اختتمت منتدى «كوفيد 19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة» بمشاركة دولية

«محمد بن راشد للمعرفة» تستكشف مستقبل التعافي العالمي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في سلسلة من مبادراتها المعرفية البناءة التي تسعى إلى مواجهة جائحة (كوفيد 19) باستجلاب أحدث ما يدور في أروقة المعرفة العالمية، من مؤسسات بحثية رائدة وشخصيات لها بصماتها الواضحة في البحث العلمي والمعرفي، كانت جلسات المنتدى الافتراضي «كوفيد 19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة» علامة بارزة ومشرقة في سجل مشروع المعرفة بالشراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ضمن العديد من المبادرات التي واكبت استنفار العالم أجمع للوصول إلى النتائج الناجعة في مجابهة هذا الوباء على المستويات كافة، الصحية والتعليمية والوقائية... وغيرها.

واختتمت، أخيراً، فعاليات المنتدى الافتراضي التي نظمها مشروع المعرفة العالمي، ممثلاً بمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واستمرت فعالياته ثلاثة أيام، من الأول وحتى الثالث من سبتمبر الجاري، حيث تم استضافة نخبة من المتحدثين العالميين البارزين، الذين ناقشوا خلال جلساته الافتراضية مختلف القضايا المعرفية التي من شأنها أن تسرع الخطى نحو بناء مجتمعات المعرفة، ودعم خطط النمو التي تصبو إليها الدول في ظل هذه الأزمة الصحية العابرة للحدود.

ضمت أجندة المنتدى نخبة من الشخصيات المحلية والعربية والعالمية، شاركوا بجلسات نقاشية وحوارات صبت في خانة البناء المستقبلي لعالم أكثر تعافياً وتفاؤلاً، حيث افتتح المنتدى كل من جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وسارة بوول النائب المساعد للمدير ونائب مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

رؤية إيجابية

وفي كلمته الافتتاحية، أكد جمال بن حويرب أن دولة الإمارات متمثلة بالقيادة الرشيدة، كانت حريصة على دخول السباق الدولي، لمواجهة الوباء عن طريق البحث العلمي، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث قال: «إن دولة الإمارات، بفضل الله، ثم بقدرات شبابها وعزيمة مجتمعها تنظر للمرحلة المقبلة برؤية إيجابية ومتفائلة ترتكز على تصميم استراتيجيات مستقبلية متكاملة لاستباق التغيرات العالمية، والاستعداد لتحقيق قفزات نوعية في القطاعات الرئيسة التي تهم أفراد المجتمع».

وأضاف: «لقد أدركنا مبكراً في دولة الإمارات خطورة هذا الوباء، وعملنا على مواجهته بالطرق العلمية الصحيحة بشكل لم يعق استمرار الحياة وعجلة العمل، كما نظرنا إلى المسألة من زاوية مرنة وخاصة في ظل برنامج التعقيم الوطني، حيث إن البنية التحتية الرقمية لإمارة دبي ودولة الإمارات، أتاحت إجراء الحلول والنشاطات كافة في مختلف المجالات بشكل رقمي، وبأسلوب سهل وسلس، يدعم التحول الذكي الشامل لحكومتنا».

وشدد المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، على أن العلوم هي المحرك الرئيس لتقدم المجتمع وتطوره وتحقيق رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071 في بناء مجتمع علمي تنافسي مستدام، فقد برز العديد من الملامح المهمة التي أسهمت في السيطرة على الفيروس، وخفض مستوى الإصابات، وبدء مرحلة التعافي في مختلف الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية. كما أكد أن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة كان لها دور متميز في التعامل مع الجائحة، وذلك من خلال نشر المعرفة، وتوفير الأدوات الملائمة لذلك.

ومن هذا المنطلق كانت مبادرة المؤسسة في توفير محتوى معرفي ضخم على منصة مركز المعرفة الرقمي، من الكتب والإصدارات والمراجع التي تلبي احتياجات جميع أفراد المجتمع في سعيهم لاكتساب المعرفة، كما عملت بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وعبر مشروع المعرفة العالمي على تزويد الشباب الإماراتي والعربي بالمهارات الضرورية لمواكبة التحولات التي أحدثتها الجائحة، ليس فقط للتعامل الآني مع الجائحة، وإنما استعداداً لمرحلة ما بعد «كورونا».

واختتم ابن حويرب كلمته قائلاً: «نؤكد مجدداً أن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ستواصل عملها في ترسيخ دور المعرفة لبناء مجتمعات المعرفة ومدن المستقبل، وتعزيز قدراتها على معالجة التحديات في المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، لنخطو جميعاً نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتفاؤلاً».

نقلة نوعية

وأوضحت سارة بوول أن جائحة «كورونا» هي أكبر أزمة صحية واجهها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وهي ليست أزمة صحية فحسب، بل ولدت أزمة اجتماعية واقتصادية وربما أيضاً أزمة سياسية ستترك آثاراً عميقة.

وقالت: «من دواعي سروري أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة استطاعا الحفاظ على زخم هذه الشراكة الفريدة والمتميزة على الرغم من التحديات والاضطرابات التي مر بها العالم».

وأكدت في كلمتها أن هذا الوباء ضرب العالم في وقت كانت فيه أهداف التنمية المستدامة تكتسب زخماً، وكانت العديد من البلدان تحرز تقدماً جيداً في هذا الجانب، وبالنظر إلى ذلك، فمن واجبنا أن نخدم هذه الدول والمجتمعات على العودة إلى مسارها الصحيح.

تحول رقمي

افتتحت جلسات المنتدى بجلسة تحت عنوان «كوفيد 19: أحد مسرعات التحول الرقمي» تحدث خلالها: نبال إدلبي، وأليسون جيلوالد، ومحمد سليمان، وأدارت الجلسة يمنى نوفل.

حيث أكدت نبال إدلبي، مديرة قسم الابتكار – الإسكوا، أن تكنولوجيا المعلومات والاتصال تمثل عنصراً مهماً نحو التحول لمجتمع المعرفة، لذلك يجب سد الفجوة الرقمية بين الجنسين وبين سكان الريف والحضر وبين الدول وبعضها.

وذكرت الدكتورة أليسون جيلوالد، المدير التنفيذي لمؤسسة أفريقيا لأبحاث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أنه لا يمكن أن تترجم التكنولوجيا بالضرورة إلى تنمية اقتصادية أو نمو في الأجور أو زيادة الإنتاجية، لكن يجب علينا أن نضمن وصولها إلى جميع فئات المجتمع من أجل خلق مجتمع معرفة فعال، وأنه يتحتم علينا أن نبذل جهودنا من أجل إنهاء المفارقة التي تقول: كلما زاد عدد الأشخاص المتصلين بالإنترنت زادت مشكلة عدم المساواة الرقمية، ولا يمكن أن نستمر في فعل الشيء نفسه ونتوقع نتائج مختلفة.

أما محمد سليمان، باحث غير مقيم في برنامج سايبر بمعهد الشرق الأوسط، فعبر عن تفاؤله بشأن قدرتنا على إتمام عملية التحول الرقمي في المستقبل على الرغم من أن هناك فجوة رقمية بين الدول العربية ظهرت بشكل جلي خلال أزمة (كوفيد19)، وذلك بسبب أننا نحرز تقدماً في العالم العربي فيما يتعلق بالتحول الرقمي.

الجلسة الثانية من المنتدى الافتراضي «كوفيد 19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة» انعقدت تحت عنوان «ماذا تعادل سنة المعرفة؟»، حيث ناقش خلالها الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تطور مجتمع المعرفة عبر العصور، وأدارت الجلسة ستيفاني بستاني.

وأوضح د. هاني تركي أن استشراف المستقبل منوط بالمعرفة التي نمتلكها، وأن سرعة تحويل البيانات إلى معرفة يجب أن تكون أكبر من سرعة خلق بيانات جديدة. سنة المعرفة الآن تساوي 10 أضعاف نظيرتها عام 2013. من هنا فإن هناك مهارات متداخلة يجب أن يكتسبها من يعمل في استشراف المستقبل، هي المهارات المتخصصة والمهارات التكنولوجية والمهارات العامة.

مستقبل مشترك

وافتتح المنتدى بجلسة «بناء مستقبل مشترك منصف وشامل»، تحدثت فيها سحر نصر، د. لوران بروبست، وجيوم لا فورتون، وأدراتها د. كارولينا بان. وقد أوضحت سحر نصر، وزير الاستثمار الأسبق بمصر، أن العالم مطالب بالاتحاد ووضع استراتيجية لمواجهة الوباء، ولجعل ذلك حقيقة واقعية يجب تحقيق الشمول المالي، وخلق فرص عمل، وتسهيل الوصول للمعرفة.

مبينة أن المنطقة العربية فيها عدد كبير من الشباب، وهذا يمثل تحديات للحكومات، لكنه في الوقت ذاته يقدم فرصاً لا حدود لها. د. لوران بروبست، شريك شركة PwC العالمية، ركز على الحاجة إلى نقلة نوعية من الحكومات، إذ إنهم بحاجة إلى تسهيل اكتساب المهارات التي من شأنها تأهيل شعوبهم للعمل في الوظائف المستقبلية، ويجب عليهم تعيين شخص ما ليركز على تحسين مهارات الأشخاص وجعلهم مؤهلين للحصول على فرص عمل.

جلسة «البحث عن مسارات المعرفة» كانت ثاني جلسات اليوم الثاني من المنتدى وتحدث فيها البروفيسور ليف إدفينسون، وأدارها أنتوني فاخوري، حيث أكد البروفيسور إدفينسون أن الإبحار في المعرفة يتطلب معرفة الاتجاه والسرعة وطريقة القيادة، وأن (كوفيد 19) أعطانا اتجاهات إبحار أخرى. وفي مرحلة ما بعد (كوفيد 19) مباشرة قد يواجه الاقتصاد التقليدي انكماشاً، لكن بالتأكيد ستكون هناك فرص للنمو والتوسع في مرحلة لاحقة.

العمل والرفاه

وفي ختام فعالياته من اليوم الثالث، عقد منتدى «كوفيد 19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة» جلسة تحت عنوان «بين مكان العمل والعمل من أي مكان: كيف نستفيد من الرفاه؟»، تحدثت خلالها الدكتورة مها الرباط، وتونيا إليزابيث أرو، وستيف أبلتون، وأدرات الجلسة فانيسا أبوسليمان.

وأكدت د. مها الرباط، المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة(كوفيد 19) ووزيرة الصحة سابقاً بمصر، أن الصحة النفسية الإيجابية مرتبطة بمجموعة من نواتج عملية التنمية، التي تشمل الوضع الصحي الجيد، وارتفاع مستوى التعليم، وتعزيز الإنتاجية والأرباح بجانب النواتج الأخرى.

التمويل الجماعي

ووتحت عنوان «التمويل الجماعي لشركتك» شهد المنتدى الافتراضي حديثاً بناءً من هانا فوربس حول موضوع الجلسة التي أدارتها لين شومان.

وأوضحت هانا فوربس، مؤسسة شركة (The Funding Crowd) للتمويل الجماعي، أن هناك ثلاثة مبادئ يجب على المرء اتباعها من أجل الحصول على تمويل جماعي: أولها التأكد من الحصول على تمويل مضمون بنسبة 50% على الأقل، ثم المنتج الذي يجب أن يكون لديه الزخم اللازم لكي يباع، وأخيراً امتلاك المنتج لميزة تنافسية.

رؤية مشتركة

يأتي المنتدى الافتراضي «كوفيد 19: تسريع الخطى نحو مجتمع المعرفة» انطلاقاً من الرؤية المشتركة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لنشر المعرفة وتطوير مهارات الشباب في المنطقة العربية، إلى جانب المناقشات القيمة مع نخبة من أبرز المتحدثين، حيث شهد المنتدى أيضاً ورشة عمل على مدار ثلاثة أيام بعنوان «من البيانات إلى المعرفة» شارك فيها نحو 300 شخص. وجدير بالذكر أنه شارك في الجلسات نحو 3000 شخص يمثلون أكثر من 40 جنسية مختلفة، وبلغ عدد الخبراء 21 خبيراً من داخل وخارج المنطقة العربية.

Email