شخصيات فلسطينية: معاهدة السلام طاقة تغيير إيجابي بالمنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت شخصيات فلسطينية، أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل تعزز أمن وطمأنينة المنطقة والعالم، وتدفع إلى مزيد من الرخاء الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط، وأن المعاهدة تدفع لخلق بيئة أكثر أمناً وهي البيئة المثالية لأي نشاط اقتصادي، وبدون أمن واستقرار لا يوجد اقتصاد حقيقي، وأنها ستوفر طاقة جديدة للتغيير الإيجابي في جميع أنحاء المنطقة، مؤكدين أن المعاهدة تنقل المنطقة من الإرث المضطرب إلى مصير أكثر تفاؤلاً بالسلام والازدهار.

وقال سمير إبراهيم عبد الهادي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «سامتيك ميدل إيست»، إن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات عوّدت شعبها والعالم على اتخاذ قرارات حكيمة وصائبة في كافة المجالات، ونحن كجالية ومجتمع رجال الأعمال والمستثمرين الفلسطينيين في الإمارات استفدنا منذ عقود من التسهيلات والامتيازات التي تقدمها دولة الإمارات سواء للفلسطينيين داخل الدولة أو في فلسطين. وأضاف، أن المساعدات الإماراتية لفلسطين موجودة قبل معاهدة السلام وستستمر بعدها، مشيراً إلى أن بيئة الأمن والأمان والسلام والاستقرار هي البيئة المثالية لأي نشاط اقتصادي، وبدون أمن واستقرار لا يوجد اقتصاد حقيقي.

وأوضح أن العلاقة بين الإمارات وفلسطين علاقة تاريخية راسخة، وأشاد بدعم دولة الإمارات قيادة وشعباً للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية، مثمّناً الحفاوة البالغة من القيادة الإماراتية بالجالية الفلسطينية المقيمة في الدولة، وبالتسهيلات المقدمة لرجال الأعمال الفلسطينيين، الذين يعتبرون دولة الإمارات بيتهم الثاني، ويتخذون منها مقراً لأعمالهم والانطلاق منها إلى الأسواق الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن قرار دولة الإمارات بإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل هو قرار سيادي سياسي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ونحن إذ نشكر القيادة الإماراتية على اهتمامها الدائم بفلسطين منذ تأسيس الدولة سواء من خلال الدعم الاقتصادي والطبي والتعليم وكافة المجالات في المحافل الدولية، كما ونتمنى أن تتعزز هذه العلاقة خلال الفترة المقبلة.

أمن وطمأنينة

وأكد رائد الشنابلة الخبير الاقتصادي والمدير الإقليمي لمصرف أبوظبي الإسلامي للخدمات الماسية، أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، تمثّل قراراً حكيماً من دولة الإمارات ولها أبعاد كثيرة، فالعالم أصبح الآن قرية صغيرة، والسلام والتسامح هدف من الأهداف السامية التي تتبناها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وهو ما يعزز أمن وطمأنينة العالم أجمع ويكفل حقوق الفلسطينيين، ولذلك فأنا أثني على هذه المعاهدة وعلى نهج دولة الإمارات، وبالنسبة لردود الفعل حول الأعمال والنشاط الاقتصادي، فالمعاهدة تكفل مزيداً من الأمن الذي يعقبه العمل والتحفيز عليه، وتحقيق الرخاء الاجتماعي، وتطوير البنى التحتية والصناعة والتجارة فيها.

وأضاف الشنابلة، أن المعاهدة ستحقق السلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط التي عانت منذ عقود طويلة من الحروب والصراعات، ما أدى إلى تخلفها عن بقية دول العالم وانتشار البطالة في صفوف شبابها.

وقال، لقد ساهمت الخصائص التي تتمتع بها دولة الإمارات- مثل موقعها الجغرافي، وتاريخها الطويل كمركز تجاري في المنطقة، وبنيتها التحتية ومرافقها المتطورة في تلبية احتياجات التجارة ومتطلبات الاستثمار، ودعم دور الدولة في الاقتصاد العالمي، لتحقِّق تطوراً كبيراً خلال العقود الأربعة الماضية. ويمكن قياس هذا التطور من خلال ثلاثة عناصر رئيسة هي: حجم التجارة الخارجية وتنوُّعها، وحجم تدفقات رؤوس الأموال الوطنية وغير الوطنية، وبناء الشراكات الإقليمية والدولية، وكل هذه الخصاص يعرفها العالم جيداً، وسيتعاظم الدور الحيوي الذي تلعبه دولة الإمارات خلال السنوات المقبلة، لتكون رافعة اقتصاد الشرق الأوسط برمته، وسوف تحقق ما عجزت عنها دول كثيرة منذ عقود طويلة.

سلام وازدهار

وأكد الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال الفلسطيني محمد عبداللطيف موسى، أن المعاهدة ستحقق السلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط التي عانت منذ عقود طويلة من الحروب والصراعات، ما أدى إلى تخلفها عن بقية دول العالم وانتشار البطالة في صفوف شبابها وهجرت الملايين منها بسبب تدني مستويات الدخل وغياب دور الدولة -المنشغلة بتضخيم فزاعة الحرب مع إسرائيل- عوضاً عن تعزيز السلم الأهلي والرخاء الاجتماعي، وتطوير البنى التحتية والصناعة والتجارة فيها.

وأضاف: لقد راقب القطاع الخاص منذ سبعين سنة نتائج التعصب وقرع طبول الحرب الوهمية، فانطبق المثل القائل «أَسْمَعُ جَعْجَعَة ولا أرى طحناً». بل إن الدول الفاشلة تنموياً تفننت في تعليق أسباب فشلها الاقتصادي والتنموي على شماعة إسرائيل.

وتابع قائلاً: إن القرار التاريخي الذي اتخذته دولة الإمارات بصنع السلام مع إسرائيل، سوف يتجاوز كل ما سبقه من اتفاقات، لأن قيادتها الرشيدة تؤمن بالإنجاز والتقدم وبناء مستقبل مزدهر للجميع، بعيداً عن الحسابات الإثنية والعقائدية الضيقة، ولهذا أتوقع أن تنجز الإمارات خلال 5 أعوام من السلام ما لم تستطع دول المنطقة إنجازه خلال سبعين عاماً مضت. وسوف نرى خلال أيام قليلة توقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بالاستثمار، والسياحة، والطيران، والاتصالات، والتكنولوجيا، والطاقة، والرعاية الصحية، والثقافة، والبيئة، تصب جميعها في تحقيق مصالح الدولتين والسلطة الفلسطينية والأردن وبقية دول المنطقة حتى التي ترفض الاتفاق الآن.

وأكد موسى أن الدور الحيوي الذي تلعبه دولة الإمارات كونها مركزاً اقتصادياً يربط الشرق مع الغرب، سوف يتعاظم خلال السنوات المقبلة، لتكون رافعة اقتصاد الشرق الأوسط برمته، وسوف تحقق ما عجزت عنها دول كثيرة منذ عقود طويلة.

طاقة إيجابية

وأكد الأكاديمي أسامة تميم البطة المقيم في الإمارات منذ 46 عاماً ويعتبر الإمارات موطنه الثاني، أن الواقع الإماراتي فاعل ومعبر عن نفسه في كافة الأزمات التي واجهت الشعب الفلسطيني خصوصاً الإنسانية منها، فقدمت الدعم المادي والمعنوي، وأقامت المشاريع التنموية والصحية والتعليمية في عدة مدن فلسطينية، كما أن كافة الفلسطينيين ممتنون لذلك الدعم المتواصل وتلك المشاعر الأخوية التي تعبر عن متانة الروابط بين الشعبين، لافتاً إلى أن ما توصل إليه الأشقاء في الإمارات من علاقات مع إسرائيل سوف تصب في صالح القضية الفلسطينية من وقف لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.

وقال، إننا نثق في حكمة وحنكة الدبلوماسية الإماراتية وخبرتها وحرصها الشديد على مساندة القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، وأنها لن تفرط فيها، كما عوّدتنا دائماً أنها تقف مع الشعوب المستضعفة، فتمد يد العون والمساعدة دون منة أو انتظار لرد الجميل، مبيناً في الوقت ذاته أن تلك الاتفاقية سوف توقف التوترات وتخلق طاقة جديدة للتغيير الإيجابي في جميع أنحاء المنطقة، وأن العلاقات بين الدولتين باعتبارهما من أكثر الاقتصادات حيوية في الشرق الأوسط، ومجتمعاتهما الحيوية، سوف تسرّع النمو والابتكار، وتوسّع الفرص للشباب، وتحطم الأحكام المسبقة التي طال أمدها، كما سوف يساعد ذلك الاتفاق في نقل المنطقة إلى ما بعد الإرث المضطرب من العداء والصراع إلى مصير أكثر تفاؤلاً بالسلام والازدهار.

 

ثقة بالإمارات

وقال الشاعر والكاتب الفلسطيني عبدالله أبوبكر، إن دولة الإمارات، لطالما وقفت إلى جانب جميع الإخوة العرب في مختلف ظروفهم، مقدمة الدعم والمساندة لهم بكافة الأشكال والسبل، وخاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، حيث لم تتأخر يوماً عن تقديم كافة إمكاناتها في سبيل نصرة هذه القضية وحفظ حقوق الفلسطينيين، وقد تجلى ذلك أخيراً، في توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، لتعكس بهذا حرصها على تقديم كل وسائل الدعم للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وصولاً إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. وقال أبوبكر، إن دولة الإمارات العربية المتحدة، تمكنت خلال خمسة عقود، ومنذ إعلان اتحادها في عام 1971، من تحقيق الكثير من الإنجازات، ونجحت في أن تحظى بسمعة ومكانة مرموقتين بين دول العالم، ستساعدها في تحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل القريب، ولا شك أنها باتت الآن، وبجانب دورها الرائد في الدفاع عن قضايا الأمة، دولة أساسية في ترسيخ وتدعيم بنى السلام والمحبة والوئام في العالم.

Email