الناطق باسم الحكومة أول إطلالة تلفزيونية لمسؤول إسرائيلي عبر شاشة «تلفزيون دبي»

الإمارات.. رسائل سلام تدعم الحقوق التاريخية للفلسطينيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إطار مواكبته لمعاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل، استضاف برنامج «الإمارات رسالة سلام» الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، أوفير جندمان، من تل أبيب، في أول إطلالة تلفزيونية لمسؤول إسرائيلي عبر شاشة تلفزيون دبي، إلى جانب الكاتب والمحلل السياسي د. بشير عبدالفتاح من القاهرة، وضيف الأستوديو، المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، محمد جلال الريسي.

وأكد أوفير جندمان أن رؤية إسرائيل مشابهة تماماً لرؤية دولة الإمارات، مشيراً إلى أنّ تل أبيب تعتبر هذه الاتفاقية تاريخية ليس فقط في مجال العلاقات الثنائية بل في تاريخ الشرق الأوسط.

وأضاف: «نعتقد أن هذه الاتفاقية قد تسهم في دفع عملية السلام مع الفلسطينيين قدماً، لذا نحن نولي لها أهمية كبيرة جداً، نريد لهذه العلاقات الجديدة مع دولة الإمارات أن تكون موسّعة وفعالة ومفيدة للطرفين، وأعتقد أنه يوجد تفاؤل كبير في إسرائيل حيال هذه الاتفاقية وفوائدها، نحن نرحب طبعاً بهذا الإنجاز العظيم الذي حققه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما حققته قيادة دولة الإمارات، وهذه هي صفحة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط، لأننا نعيش أياماً تاريخية بكل تأكيد».

ولفت الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية إلى أن هناك إجماعاً في المجتمع الإسرائيلي على ضرورة التوصّل إلى اتفاقيات سلام ليس فقط مع الفلسطينيين بل مع العالم العربي ككل، مردفاً: «الآن نحن نرى بوادر هذا الحراك من خلال الاتفاقية مع دولة الإمارات، ونحن نأمل ونثق بأنه ستكون هناك دول أخرى ستنضم إلى دائرة السلام، فهذا تحول استراتيجي تاريخي لا يمكن المبالغة فيه وهو يصبّ في مصلحة جميع شعوب المنطقة، نعيش أزمات ونزاعات وصراعات ومناوشات منذ عقود وآن الأوان لتغيير هذا الحراك وتغيير وجه المنطقة.

وأعرب جندمان عن تطلّع إسرائيل لإقامة علاقات تعاون مع دولة الإمارات في شتى المجالات، سواء في مجال الطيران والتعاون الزراعي والاقتصادي والطبي حول البحث عن لقاح لفيروس كورونا، مضيفاً: «أعتقد أن هذه العلاقات ستكون مماثلة لعلاقاتنا مع بريطانيا وفرنسا وأي دولة أخرى في العالم.

إلا أنه يوجد هنا معنى خاص لأن هذه العلاقات لأول مرة بين إسرائيل ودولة خليجية رائدة ومتقدمة، وزعيمة عالمية في الكثير من المجالات، وهذه نقطة تحوّل في تاريخ المنطقة حيث سيكون مثالاً يحتذى به لبقية الدول التي تريد أن ترى سلاماً في المنطقة». وأعرب جندمان عن أمله في انضمام القيادة الفلسطينية إلى هذا الحراك والاستفادة منه، مضيفاً:

«يجب على القيادة الفلسطينية أن تستمع إلى هذه الرسالة السلمية التي تنبع من الخليج ودولة الإمارات ومن إسرائيل وأن تعود إلى المفاوضات، إذا أرادت القيادة الفلسطينية أن تمضي قدماً وتحقق إنجازات للشعب الفلسطيني يجب عليها أن تعود إلى المفاوضات وعلى الفور، نحن مستعدون لبحث جميع القضايا دون استثناء، نعتقد أنه آن الأوان لحل هذه القضايا، وعندما توجد رغبة مشتركة لحل القضايا سنصل إلى هذه الحلول كما رأينا من خلال الاتفاقية مع دولة الإمارات».

إحياء سلام

بدوره، شدّد الكاتب والمحلل السياسي د. بشير عبدالفتاح من القاهرة، على أنّ معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل أعادت القضية الفلسطينية إلى مربع الاهتمام الأول في المنطقة، مضيفاً:

«من بين إنجازات عديدة حققتها الاتفاقية إلى جانب وقف عمليات الضم للأراضي الفلسطينية وغور الأردن والمستوطنات وغيرها، إحياء الأمل في عملية السلام مجدداً، الاتفاقية ستساعد على إحياء عملية السلام لأن هناك محفزات جديدة للسلام يمكن أن تلقى أصداء إيجابية لدى الداخل الفلسطيني كما الداخل الإسرائيلي أيضاً».

وأوضح عبدالفتاح أن دولة الإمارات تمتلك من القدرات والمؤهلات ما يساعدها على إعطاء دفعة قوية لعملية السلام، باعتبار أن الاتفاقية تأتي بعد مسيرة طويلة لدولة الإمارات من التسامح وقبول الآخر والعيش المشترك، وبعد أن قدمت نموذجاً يحتذى به، ما يعني لدولة الإمارات قدرة هائلة على التعايش وقبول الآخر والتسامح وفتح صفحة جديدة من علاقات تعود بالخير على كافة الأطراف، ما يعطيها رصيداً لم يتح لكثيرين من أجل إكمال عملية السلام والوصول بها إلى بر الأمان.

رؤية استراتيجية

في السياق، أكد محمد جلال الريسي، المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، أن دولة الإمارات ظلّت وعلى الدوام داعم مستمر للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الرسالة كانت واضحة منذ بداية الإعلان عن المعاهدة بوضع مصالح الفلسطينيين نصب الأعين. وأوضح الريسي أن دولة الإمارات حرصت على النظر برؤية استراتيجية يهمها أن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية، مضيفاً:

«لكن الدور الآن على الجانب الفلسطيني أن يستغل هذه الفرصة التاريخية، ويبدأ بالخطوات اللازمة لإيصال الشعب الفلسطيني إلى نهاية لهذه المأساة، أعتقد أن الجانب الإسرائيلي متفهم جداً لهذه الخطوة، وهناك نوع من التفاهم أن يكون هناك عمل مشترك لإيجاد منطقة فيها سلام، ودولة الإمارات تاريخها واضح في التسامح ودعم السلام في مختلف أنحاء العالم.

كما كانت دائماً تقف مع الشعب الفلسطيني بما تستطيع من دعم سياسي وإنساني ومن كل النواحي، لذلك أعتقد أن هذا الدور مستمر». وحول ما استوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن دولة الإمارات من أكثر المجتمعات تقدماً في العالم، قال الريسي:

«أعتقد أن هناك العديد من المزايا والمواصفات الموجودة في مجتمع الإمارات تلفت أنظار العالم كله، أبرزها أن شعب الإمارات متسامح يستقبل الجميع ومتعايش مع الجنسيات والأديان المختلفة التي تعيش مع بعضها في هذا المجتمع وتساهم في بناء وتطور الإنسانية».

Email