استطلاع «البيان»: 83 % يعتبرون غرس عادة الادخار يعزز ثقافة الأبناء المالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد 83.1 % من المستجيبين لاستطلاع البيان الأسبوعي أن تعزيز الثقافة المالية لدى الأبناء يحتاج إلى غرس عادة الادخار، في الوقت الذي اعتبر 16.9 % منهم أن تعزيز هذه الثقافة يحتاج مراقبة المصروف الشهري، وذلك عبر حساب «البيان» في «تويتر».

وفي ذات الاستطلاع ولكن عبر موقع «البيان» الالكتروني، أعتبر 75% من المستطلعة آراؤهم أن تعزيز الثقافة المالية لدى الأبناء يحتاج إلى غرس عادة الادخار، في الوقت الذي اعتبر 25 % منهم أن هذه الثقافة تحتاج مراقبة المصروف الشهري.

وكما قيل فإن «المال خادم جيد.. وسيد فاسد»، حكمة قليلة في عدد كلماتها، كبيرة في معانيها، ترسم مساراً تربوياً جديداً وإشكالية حاضرة غائبة، في كيفية استثمار المصروف الجيبي لدى الأبناء، فمن دون أدنى شك، كل زمن وله طريقة وأسلوب معين في التعامل مع الأبناء، وفي عصرنا الحالي، ومع المغريات الكثيرة، وتنوع الاهتمامات، فإن تسليط الضوء على تعزيز الثقافة المالية وضبط سلوك الادخار ضرورة مُلحة، لاسيما أنها شكلت جزءاً في تعايشنا مع الظروف الراهنة.. «البيان» التقت خبراء تربويين للوقوف على سبل تعزيز هذه الثقافة، حيث أكدوا أن غرس الثقافة المالية من شأنه أن يبني الذكاء الاجتماعي لدى الأبناء.

تشجيع

وأكد حسن مشربك، رئيس قسم تنمية الطفل والشباب في مؤسسة التنمية الأسرية، أن تعليم الأبناء ثقافة الادخار، والاستفادة من الظروف الراهنة في عدم السفر وغيرها من الأمور لتكون بداية لتعليم الأبناء هذا السلوك، يكون في تشجيع أولياء الأمور للطفل على الادخار عبر طرح قصص النجاح لنماذج من التاريخ أو الواقع الحالي، ومراعاة المراحل النمائية للطفل ومناسبة القصة لهم، ومساعدة الطفل على كتابة أهدافه الذاتية للادخار بحيث تكون الأهداف مناسبة للمرحلة العمرية للطفل، هذا بالإضافة إلى التطبيق العملي للادخار عن طريق إنشاء حصالة أو صندوق لطفل ومكافأته من خلال شراء هدية له، من المبلغ المدخر في الحصالة، حيث يتم تعزيز المشاعر الإيجابية لدى الطفل وتشجيعه على الادخار.

وأوضح مشربك أن إدخال الثقافة المالية في المناهج الدراسية عامل مهم، لأهميته في البناء المعرفي التدريجي لدى الطفل بأسلوب علمي متكامل ومناسبة للمراحل المعرفية لدى الأطفال.

أساليب

من جهته، طرح الدكتور شافع النيادي، مدرب التنمية البشرية والعلاقات الأسرية سؤالاً محورياً وهو هل يرث «الأبناء» سلوك الآباء؟، مؤكداً أن كل أساليب التربية التي يتبعها الوالدان لتعزيز سلوك الادخار لن تكون مجدية إلا إذا كان سلوك الآباء في الإدارة المالية جلياً أمام أطفالهم، فبوادر التعلم الأولى تبدأ من السلوك السائد في محيط المنزل، وزرع سلوك الادخار يجب أن يوجد في الآباء قبل تعزيزه في الأبناء، وإلا لن تكون نتائج هذه التربية مثمرة، فتعليمنا لأبنائنا يبدأ من ذواتنا.

وأكد النيادي أن الكثير من أولياء الأمور يغفلون عن أهمية تعزيز الثقافة المالية عند الأبناء، فالثقافة المالية تبني الذكاء الاجتماعي عند الطفل، لذلك فمن الأهمية بمكان زرع ثقافة الادخار عند الأبناء، من خلال خلق منهجية وسطية فلا يكون الابن مسرفاً وفي الوقت نفسه لا ينغلق على نفسه ويكون بخيلاً، فالوسطية وحسن إدارة استخدام المال هي الحد الفاصل، والحوار مدرسة تربوية نواتجها ناجعة.

توازن

وشدد النيادي أنه لا بد من التوازن وأن نمسك بالعصا من المنتصف، ولكيلا يكون الابن مادياً جداً، كل همه الادخار وتكوين ثروة، إذ من الأهمية بمكان أن نربي الطفل على ثقافة أخرى مهمة وهي ثقافة العطاء، فليس الهم الأكبر في الكم والتجميع، إنما في غرس ثمرة البذل والصدقة ومساعدة الغير، فهو واجب ديني وتربوي مهم ومثمر يسهم في تعزيز شخصية الطفل وإحساسه بالغير.

حلول

وتعتبر الحلول كثيرة ومتنوعة وسلسة، تتناغم حسب طبيعة وشخصية الطفل، وفق ما أكده النيادي، إذ إن تخصيص مصروف جيب أسبوعي أو شهري للأبناء، والطلب منهم أن يقوموا بعمل خطة في كيفية صرفه وما هي الأمور الأساسية ومن ثم المهم والأقل أهمية، وكيف يدخر الابن جزءاً من هذا المصروف، ومن الأفكار المهمة أيضاً جعل الإدارة المالية ضمن المناهج الدراسية منذ المراحل المبكرة، حتى تنشئ هذه الثقافة من الصغر.

Email