20 وصفة تقوي مناعة المجتمع المدرسي ضد «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظروف تختلف تماماً عمّا كان سائداً، يعود الطلبة والهيئات الإدارية والتدريسية إلى نشاطهم الأكاديمي في العام الدراسي الجديد الذي ينطلق الأحد المقبل، وسط استعداد وزارة التربية والتعليم وإدارات المدارس والمعلمين لاستقبال الطلاب بمختلف مراحلهم الدراسية سواء عبر اتباع نظام التعلم عن بعد أو «الهجين». وفي هذا الإطار حدد أطباء وتربويون وأكاديميون لـ«البيان» 20 وصفة وقائية ترفع مناعة المجتمع المدرسي ضد فيروس «كورونا»، لعودة دراسية آمنة، يتمثل أبرزها في التهيئة النفسية والجسدية للطالب قبل العودة للدراسة بفترة كافية، ومشاركته في اتخاذ قرار عودته إلى المدرسة، وتوعيته بالإجراءات الخاصة بإعادة تشغيل المنشآت التعليمية بشكل مبسط، وتوفير برامج توعوية وإرشادية لجميع الفئات في الميدان التربوي، والالتزام بالاشتراطات الصحية المعتمدة في الحافلات المدرسية، وإخضاع الإجراءات الاحترازية التي ستفرضها الإدارات المدرسية لرقابة مستمرة من الجهات المختصة.

نصائح

وأكد الدكتور عادل سعيد سجواني أخصائي طب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، عضو الفريق الوطني للتوعية بفيروس «كوفيد 19» أهمية وجود سياسة كاملة لحماية الطلبة من التنمر بسبب «كورونا»، مشيراً الى أن الإصابة بالمرض لا تعني «وصمة اجتماعية» تلاحق صاحبها، مشدداً على دور المدرسة والأهل في تطويق ومكافحة التنمر بسبب الفيروس، مهيباً بالأهالي إخطار إدارة المدرسة في حال تعرض الطالب للتنمر وعدم السكوت نظراً لتداعيات المسألة نفسياً وتعليمياً.

وقدم سجواني مجموعة نصائح وإرشادات تزامناً مع قرب العام الدراسي، وقال إن الطلبة متحمسون للعودة إلى مدارسهم بعد فترة إغلاق وإجازة، مؤكداً أهمية النظر بإيجابية خلال الفترة المقبلة، مع العمل على رفع سقف توعية الطلبة من قبل ذويهم بماهية فيروس «كورونا» والدور المطلوب منهم، بيد أنه شدد على نقطة التوعية بعيداً عن التهويل والتخويف، مع العمل على توفير معدات السلامة من معقمات وكمامات والحرص على تزويد الطالب بغذاء صحي، وتوجيههم لعدم مشاركة مستلزماتهم وكتبهم مع زملائهم كنوع من الوقاية.

وطمأن سجواني أولياء الأمور بالإجراءات الوقائية المتخذة من قبل الجهات المعنية بالدولة، لافتاً إلى وجود خطة عمل بين الصحة المدرسية والوزارة، إضافة إلى وجود دليل معتمد تم توزيعه على المدارس يتضمن أبرز البروتوكولات والتدابير الواجب التقيد بها كالتباعد الجسدي، ووجود كاميرات حرارية وتوفير معقمات، ناصحاً في حال ظهور أعراض كالحرارة بإبقاء الطالب في البيت وعدم إرساله للمدرسة وإذا كان مخالطاً لمصاب أيضاً.

واقترح سجواني على المدارس تنفيذ محاضرات إرشادية بالتعاون مع أطباء مختصين في المجال لنشر التوعية بصورة أوسع وأكثر تخصصية.

تدريب

بدوره أكد الدكتور حسام الدين ماجد استشاري طب الأطفال بمستشفى الزهراء في الشارقة، ضرورة وجود مسؤول صحة وسلامة في كل مؤسسة تعليمية وتدريبه لتطبيق التعليمات والضوابط والاشتراطات الاحترازية ومنع دخول الأفراد العاملين في خدمات الدعم والصيانة أثناء دوام وتواجد الطلبة والكوادر التعليمية والإدارية، كما ينبغي ألا تزيد الطاقة الاستيعابية للحافلات المدرسية على 50 % من طاقتها والالتزام بالاشتراطات الصحية المعتمدة وفحص درجة حرارة جميع الركاب وتعقيم جميع المقابض والكراسي وجميع الأماكن بالحافلة المدرسية بشكل يومي.

وقال إن الأطفال من جميع الأعمار من الممكن أن يصابوا بفيروس «كورونا»، لكن أعراض معظم الأطفال المصابين لا تكون عادة بنفس حدة أعراض البالغين، كما أنه لا تظهر على بعضهم أي أعراض على الإطلاق. ولفت إلى أنه في حالة إصابة الطفل بمرض السكري من الدرجة الأولى أو وجود أي عيوب خلقية بالقلب أو الحالات الوراثية التي تؤثر على الجهاز العصبي أو على التمثيل الغذائي أو أولئك المصابين بأمراض الكلى المزمنة وأمراض نقص المناعة والربو الشعبي وحساسية الصدر فإن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للمرض الشديد في حال الإصابة بفيروس «كورونا»، لذلك على أولياء أمورهم اختيار عملية التعلم عن بعد في تلك الفترة.

غرفة عزل

وأضاف الدكتور حسام الدين ماجد: كذلك يجب توفير غرفة مخصصة لعزل أي طالب تظهر عليه أعراض «كورونا»، كما أنه يجب على جميع الأطفال فوق عمر 6 سنوات لبس الكمامات، إضافة إلى ضرورة إخطار المدرسة بالتاريخ المرضي لكل طالب من قبل أولياء الأمور وبالتالي عمل ملف صحي لكل طالب داخل المدرسة، كما أنه في حال ملاحظة ارتفاع درجة حرارة الطفل على 37.5 أو وجود سعال متكرر يجب تحويل الطفل فوراً للعيادة المدرسية للكشف الطبي عليه من قبل طبيب المدرسة.

 

ورأى الدكتور محمد جابر قاسم من كلية التربية في جامعة الإمارات، أن تهيئة الطلبة استعداداً للمرحلة الجديدة وإملاءاتها يعد ضرورة بالغة الأهمية كي يعود الطلبة إلى مدارسهم بصورة آمنة وعقب غياب طويل حرمهم متعة التعلم المباشر، داعياً الآباء والأمهات إلى استخدام الأساليب التربوية لتهيئة الأبناء إلى المرحلة القادمة كونها تحتاج إلى وعي منهم بكيفية التعامل مع الظروف التي فرضتها الجائحة الصحية، وتحتاج إلى تطبيق ما عرفوه من معلومات عن فيروس «كورونا» وكيفية الوقاية منه والانتصار عليه وهم في حاجة إلى استعادة ذاكرة الإنجاز والتحصيل والتعلم وتنمية المهارات بعد غياب طويل اكتسبوا فيه مهارات تعلم بطريقة مختلفة وقيم ضبط الذات والالتزام والتحدي.

وقال: إن الطالب يحتاج إلى تطبيق قيم المواطنة والالتزام من أجل المحافظة على النفس والأهل والمساهمة في تنفيذ تعليمات الجهات المختصة وتحقيق الأهداف الخاصة بالانتصار على الوباء والخروج من الأزمة، علاوة على حاجته للمشاركة في تحمل المسؤولية في تخطي الأزمة والتعامل مع المواقف في هذه الأزمة بابتكار وإبداع بمشاركات فاعلة في تنفيذ التعليمات وممارسة حياة مدرسية آمنة.

تعليمات صارمة

ودعا يعقوب الحمادي مرشد أكاديمي، إلى الابتعاد عن المجاملة والمحاباة على حساب الصحة العامة، لاسيما وأن الدولة تمكنت بفضل إصرارها وإجراءاتها من محاصرة «كورونا»، مشيراً إلى أن لدى المدارس تعليمات صارمة للحفاظ على الطلبة، وأنه يجب التقيد بها لضمان استمرارية العمل والدراسة داخل الحرم المدرسي.

وقال: على أولياء الأمور تشجيع أبنائهم للعودة إلى مقاعد الدراسة، والابتعاد عن منطق التخويف والتهويل، وتوضيح القوانين والأنظمة المدرسية الجديدة لأبنائهم والالتزام بالتباعد قدر الإمكان والتكيف مع الوضع الحالي بمرونة ودراية صحية.

وأضاف الحمادي: علينا التعايش بحكمة مع الواقع الحالي وتوخي الحذر بعيداً عن المبالغة أو الاستهتار لأن تعاون الجميع وتطبيقهم للإجراءات سيؤدي إلى حماية المجتمع المدرسي واستمرارية العام الدراسي بشكله الطبيعي.

كفاءة

وأكدت الدكتورة بشرى العكايشي رئيس قسم التربية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة، أن فيروس «كورونا» أدى إلى أشهر من العزل وتطبيق سياسات التباعد البدني، ما شكل تحديات واجهت جميع الأطراف المعنية بالمنظومة التعليمية ابتداءً من أعضاء هيئة التدريس وأولياء الأمور وصولاً للطلبة، ولكن بفضل التوجيهات المباشرة والمستمرة المنبثقة من سياسة الدولة لمسؤولي الجامعات وإدارات المدارس، تم مواجهة هذه التحديات بكفاءة من خلال استثمار كل الجهود والدعم المادي والمعنوي لضمان سير العملية التعليمية وضمان جودتها والحفاظ على سلامة الجميع وصحة الطلاب وأسرهم في كل أنحاء الدولة، إضافة إلى الإجراءات الاحترازية التي وفرتها الدولة والتي ستصاحب رحلة الطلبة إلى مدارسهم في بدء هذا العام الدراسي.

وذكرت أنه ولضمان أفضل إعداد نفسي للطلاب وتهيئتهم معنوياً قبل العودة للمدارس لا بد من التعاون المتكامل بين الأسرة والمدرسة وفق مبدأ الشراكة التعاونية لأطراف المنظومة التعليمية، ويكمن ذلك في وعي الأهالي بأهمية المساهمة في مساعدة أبنائهم على التعامل مع بعض المشاعر التي قد يواجهونها عند عودتهم إلى المدارس ما يعزز منظومة الإجراءات الاحترازية في ضمان الاستعداد النفسي والدراسي للطالب.

مهارات

قالت الدكتورة بشرى العكايشي: إن هناك تفاوتاً في حماسة الطلاب لفكرة العودة إلى المدارس، فمنهم من يشعر بالرغبة للعودة، ومنهم من يشعر بالقلق أو الخوف من العودة، فينبغي أن يهيئ الوالدان بيئة داعمة وراعية جسدياً ونفسياً للعودة، والاستجابة إلى أسئلة أبنائهم بإيجابية وإظهار الدعم من خلال مساعدتهم على الالتزام بالروتين اليومي، وكذلك ضرورة تذكير الأهل لأبنائهم بأهمية المدرسة وما توفرها لهم من نشاطات وألعاب ترفيهية وبرامج مفيدة ومهارات وخبرات وفرص تعليمية تشبع رغباتهم المتعددة في مجاﻻت العلم والمعرفة.

 

«التربية»: جولات تفتيشية دورية على المدارس

أفادت وزارة التربية والتعليم بتنظيم جولات تفتيشية بشكل دوري على مختلف المدارس لتقييم الموقف، على أن تعد المدارس تقارير بشكل متواصل ورفعها للمعنيين لضمان الالتزام التام بالتعليمات الصحية وفق أرقى المعايير، موضحة أنها عملت بالتعاون مع كل شركائها على ضمان سلامة الطلبة فور عودتهم للانتظام بالدوام المدرسي، إذ أعدت بروتوكولات وإجراءات تشغيل المنشآت التعليمية باللغتين العربية والإنجليزية، بالتنسيق مع كل الهيئات الصحية في مختلف إمارات الدولة إلى جانب الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وتم تعميمها على المدارس.

وأوضحت الوزارة أنه سيتم العمل على تعقيم المدارس والحافلات بشكل يومي وإجراء فحوصات كوفيد - 19 لمختلف الكوادر التعليمية قبل بدء الدوام المدرسي، وهناك حملات توعية تطال الطلبة وأولياء الأمور بهدف توحيد الجهود لضمان الحفاظ على سلامة الطلبة، مشيرة إلى وجود الطواقم الصحية المتخصصة في كل المدارس، إلى جانب رفع جاهزية ووعي المعلمين وأولياء الأمور والطلبة كذلك، لأن الحفاظ على السلامة العامة شأن جماعي.

وقالت الوزارة إنها ستطلق منتدى الخليج العربي السادس للمعلمين، وكذلك تدريباً تخصصياً يشمل كل الكوادر التعليمية للمعلمين، ومن ضمن محاوره سيكون إكساب المعلمين مهارات التعامل مع الطلبة وفق ضوابط ومعايير الأمن والسلامة، وذلك للحفاظ على سلامة الطلبة، كما سيغطي أحد المحاور موضوع التعلم الهجين.

كما أصدرت وزارة التربية والتعليم دليل «هندسة استئناف عودة الطلبة للعام الأكاديمي ٢٠٢٠ - 2021» تحت عنوان «العودة الآمنة للمدارس في بيئة التعليم الهجين»، حيث قدمت من خلاله الخطط والمنهجيات لضمان سلامة الطلبة وتقييم الفرص المستقبلية وتحديد التأثيرات المتوقعة على المدى القصير والبعيد.

دعم ورعاية

وحددت الوزارة نسبة دوام الطلبة الذين سيستأنفون العام الدراسي بــ ٣٠ ــــــ 50 % وفق رغبة ولي الأمر، يرافقه بقية الطلبة للتعلم عن بُعد، حيث سيجري تقييم الوضع خلال 14 يوماً للذين باشروا الدوام المدرسي، فيما يلتزم طلبة التعليم الذكي ببرامج مايكروسوفت تيم مع تشغيل الكاميرات، مع الالتزام بارتداء الزي الرسمي خلال أوقات الدوام الرسمية، مع التشديد على التزام جميع المدارس بالخطة المتدرجة لاستئناف الطلبة مع توفير الدعم والرعاية للطلبة أصحاب الهمم خلال التعليم الهجين.

وارتكزت وزارة التربية والتعليم على 10 محاور لضمان عودة آمنة للطلبة تضمنت: تحليل الوضع للعودة الآمنة للمدارس من خلال تنفيذ تجربة على مدرسة ياس المشتركة، والاستناد إلى تقرير الرقابة على تطبيق السيناريو التجريبي، واستطلاع رأي أولياء الأمور، واعتماد خطة متدرجة للعودة وفق المراحل الدراسية، والعمل على توفير برامج مرئية تثقيفية وتوعية وإرشادية لجميع الفئات في الميدان «طلبة، هيئات تعليمية وإدارية وأولياء أمور وسائقي حافلات وعمال»، وكذلك وضع الإجراءات الوقائية والصحية لسلامة الطلبة، وسيناريو الجدول الزمني للحصص الدراسية، وتم وضع 4 سيناريوهات مرنة، واستعدادات الوقاية من الجائحة، وإطلاق 4 محاور أساسية لاستعداد النقل المدرسي، وبرنامج الوجبات الغذائية ومكوناتها وفق رغبة أو عدم رغبة ولي الأمر بالمشاركة، وأخيراً التدريب المهني والتخصصي، حيث عملت الوزارة على توفير التدريب المهني التخصصي للكادر التدريسي والإداري والفني.

 

المقترحات

01 التهيئة النفسية والجسدية للطالب قبل العودة للدراسة.

02 مشاركة الطالب في اتخاذ قرار عودته إلى المدرسة.

03 تعزيز ثقة الطالب بنفسه وقدرته على الحماية من المرض.

04 وضع سياسة صارمة لحماية الطلبة من التنمر بسبب «كورونا».

05 توعية الطالب بالإجراءات الاحترازية بشكل مبسط.

06 توفير برامج توعوية لجميع الفئات في الميدان التربوي.

07 توعية الآباء والأمهات بالابتعاد عن منطق التخويف والتهويل.

08 فتح باب الدعم النفسي لأولياء الأمور من قبل المختصين في المدارس.

09 توفير غرفة مخصصة بالمدرسة لعزل الطلبة الذين تظهر عليهم أعراض الفيروس.

10 التزام الطلبة بالتباعد الجسدي وعدم مشاركة الأشياء الخاصة.

11 إبقاء الطالب داخل المنزل في حال ظهور أعراض مرضية عليه.

12 الالتزام بالاشتراطات الصحية المعتمدة في الحافلات المدرسية.

13 تكاتف الأسرة والمدرسة وفق مبدأ الشراكة التعاونية لأطراف المنظومة التعليمية.

14 رفع حماسة الطلاب للعودة إلى المدارس بالنظر إلى الجوانب الإيجابية.

15 التعرف على السياسة الخاصة بمدرسة الطالب والإجراءات التي تعتزم تطبيقها.

16 تخفيف كثافة الفصول وإلغاء التجمعات.

17 إخضاع الاشتراطات الاحترازية بالمدارس لرقابة مستمرة.

18 وضع الكمامة من قبل أولياء الأمور عند توصيل الأطفال إلى المدارس.

19 تزويد الطالب بغذاء صحي وتنظيم عملية تناول الطلبة للوجبات والأطعمة.

20 توفير البيئة التعليمية المناسبة للطلبة في المنازل لنجاح التعلم عن بُعد.

 

حماية الطلبة من التنمر

دعت المستشارة النفسية والأسرية هيام أبو مشعل، إلى ضرورة وضع سياسة صارمة لحماية الطالب من التنمر في حال الاشتباه بإصابته بفيروس «كورونا» أو مخالطته أحد المصابين.

وذكرت أن دور المدرسة محوري ويتجاوز مهامها التعليمية وتقديم المواد الدراسية إلى تدعيم الصحة العقلية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والعمل على صقل المهارات وتنمية الشخصية، مطالبة بفتح باب الدعم النفسي للأهالي من قبل المختصين في المدارس ومساعدتهم على اتخاذ القرار المناسب لأبنائهم بعيداً عن أي اعتبارات أخرى في هذا الوقت الذي تتسم فيه ظروف الحياة بالصعوبة فكلما قل القلق والتوتر لدى ولي الأمر في كيفية اختيار النظام المناسب كان قادراً على إقناع أطفاله بالتغيرات التي ستواجهه في المدرسة، مع العمل على توضيح التغيرات بطريقة بسيطة وواضحة بعيدة عن التعقيدات وخاصة أن معظم أبنائنا أصبح لديهم ثقافة حول جائحة كورونا فهو لديه معرفة بأهمية لبس الكمامة وأهمية التباعد وكثيراً من الإجراءات الاحترازية التي تعودوا عليها منذ بدء انتشار الفيروس. وتابعت: إن التوعية والإرشاد في بداية العام الدراسي مهمة للغاية ويجب تهيئة الطلاب للسيناريوهات المحتملة.

 

أولياء أمور حائرون بين التعلم عن بعد و«الهجين»

أعرب عدد من أولياء الأمور عن حيرتهم بين اتباع أبنائهم نظام التعلم عن بعد أو «الهجين» خلال الفصل الدراسي الأول.

وقالت داليا سامي إن التحدي الأكبر في رجوع الطلبة إلى المدارس هو كيفية تأقلم الأطفال وتطبيقهم الإجراءات الاحترازية كونهم اعتادوا اللهو مع زملائهم دون حدود أو مسافات الأمان التي تتطلبها الإجراءات الوقائية، وأيضاً تبادل الأغراض المدرسية والأطعمة، فضلاً عن صعوبة تقيدهم بارتداء الكمامات طوال الوقت والتزامهم بعدم حكّ وجوههم بعد لمس أي سطح والمواظبة على غسل اليدين بالماء والصابون أو باستخدام المطهر. وتابعت أن التعليم عن بعد يفرض تحدياً آخر على الأسرة العاملة التي يعمل كافة أفرادها وصعوبة مراقبة الأهل ومتابعتهم لأبنائهم الطلاب.

من جانبه، رأى محمد حسن أن خيار التعلم عن بعد خصوصاً بعد عودة الموظفين للعمل سيثقل كاهل الأسرة بشكل كبير، إذ سيتطلب تواجد خادمة بدوام كامل بالمنزل خاصة للأسرة العاملة، وذلك لرعاية الأبناء خلال غياب الوالدين. وأوضح أنه قام بتعبئة استبيان أولياء الأمور والذي رأى فيه عودة ابنته إلى الصفوف الدراسية العادية، فيما أصدرت المدرسة الملتحقة بها ابنته قراراً بعودة الطلاب لعدد من الصفوف الدراسية بما يشمل ابنته، معرباً عن سعادته بهذا القرار.

وأكدت ميّ سعيد، وليّة أمر لطالبين، أن التعليم عن بُعد له إيجابيات وسلبيات، وأميل أكثر للنظر إلى الجانب الإيجابي منه، مؤكدة أنها ما زالت قادرة على متابعة أولادها في ظل تطبيق التعلم عن بُعد، حيث إن الاعتماد على أحدث الوسائل في التكنولوجيا الحديثة لعب دوراً كبيراً في تسهيل التواصل مع الطاقم التدريسي والإداري، بالإضافة للاطّلاع المباشر على التقدم الدراسي بشكل دائم ومستمر.

وأشارت إلى أن التعلم عن بُعد هو نقطة تحول جبارة وكانت لها إيجابياتها العظيمة في ترسيخ مبدأ الاعتماد على الذات لدى الطلاب والبحث والحصول على المعلومة بجانب الجهد المبذول من قبل المعلمين وإدارات المدارس في إعطاء الدروس عن بُعد.

 

الأسرة أمام مرحلة جديدة

أكدت هنادي صالح اليافعي، مديرة إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أنه بات يتوجب على أولياء الأمور تهيئة أطفالهم نفسياً وجسدياً لمرحلة جديدة تمر عليهم والعالم بأسره للمرة الأولى بعد التزامهم بالبقاء في المنازل، لحمايتهم من خطر الإصابة بفيروس كورونا، وذلك بعد الإعلان عن عودة الطلاب إلى المدارس الحكوميّة والخاصّة مع بداية العام الجديد سواء عبر التعليم في المدرسة، أو التعلم عن بعد أو غيرها من الخيارات التي تتوفر للأسر، فعليهم محاورة أطفالهم بشكل مفتوح والاستماع إلى آرائهم وأسئلتهم.

وأوضحت أنه يجب على أولياء الأمور أن يذكروا أطفالهم أنهم سيلتقون مجدداً بأصدقائهم، وسينتقلون إلى مرحلة دراسية أعلى لأنهم أصبحوا أكثر وعياً ونجحوا في اجتياز مرحلة التعلم عن بعد بكل نجاح، مع الاستمرار في إعطاء الطاقة الإيجابية لهم وإشعارهم بمدى فخرهم بهم على التزامهم طوال الفترة الماضية في البقاء بالمنزل، إضافة إلى توعيتهم بالالتزام بجميع الإجراءات الوقائية في مقاعد الدراسة.

 

4

حددت وزارة التربية والتعليم أربعة مواقيت لنظام التعليم الهجين، الأول يبدأ الساعة السابعة والربع حتى الثانية عشرة وخمسين دقيقة، والسيناريو الثاني الساعة السابعة والنصف حتى الواحدة وخمس دقائق، والثالث من الساعة الثامنة حتى الواحدة وخمسة وثلاثين دقيقة، والرابع من الثامنة والنصف حتى الثانية وخمس دقائق. وتتمثل نقاط القوة في التعليم الهجين بأنه يواكب احتياجات الطلبة وتعديل أوقات دراستهم بما يتناسب وقدراتهم التعليمية المختلفة، ويتيح الاستخدام الأمثل للمواصلات والنقل المدرسي عبر تقليل عدد أيام التعلم المدرسي، وتخفيف عبء الدوام المدرسي على الطلبة وتنويعه بين المدرسة والمنزل.

 

 لمشاهدة ملف " 20 وصفة تقوي مناعة المجتمع المدرسي ضد «كورونا»" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

 

Email