مشاركون في «الإمارات تتطوّع»: مسؤوليتنا كبيرة تجاه وطننا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

توحدت الجهود الوطنية لمواجهة انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) من خلال الانخراط في حملة «الإمارات تتطوع» بشقيها الميداني والافتراضي، والرامية إلى تسخير خبرات ومهارات ومواهب أفراد المجتمع (مقيمين ومواطنين)، لحماية والحفاظ على صحة الفئات الأكثر تأثراً فيه، حيث تسعى الحملة إلى تعزيز التطوع كثقافة وطنية وأسلوب حياة في دولة الإمارات، وتوحيد الجهود الاتحادية والمحلية في منظومة واحدة، وتحقيق التكامل والتعريف بالمنصة الوطنية للتطوع «متطوعين.إمارات» وتسهيل وصول الشباب إلى الفرص التطوعية المناسبة لهم، والاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم في المناسبات والأزمات.

وأظهر مواطنون ومقيمون حساً عالياً بالمسؤولية، حين لبوا نداء الواجب الإنساني وسارعوا بالانخراط في العمل التطوعي لدعم جهود خط الدفاع الأول، ضاربين أروع الأمثلة في العطاء، وقالوا إن مسؤوليتنا كبيرة تجاه الوطن الذي يستحق الكثير.

«البيان» التقت عدداً من الجنود المجهولين في مواقع التطوع المختلفة للحديث عن مهامهم التي يقومون بها، متطرقين إلى أبرز المواقف والتحديات التي عايشوها في هذه الظروف الاستثنائية.

استجابة فورية

البداية كانت مع المتطوع فهد عبدالله عبده رمزو الذي قال إن مسيرته التطوعية بدأت مع أزمة كورونا التي اجتاحت العالم، مشيراً إلى أنه لمس حاجة الدولة إلى متطوعين، وأنه لم يتردد للحظة، وبادر ليكون من أوائل الملتحقين، مضيفاً: «الإمارات قدمت الكثير وقد حان الوقت لرد ولو جزء يسير من هذا الجميل الذي قدمته لنا، والتي أعتبرها وطني الثاني».

وأفاد أنه بدأ أولى مهامه في مدينة الإمارات الإنسانية التي سخرتها الدولة لخدمة مرضى كورونا من مختلف الجنسيات ورعايتهم، حيث يتمثل دوره في تلبية احتياجات المرضى والتنسيق بين المستشفيات، ومعرفة القدرة الاستيعابية للمرضى، ودخولهم وخروجهم إلى هذه المدينة على مدار الساعة، علاوة على تجهيز الغرف لاستقبالهم طوال فترة الحجر وتلقيهم العلاج المناسب حتى شفائهم وتعافيهم، وكذلك السهر على رعايتهم والتنسيق على توفير الوجبات الغذائية والتواصل الهاتفي مع أسرهم وأقاربهم خلال فترة الحظر، ومحاولة تقديم كل ما يحتاجونه من دعم معنوي.

دعم نفسي

فاطمة عتيق الكعبي فضّلت خدمة وطنها الإمارات عبر انخراطها في سلك التطوع والعمل لساعات طويلة، وأيام تتبعها أسابيع، مقدمة صورة رائعة من صور العطاء الإنساني، حيث تقول إنها دخلت مجال العمل التطوعي منذ قرابة 15 عاماً، إيماناً منها بأهمية دور الفرد في خدمة مجتمعه وقضاياه، لذلك فقد تطوّعت في مهرجانات، وحملات إغاثة ومساعدات، وفي احتفالات رأس السنة بمنطقة برج خليفة، وأخيراً وجّهت تطوعها لخدمة المجتمع خلال جائحة كورونا.

وظلت فاطمة تقدم الدعم النفسي للموجودين في الحجر المنزلي، ومن ثم العزل، وتعريفهم بأهمية التدابير والإجراءات الواجب اتباعها، مشيرة إلى أنها ظلت تبادر بالتطوع بشكل يومي خلال الثلاثة أشهر الماضية، محفوفة بدعوات والدتها التي جعلتها أكثر تصميماً على أداء المهام المطلوبة منها.

استقبال الضيوف

وتتلخص مهام المتطوع الشاب عبدالله الجابري 33 سنة، في تقديم الدعم النفسي للمرضى وتوفير كل الاحتياجات اللازمة لهم، حيث يقول: مع بداية شهر مارس، وبعد إغلاق جميع المطارات، وتوجيه القيادة بإجلاء رعايا عدد من الدول، من بؤرة تفشي الفيروس في الصين، تم التواصل معه من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للمشاركة في عملية الإجلاء، مشيراً إلى أنه لم يتردد، وعلى الفور التحق بالفريق، وتم استقبال الضيوف والترحيب بهم في وطن الإنسانية «الإمارات».وشارك الجابري في تقديم الدعم النفسي لمواطني الدولة القادمين من السعودية، وتوفير احتياجاتهم خلال تواجدهم في فندق المرفأ لمدة 22 يوماً، علاوة على المشاركة في مبادرة «لبيه يا وطن» لتوزيع القفازات والأقنعة وتوعية الجمهور بأهمية الحفاظ على النظافة، وكذلك انخرط مع زملائه المتطوعين في مبادرة المراكز الصحية والمستشفيات الميدانية من خلال استقبال المرضى وتنظيمهم وإدخال بيناتهم وتقديم الدعم النفسي اللازم لهم.

«ياك الفرج»

أما محمد سعيد سلطان الكعبي 42 عاماً، فهو متطوع منذ 3 سنوات مع الهلال الأحمر الإماراتي، وتجاوز 3500 ساعة تطوعية في مجال الإغاثة الخارجية والمبادرات والفعاليات المحلية، يتحدث عن مشاركته خلال جائحة كورونا، وتواجده في مدينة الإمارات الإنسانية والمشاركة في مبادرة «لبيه يا وطن»، وهو صاحب مبادرة «ياك الفرج» وصاحب مبادرة «مبتكرون يا وطن»، مبتكر جهاز التعقيم الذي يعمل بالطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن العمل التطوعي هو عمل إنساني بلا منازع، ويتحمل معه الفرد مشاق عدة.

وبدوره تفرغ عبدالله الحارثي للعمل التطوعي، ودوره قائد فريق وقيادي لبعض المواقع الخاصة بالحجر الصحي، ومواقع التعقيم الوطني، والفنادق ومبادرات التبرع بالدم، وغيرها من المواقع والأدوار، كالمراكز التجارية، وتوزيع القفازات والكمامات، مشيراً إلى أن أكبر استفادة يحققها من خلال تطوعه هي خدمة الوطن ومساعدة الناس».

 

ويساهم محمد إبراهيم عبدالله البلوشي، أحد متطوعي الهلال الأحمر الإماراتي، بجهوده في مواجهة أزمة انتشار جائحة كورونا، التي عصفت بالعالم أجمع، وفرضت عليه اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية غير مسبوقة.

وحول أهمية الأعمال التطوعية يؤكد البلوشي من خلال تجربته التطوعية التي تمتد لعقدين من الزمان، أن العمل النبيل يمنح حياة الأفراد بعداً إنسانياً آخر.

Email