دعوا عبر « البيان » إلى عدم التهاون ورفع الوعي المجتمعي والالتزام

أطباء: 5 عوامل تزيد إصابات «كورونا»

الالتزام بتطبيق الإرشادات الصحية والوقائية يسهم في إنجاح محاصرة الفيروس | تصوير: إبراهيم صادق

ت + ت - الحجم الطبيعي

حدد أطباء 5 عوامل تؤدي إلى زيادة أعداد الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد مؤخراً، وتتمثل في: التهاون في الالتزام بالإجراءات الوقائية، والزيارات المنزلية، وإقامة الأعراس والعزاء، وعدم الالتزام بالتباعد الجسدي في الأماكن العامة، وأخيراً، تغافل أو تساهل موظفين أثناء العمل تجاه وضع الكمامات والتباعد الجسدي.

ودعوا عبر «البيان» إلى زيادة الوعي المجتمعي، والتزام الجميع بتطبيق التعليمات والإرشادات الصحية والوقائية والحفاظ على ما تم الوصول إليه من نجاحات في محاصرة الجائحة.

وأكدت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة، أن فيروس كورونا المستجد لم ينته بعد، وهذا يعني ألا نتهاون في الإجراءات الاحترازية، وعلينا الالتزام أكثر في هذه اللحظة الحاسمة حتى إعلان شفاء آخر حالة في الدولة.

وأوضحت لـ «البيان» أن تهاون البعض في الإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي بما في ذلك السلام باليد، يؤدي إلى زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، مؤكدة أن غالبية الحالات المصابة في الفترة الأخيرة تتعلق بزيارات عيد الأضحى والمناسبات الاجتماعية بشكل عام مثل إقامة حفلات الأعراس والعزاء دون الالتزام بارتداء الكمامات، واتخاذ الإجراءات البسيطة الأخرى.

ولفتت إلى أنه لوحظ في الإصابات الأخيرة بفيروس كورونا المستجد إصابة بعض الفئات من الذين يرتادون الأماكن العامة دون اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية، وأهمها عدم ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي.

التراخي

وأكد الدكتور عارف النورياني، المدير الفني لمستشفى القاسمي بالشارقة، أن التراخي لدى البعض وعدم التقيد بالإجراءات الاحترازية بعد الأخبار الإيجابية حول العالم من أهم أسباب الزيادة في عدد المصابين بعدوى (كوفيد 19)، مشيراً إلى أن البعض فهم هذا الانفتاح بشكل خاطئ من بعض أفراد المجتمع، مع كل التنبيهات التي ذكرت بضرورة تجنب التجمعات.

إلا أنه أوضح أن البعض لم يستوعب الرسالة بشكل واضح، وظنوا بأن الأزمة قد مرت بالرغم من وجود مؤشرات في دول أخرى بأن هناك موجة ثانية قادمة وقد تكون ثالثة، إضافة إلى الضجر والملل، وهناك نوع من الترفيه ظهر نتيجة للملل، إضافة إلى عامل الجهل في رسالة فتح المراكز، كما أن هناك أكثر من عامل ساهم في تلك الزيادة.

وقال إن ظروف الأعياد وعدم مراعاة التنبيهات ساهم في تلك الزيادة، لافتاً إلى أن هناك مسوحات عديدة نفذتها الجهات الصحية وصلت إلى أرقام قياسية ساهمت كذلك في اكتشاف أعداد اكبر.

مبيناً أن المسوحات من المفترض أن تساهم في تقليل العدوى وانتشارها وبالتالي التقيد بالاحترازات، وأن التباعد الاجتماعي والاهتمام بالنظافة وغسل اليدين باستمرار والتعقيم يعد من الضروريات حتى ننجح في تقليل الإصابات.

لذلك لا بد من وضع ذلك الأمر نصب أعيننا لأننا لم ننته من الجائحة بعد، خصوصاً أن المدارس سوف تفتتح أبوابها قريباً، والالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية أضحى مهما، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الحالات الحرجة قد قلّت رغم زيادة عدد الحالات المصابة، كما أن حدة وشدة المرض وشراسته قد قلت كثيراً كما كان عند بداية ظهوره.

تدريب

وأضاف أنه تم عمل تدريبات لكافة الأطباء والطاقم التمريضي والفني وموظفي الأمن على كيفية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب انتقال العدوى والفيروسات ولحماية المراجعين أنفسهم، كما تم وضع كاميرات حرارية عن بوابات الدخول لفحص الداخلين للمستشفى سواء أكانوا أطباء أم زواراً.

إضافة إلى توفير الكمامات ومواد التعقيم ومضاعفة عملية التعقيم اليومي للمستشفى، كما أنه يجب على كافة الجهات الحكومية والمحلية اتخاذ تلك الإجراءات وعدم التهاون فيها حتى نقلل من فرص الإصابة بالمرض.

تعليمات

وقال الدكتور خالد النعيمي، استشاري الأمراض الجلدية والليزر وطب التجميل: لاحظنا في الأيام الأخيرة خصوصاً في اليومين الأخيرين الماضيين زيادة مطردة في عدد الإصابات بفيروس كورونا، وهذا سببه عدم الالتزام بجميع التعليمات التي تنصح بها جميع الجهات الصحية، وهذا دليل على أننا بدأنا نتهاون في الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والتعليمات والإرشادات.

ودعا جميع المواطنين والمقيمين في الدولة لعدم التقليل من الإنجاز الذي حصل «نريد أن نبني على جميع الجهود المبذولة والمحافظة عليها من خلال الالتزام بالتعليمات والوقائية ولبس الكمامات واستخدام المعقمات وجميع الإرشادات لحماية أنفسنا وسلامة المجتمع نريد المحافظة على الإنجاز المتميز الذي حققته الدولة في مواجهة فيروس كورونا واحتواء انتشاره».

عدم التزام

وأكد الدكتور حسام الدين ماجد، استشاري طب الأطفال في مستشفى الزهراء بالشارقة، أنه وخلال الفترة الماضية لم يلتزم البعض من الأفراد والأسر بإجراءات التباعد الاجتماعي، فهناك من يقيم حفلات أعياد ميلاد وتجمعات وولائم، إضافة إلى الاستهتار بموضوع مسافات التباعد الاجتماعي.

كما أن هناك الكثير من الأنشطة التي تنفذ بأعداد كبيرة في أماكن ضيقة، الأمر الذي يزيد من فرص انتقال العدوى بـ(كوفيد 19)، مبيناً أن بعض الأماكن لا تلتزم بالمسافات الآمنة بين الطاولات.

كما أن الأسر أصبحت تنظم الكثير من المناسبات ويحضرها عدد كبير من الأشخاص دون مراعاة للاشتراطات الصحية، فعدم الالتزام النسبي بالإجراءات الاحترازية وكافة التدابير قد زاد من نسبة الإصابة بعدوى الفيروس.

وأضاف أن الاستهتار من بعض أفراد المجتمع يعد السبب الرئيس في ازدياد الحالات، لذلك لا بد من الالتزام الشديد خلال الفترة المقبلة واتباع الإجراءات الاحترازية وعدم التجمع بإعداد كبيرة في الأماكن المغلقة، إضافة إلى ترك المسافات المعروفة سواء في العمل أو في المستشفيات وحتى المرافق العامة، ولبس الكمامات بخاصة للأطفال من عمر 6 سنوات.

والمداومة على تعقيم اليدين عند مسك المقابض ومفاتيح الكهرباء، والحد من الزيارات الأسرية لأنها أصبحت مقلقة، مبيناً أن كوفيد 19 لم ينته بعد، وأن انتهاء الفيروس مرتبط بمدى التزام أفراد المجتمع من خلال التباعد والتقيد بالسلوك الاجتماعي القويم أصبح من الضروريات، وكذلك تعديل السلوك الاجتماعي حت نقلل من عدد الإصابات.

سلوكيات

وقال الدكتور سعيد عبدالله، استشاري طب المجتمع في أبوظبي، إن سلوكيات البعض السلبية وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية تتحمل الجزء الأكبر في زيادة معدلات الإصابة خلال الأسبوع الماضي بعد أن سجلت الإمارات أقل معدل يومي للإصابات في 11 أغسطس الجاري.

وأشار إلى أن التصدي للوباء يتطلب التدخل العلاجي والتدخل الصحي، والأول وفرته الدولة كما لم توفره دولة أخرى في العالم، حيث أعدت المستشفيات الكافية ووفرت الكوادر الطبية والأجهزة واللوازم الأخرى، كما نفذت ملايين الفحوصات الطبية من خلال عشرات المراكز وبعضها بالمجان، ولذلك فإن التدخل الصحي هو العامل الحاسم في الوقت الحالي والذي يتمثل في الالتزام التام بكافة البرامج التوعوية والوقائية من قبل جميع أفراد المجتمع.

وقال: إن التراخي في الالتزام المجتمعي في تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة واستهتار البعض بتلك الإجراءات ربما تكون السبب الأول في تزايد حالات الإصابة مؤخراً، ولذلك يجب على المؤسسات الصحية المعنية إعادة استنفار المجتمع من جديد وإيجاد برامج جديدة للتوعية والتثقيف.

الوعي المجتمعي ركن أساسي في مواجهة الجائحة

أكد الدكتور عادل سجواني، عضو الفريق الوطني للتوعية بفيروس «كورونا» المستجد، اختصاصي طب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، لــ«البيان» أن الوعي المجتمعي يمثل ركناً أساسياً في مواجهة كورونا واحتواء انتشاره، والالتزام الكامل والطوعي بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية من جانب أفراد المجتمع، يشكل عاملاً أساسياً في التعايش مع جائحة كورونا، والقضاء عليها بشكل نهائي.

وقال أمس لأول مرة نرجع إلى ما فوق 400 وهذه زيادة كبيرة، فنحن وصلنا إلى أقل من 170 يومياً، ثم رجعنا نسمع رقم 400 ومنذ فترة طويلة لم نسمعه، هذا مؤشر على ارتفاع الحالات بكثرة، فنحن نعلم أن فيروس كورونا ممكن أن يطول ودول كثيرة تسعى إلى اكتشاف لقاح للفيروس، وحتى يتم اكتشاف اللقاح وتطعيم الناس لا بد من التعايش مع الفيروس.

وهذا لا يعني الإهمال وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية. ودعا سجواني أفراد المجتمع إلى عدم التهاون في التعايش مع فيروس كورونا، مبيناً أن عودة ارتفاع الإصابات يعتبر نوعاً من التهاون في التعايش مع الفيروس.

وقال نحن نعلم أن دولة الإمارات بذلت جهوداً كبيرة في احتواء فيروس كورونا «كوفيد 19» واستقرار الحالات في التعامل مع هذا الوباء واحتواء تداعياته المختلفة، ولكن هذا لا يعني أن الفيروس انتهى بشكل نهائي، والحقيقة أننا شهدنا في هذه الفترات التزاماً كبيراً من الناس، لكن بالمقابل هناك تهاون من البعض، خاصة في العزائم المنزلية وفي المجالس.

فبعض الناس تقيم أعراساً في المنزل وتقيم عزاء، وهناك آخرون يجتمعون بشكل كبير في أماكن عامة ولا يحافظون على التباعد الجسدي ولبس الكمامات، كذلك بعض الناس بدأت في أماكن العمل تنسى وتتغافل الالتزام بالإجراءات الوقائية، وهذا ساهم في ارتفاع الحالات.

وقال الدكتور سجواني إن المطلوب عدم الرجوع إلى المربع الأول حتى يتم القضاء على الفيروس نهائياً، فالتهاون وزيادة عدد الحالات يعني الرجوع إلى المربع الأول، حيث كان هناك برنامج تعقيم وطني وإجراءات وقائية عالية جداً وبقاء في المنازل، ونحن لا نريد العودة إلى هذا المستوى.

وبالتالي يجب على الجميع الالتزام بالتباعد الجسدي ولبس الكمامات وعدم التجمع في المجالس والمنازل وإقامة الأعراس بشكل كبير، وأن تقتصر التعزية على وسائل التوصل الاجتماعي وليس عن طريق التجمعات، ومع اقتراب افتتاح المدارس نطالب أولياء الأمور في حالة وجود أي طالب لديه أعراض للجهاز التنفسي العلوي بعدم الذهاب للمدرسة، وتعليم الأطفال كيفية التباعد الجسدي ولبس الكمامات وغسيل الأيدي وتعقيمها، والالتزام من الجميع حتى ترجع الحالات تتناقص ولا نضطر للرجوع إلى المربع الأول.

وأشار إلى أن الوعي المجتمعي لا يقتصر على الالتزام بكافة الإجراءات والتعليمات والإرشادات، وإنما ينطلق من الإحساس العميق بالمسؤولية تجاه الوطن ودعم الجهود الحكومية من أجل عبور هذه الأزمة، وذلك من خلال الالتزام بالتباعد الجسدي وجميع الإجراءات الاحترازية.
 

Email