطة موضوعة لهذا العام، من أجل استخدام المناهج والكتب الرقمية، سيتم تطبيقها للعام الدراسي الحالي.

وقال إن المناهج الرقمية، هي الأسهل استخداماً بحالات التعلم الهجين والتعلم عن بعد، حيث يتاح للطالب والمعلم وولي الأمر، الدخول لمنصة تعليمية تفاعلية، تضم إلى جانب الكتاب الرقمي، مجموعة ممتازة من مصادر التعلم التفاعلي، مشيراً إلى أن ذلك يأتي من جانب إجراءات السلامة والصحة، كما أن استخدام الكتب الرقمية، يساعد على التباعد، وعدم مشاركة أي من الكتب بين الطلاب.

وذكر وليد رمضان مدير مدرسة خاصة، أن مدرسته تستخدم الكتب الإلكترونية، ولكن يعتمد ذلك على حسب المادة الدراسية.

9 أساليب حددتها «هيئة المعرفة» لطمأنة المجتمع المدرسي

أنشأت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي منصة داعمة لأولياء الأمور في «مول الامارات»، لتعريفهم بالإجراءات الاحترازية للعودة الآمنة للدراسة، وفق مبادرة «وتتجدد الحياة» التي أطلقتها الهيئة للرد على كافة استفسارات أولياء الأمور بشأن التعليم في ظل الظروف الاستثنائية.

وتعتزم الهيئة التواجد في الميدان بشكل أسبوعي من خلال تلك المنصة وانتقالها إلى مختلف المراكز على مدار الأسابيع المقبلة، حيث يتفاعل فريق الهيئة الميداني مع أولياء الأمور ويشجعون الطلبة على أساليب الوقاية والحماية الشخصية.

وقدمت الهيئة 9 أساليب لطمأنة المجتمع المدرسي ولمساعدة أولياء الأمور في العودة الآمنة لأبنائهم إلى مقاعد الدراسة، والتي تتمثل في الأسلوب الأول: (كيف أستعد للعودة إلى المدرسة) من خلال تناول فطور صحي وغسل اليدين وارتداء الكمامات وقياس درجة الحرارة قبل الذهاب، أما الأسلوب الثاني فيتعلق بالذهاب إلى المدرسة والعودة منها عن طريق الحافلة، وحث الطلبة على اتباع التعليمات الخاصة بركوب الحافلة.

وفي الأسلوب الثالث يتم تعريف الأسرة على المدارس من الداخل وتعريف الطلبة بأهمية اتباع اللافتات والإرشادات التي وضعتها المدرسة.

وفي الأسلوب الرابع يتم التعريف بأن الحصص الصفية سيكون معظمها في الهواء الطلق عندما يكون الطقس معتدلاً، وفي حال كانت الحصص في الصف فسوف يحظون بمساحات كبيرة للجلوس والحركة بسهولة وأمان، وفي الأسلوب الخامس يتم توجيههم إلى أهمية إحضار الطعام من المنزل، أو استخدام آلات البيع الموجودة بالمدرسة، ويمكنهم إزالة الكمامات وتناول الطعام، أما الأسلوب السادس فيتم من خلاله تقديم نصائح للطلبة باستخدام طرق للمصافحة من بعيد والحفاظ على عدم التلامس، وفي الأسلوب السابع يتم تقديم نصائح بالصعود لركوب الحافلة وغسل اليدين قبل الخروج من المدرسة.

وفي الأسلوب الثامن تقدم الهيئة نصائح عن جودة حياة الطالب من خلال الاستمتاع مع الأسرة وأخذ قسط من الراحة، أما الأسلوب التاسع فيتمثل في أهمية حرص أولياء الأمور على قراءة المعلومات الواردة من المدارس بشكل يومي وإرشادهم للاطلاع على موقع الهيئة.

تهيئة الطلبة نفسياً

أكدت أسماء أحمد مسؤولة العافية في إحدى المدارس الخاصة، أن التهيئة والاستعداد النفسي للطلاب مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة.

وذكرت أن مدرستها تولي أهمية للعافية الذهنية للطلبة، وخصوصاً أن العديد منهم تأثروا بفيروس «كورونا» بشكل أو بآخر وسوف يأتون هذا العام إلى المدرسة بدرجات متفاوتة من فقدان الروتين أو فقدان الصداقة، وستتم إدارة العافية الذهنية في جميع جوانب الدراسة والكادر التعليمي، بما في ذلك «الطرق الخمس للرفاهية».

وأوضحت أن المدرسة ستنفذ ذلك من خلال دمجه في التدريس والتعلم، والتعديلات في المناهج، وتدريب الموظفين، حيث تم دمج التغييرات في الجدول الزمني اليومي مع دروس أقصر وجلسات يومية مخصصة للتعلم الاجتماعي والعاطفي بالإضافة إلى استراحات الصحة والحركة.

ولفتت إلى أن المدرسة حرصت على إرسال استبيانات إلى أولياء الأمور لاكتساب نظرة ثاقبة لتجارب الأطفال وأفكارهم ومشاعرهم حول العودة إلى المدرسة، ومن هذا المنطلق، قامت المدرسة بتطوير أنظمة مثل سجل الرفاهية الذي يراقب صحة الطالب العاطفية وسوف تحدد المدرسة جلسات خاصة للأطفال الذين قد يحتاجون إلى فترة تعافي أعمق وطويلة المدى، مضيفة أن المدرسة تسعى جاهدة لخلق روح الفريق، بأن يكون لدى الطلاب إحساس بالترابط رغم التباعد الجسدي.

دعوة إلى تفعيل مجالس أولياء الأمور «افتراضياً»

يلعب أولياء الأمور دوراً أساسياً في تعلّم أبنائهم الطلبة، من خلال تعاونهم وتواصلهم بالمدارس، وبما يضمن توسيع مشاركتهم في العملية التعليمية، وبما يعود في النهاية بالنفع والفائدة على الطلبة، حيث إن المدرسة والبيت يسهمان في سير العملية التربوية بشكل صحيح، بما يحقق وصول الطلبة إلى أعلى درجات النجاح والتفوق.

ودعا أولياء أمور إلى تفعيل مجالس أولياء أمور الطلبة «افتراضياً» نظراً لتعاظم دور ولي الأمر في منظومة التعلم عن بعد وزيادة أعبائه ومسؤولياته، ولإعطائها الفرص لمناقشة كافة القضايا التربوية المستجدة، مؤكدين أن مجالس أولياء أمور الطلبة تعد همزة الوصل بين المؤسسة التعليمية والأسرة، وتعمل على تحقيق أهداف العملية التعليمية.

ورأى يوسف الشحي - ولي أمر - أن الأسرة والمدرسة هما الشريكان الأساسيان في العملية التعليمية ولا يمكن لمسيرة التعليم وتحديداً حالياً أن تحقق التقدم المطلوب من دون تفهم كل طرف دوره والمسؤوليات المطلوبة منه على وجه التحديد، مشيراً إلى أن التعلم عن بعد يبقى حالياً هو الخيار الآمن لعدم تعريض حياة الطلبة لخطر الإصابة بكوفيد 19، ولكنه يرى أن التحديات تبرز بصورة كبيرة لدى القطاع الخاص حيث كثرة عدد الأبناء، وقلة الأجهزة وضعف شبكة الإنترنت ما يؤدي إلى انقطاعات متتالية تحرم الطالب من تلقي ومتابعة دروسه بصورة سلسة إلى جانب ضعف السيطرة على الأطفال الذين لا يهتمون بالحصص وينشغلون باللعب والحوارات الجانبية.

وشدد على أن العملية التربوية معادلة تتقاسم الأدوار فيها عدة أطراف وأهمها الأسرة والبيت والمجتمع، بحيث تتعاون جميعها في تأدية هذه الرسالة وصولاً إلى النتائج المرجوة.

وقالت سمية الشامسي - ولية أمر -: نلاحظ في وقتنا الحالي أن برامج التطوير التربوي أصبحت تتضمن أبعاداً جديدة، وكان من أهمها إعطاء الدور الأكبر لأولياء الأمور للمساهمة في دعم العملية التعليمية والمساندة والمتابعة المستمرة لتحصيل أبنائهم العلمي، وكذلك دعم دور المدرسة التي لا تستطيع تطوير عملها وتحقيق أهدافها والمضي قدماً من دون عمل مخطط وجهد منظم ومشترك مع أولياء الأمور.

وأفادت بدرية عبيد الظنحاني - ولية أمر - بأن التعلم عن بعد له تحديات ممكن تجاوزها في حال تم التعاون بين المدرسة وأولياء الأمور، مشيرة إلى أن الإدارة الناجحة لها دور كبير في جذب الطالب ورفع مستواه بالتواصل المستمر مع ولي الأمر.

واستعرضت بعض التحديات في نظام التعلم عن بعد ومنها فئة الطالب الذي لديه صعوبات تعلم ومواجهته مشكلات مع استخدام تقنية التعلم عن بعد لأنهم يحتاجون لتعلم فردي، كما أنها تبدي تخوفاً من التنمر الإلكتروني التي يتعرض له بعض الطلبة وتعدي البعض من خلال المحادثات الكتابية ما قد يسبب آثاراً جسيمة على بعض الطلاب، داعية إلى ضرورة التواصل بين المدرسة والبيت ولا سيما الأخصائيين الأكاديميين ووضع قوانين رادعة لمثل هذه السلوكيات.

وذكرت أن عقبة أخرى تواجه نظام التعلم عن بعد وهو عدم التزام الطلاب الأنشطة الرياضية وحرمانهم من الأنشطة الفنية وعدم الاهتمام بمواهب الطلبة التي تلعب دوراً جوهرياً في صقل الشخصية.

ونصحت الأهالي بتقبل الواقع ومواكبة الظروف بالإصرار على النجاح وتهيئة بيئة تعليمية في المنزل، وشددت على أهمية استخدام العبارات التحفيزية والاهتمام بالمواهب كالرسم والكتابة وغيرها.



رفع التحصيل وضبط السلوك مسؤولية مشتركة

قالت علياء الشامسي ، خبير رقابة في هيئة الشارقة للتعليم الخاص: إن التعليم الخاص شريك أساسي في العملية التعليمية وله دور لا يقل أهمية عن دور التعليم العام، وقد تم وضع الإجراءات الضابطة لعمل جميع المدارس عبر توفير بيئة تعلم آمنة للطلبة، مؤكدة أن تعاون الأسرة والمدرسة يسهم في رفع التحصيل الدراسي وضبط السلوك الطلابي.

أعباء

وألمحت إلى الأعباء التي فرضتها الجائحة على أولياء الأمور في زيادة المتابعة الإضافية للأبناء من قبل الوالدين وخاصة ما دون الـ12 عاماً، وإلزام بعض مدارس أولياء الأمور بشراء الكتب المدرسية الورقية والأجهزة الإلكترونية التي تحوي النظام التعليمي المستخدم، بما فيها توفير كتب إلكترونية، كما تحملت الأسرة شراء أدوات التعقيم ومستلزمات الحماية لأبنائهم خلال التعليم المباشر في المدارس، كما ألزمت مدارس خاصة الطلبة بارتداء الزي المدرسي أثناء التعلم عن بعد.

وأوضحت أن دور أولياء الأمور تغير حالياً وباتت هناك مهام ومسؤوليات جديدة أضيفت إلى أدوارهم المعتادة إذ باتت أكبر وأعمق وأشمل في حماية الأبناء والآخرين من العدوى وانتشار المرض.

وأفادت بأنه لا يمكن عزل أولياء الأمور عن المدرسة، وأولياء الأمور والمدرسة عن المجتمع، ويجب أن يكون هناك تعاون تام وتنسيق وتواصل مستمر مباشر بين الأهالي والمؤسسات التعليمية على اختلافها لأن هذا التكامل والتعاون يعول عليه بجعل المسؤولية مشتركة والأدوار واضحة، والمحصلة توفير البيئة التربوية الآمنة الصحية السليمة للطلبة والعاملين في الميدان.

حماية

وأضافت أن أول دور مناط بولي الأمر هو حماية الأبناء عن طريق التثقيف ورفع الوعي الذي يجب أن يتم داخل الأسر على اختلاف أعمار الأطفال عبر قصص مشوقة وتوعية مغلفة بحب ومسؤولية، مشيرة إلى ضرورة اعتماد الأهل على معلوماتهم من قبل الجهات المسؤولة، وتوصيلها إلى الأبناء، بحيث تكون التوعية في إطار ودي وتعريف الطلبة لماذا عليهم التقيد بالاشتراطات لحماية أنفسهم والآخرين.

وذكرت أن الطلبة من أصحاب الهمم يحتاجون إلى تعاون بين ولي الأمر والمدرسة، علاوة على ضرورة توفير أنشطة مجتمعية تربوية وصحية يتم تقديمها للأسر للتخفيف عنهم.

توصيات

01 استحداث قنوات تواصل مباشر بين المدرسة وأولياء الأمور

02 مرونة أكبر من المدارس وتفهم ظروف الأسر العاملة.

03 إخضاع من يعانون ضعفاً في استخدام التقنيات لدورات تدريبية.

04 زيادة الرقابة على الأبناء خلال التعلم عن بعد.

05 تحقيق التوازن والاستقرار النفسي للطلبة داخل المنزل.

06 إحكام الرقابة لمنع تجاوزات بعض المدارس.

Email