سفيرنا لدى ماليزيا: المعاهدة تنهض بالسلام والأمن الإقليميين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خالد غانم الغيث سفير الإمارات لدى ماليزيا أن إعلان دولة الإمارات وإسرائيل عن معاهدة سلام تاريخية تنص على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين كانت تتعلق بشكل أساسي في إبقاء الأبواب مفتوحة على المسائل الحاسمة لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، لافتاً إلى أن المعاهدة من شأنها النهوض بقضية السلام والأمن الإقليمي.

جاء ذلك خلال مقال رأي نشرته صحيفة «نيو ستريت تايمز» الماليزية الناطقة بالإنجليزية.

وقال السفير الغيث: على الرغم من أن المعاهدة تتبدى كتطور مهم خلال وقت حاسم بالنسبة للمنطقة، فإن تعزيز وإضفاء الصبغة الطبيعية للعلاقات مع إسرائيل لا يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال أمراً غير اعتيادي، فقد طورت العديد من الدول، بما في ذلك أعضاء منظمة التعاون الإسلامي علاقات مع إسرائيل على امتداد العقود الماضية.

ونوه بأنه وخلال الوقت الحالي، أنشأت 29 دولة من أصل 57 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مؤكداً أن «الإمارات تتطلع للمستقبل وتسعى لتحقيق أكبر فائدة للمنطقة وشعوبها».

خطوة شجاعة

وأوضح أن الخطوة الشجاعة التي اتخذها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تجسد البراغماتية التي نحتاجها بشدة في منطقة لم تعرف السلام طيلة عقود مضت، لافتاً إلى أن الأمل الأكبر يكمن في تمهيد معاهدة السلام الطريق لإيجاد تعاون أكبر وتقليل التوترات بين شعوب المنطقة.

وقال السفير الغيث: «بكل أسف إن مقاطعة السنوات الماضية لم تحقق تطلعات الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني بشكل خاص»، مضيفاً: «لذلك نحن نعتقد بضرورة كسر الجمود في العملية السياسية وتعزيز حل الدولتين حيث تعيش فلسطين وإسرائيل جنباً إلى جنب في ظل التفاهم والسلام والازدهار».

نصير قوي

كما لفت إلى أن الإمارات ومنذ تأسيسها عام 1971 كانت ومنذ فترة طويلة نصيراً قوياً للشعب الفلسطيني وحقه في الكرامة وتقرير المصير، مؤكداً: «في حين أننا وبكل أسف ليس بمقدورنا تحقيق الطموحات الفلسطينية، إلا أننا نعتقد أن هذه المعاهدة تقدم المكان والزمان المناسبين لبناء تسوية عادلة ومنصفة».

وتمثل معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية فرصة لإسرائيل والفلسطينيين والمنطقة والمجتمع الدولي للبناء على هذا الإنجاز التاريخي للسلام في المنطقة.

ووفقاً لما كتبه السفير الغيث في مقاله، فإن الضغط الذي مارسته إسرائيل لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية ساهم إلى حد كبير في إبرام المعاهدة، حيث أدركت الإمارات أن هذا الخيار كان سيختفي تماماً وإلى الأبد في حال عمدت إسرائيل لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.

وكما أشار سفير الإمارات لدى ماليزيا، إلى أن الإمارات تعتقد أن حل الدولتين هو الحل الوحيد القابل للتطبيق للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال السفير الغيث: «يحدونا قدر كبير من التفاؤل إزاء ردود فعل الدول على معاهدة السلام والتي كانت إيجابية في غالبها، إيماناً منا بأهميتها ومساهمتها في ضمان أمن المنطقة واستقرارها، لا سيما أنه قد تم البدء في المعاهدة للتصدي للمخاطر التي تهدد فرص حل الدولتين».

وعلى الجانب الآخر، لفت سفير الإمارات لدى ماليزيا إلى أنه وبالرغم من مواجهة حملات منظمة عملت جاهدة لتعطيل السمات الإيجابية والمتفائلة لهذه المعاهدة التاريخية، إلا أن دولة الإمارات تؤكد أن إقامة أي علاقات ثنائية هو حق سيادي للدول، وأن لها الحق في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أو أي دولة أخرى وفقاً لتقديرها السيادي ومصالحها الوطنية.

كما أوضح أنه لا يغيب عن المشهد إيمان الإمارات الراسخ بحقوق الشعب الفلسطيني، وأن الدولة وقادتها لديهم التزام طويل الأمد بدعم الشعب الفلسطيني.

وختم مقاله قائلاً: «إن سجل تصويتنا وبياناتنا في الأمم المتحدة والمحافل الإقليمية والدولية يثبت ذلك، وكذلك تقديمنا للمساعدات الإنسانية والإنمائية للشعب الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. إن طموحنا يتمثل بشرق أوسط أكثر سلماً وتسامحاً وازدهاراً لنا ولجميع جيراننا في المنطقة».

Email