الإعلام العالمي: المعاهدة «نقطة تحوّل رئيسية» في مستقبل المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصدرت أنباء معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل، الإعلام العالمي، حيث نالت التغطية الخاصة بالبيان الثلاثي الأمريكي الإماراتي الإسرائيلي، وما نتج عنه من إيقاف خطط الضم الإسرائيلية مقابل العلاقات مع دولة الإمارات، المساحة الأكبر من النشر ورقياً ومرئياً وإلكترونياً، ما يعكس أهمية هذه الخطوة الجريئة في تحريك الجمود في مسار السلام، وتخفيف التوترات في المنطقة.

عنونت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرها حول المعاهدة «الإمارات وإسرائيل تتوصلان لاتفاقية دبلوماسية كبرى» ووصفته بـ«التاريخي»، إذ يضمن تعزيز العلاقات بين البلدين مقابل تخلي إسرائيل عن «إعلان السيادة» على أراضي الضفة الغربية المحتلة، فيما يمهد لإعادة ترتيب أوسع في المنطقة، كما أن المعاهدة المعتزم توقيعها بعد أسابيع مقبلة ستفضي لتعاون أكبر في مجالات الاستثمار والسياحة والأمن والتكنولوجيا والطاقة وغيرها من المجالات، ناهيك عن إتاحتها للمسلمين الصلاة في المسجد الأقصى.

وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن «الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي إنجاز كبير» وقد تم الإعلان عنه بعد مكالمة ثلاثية جمعت كلاً من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وعبر مقال رأي نشر في الصحيفة ذاتها، قيل إنه يمكننا أخيراً سماع بعض الأخبار السارة من الشرق الأوسط، سيما في خضم اليأس الأخير بشأن بيروت والصراعات الإقليمية والتبعات التي ألحقها تفشي «كوفيد19»، ليحمل يوم الخميس أنباءً عن انفراج وتطور مأمول بعد إعلان الرئيس الأمريكي عن معاهدة سلام تاريخية من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية بين الإمارات وإسرائيل.

بالمقابل أشارت الصحيفة إلى شعور بعض المستوطنين الإسرائيليين وحلفائهم السياسيين بخيبة أمل لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيتخلى بالمقابل عن خطته للمطالبة بالسيادة على أراضي الضفة الغربية، حيث أكدت الإمارات أن الاتفاق مرهون بوفاء إسرائيل بتعهدها بالتخلي عن الضم.

موقع شبكة «سي إن إن» الإخبارية أكد بأن المعاهدة تلقي بظلالها على فرص فتح أبواب تفاوضية جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك وفقاً لتسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل السابقة، منوهةً الشبكة الأمريكية إلى أن الإمارات ستكون ثالث دولة عربية تفتح علاقاتها مع إسرائيل بعد مصر والأردن، في عهد جديد بين إسرائيل والعالم العربي.

نقطة تحول

في الصحافة الأوروبية، أفاد موقع «دويتشه فيله» الألماني بالتوجه لتدشين العلاقات الدبلوماسية، بما يعني تعليق الخطط الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية، واصفةً إياه بالاتفاق والمبادرة الرائدة من نوعها. علماً بأن ترامب سيستضيف قمة للتوقيع على معاهدة السلام خلال ثلاثة أسابيع مقبلة.

ووصفت صحيفة «إلباييس» الناطقة بالإسبانية الصادرة من مدريد المعاهدة بأنها «نقطة تحول رئيسية» للتحرك للسلام في المنطقة. مضيفةً الصحيفة بأن النقطة المركزية تتمحور حول البحث عن مسار جديد للشرق الأوسط بهدف «إطلاق الإمكانات العظيمة للمنطقة».

ونوهت «ذي غارديان» البريطانية بأن دولة الإمارات هي الدولة العربية الثالثة التي تعلن عن علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل ليتردد صدى هذا الإعلان ويغمر العالم خلال الساعات الماضية، وذكرت وصف الرئيس الأمريكي للمكالمة الثلاثية باللطيفة دون الخوض في تفاصيل كثيرة، مشيراً إلى وجود مناقشات مماثلة مع دول أخرى بالمنطقة دون الإفصاح عن المزيد.

إشادات وإضاءات

وألقت صحيفة «ذي أوستريليان» الأسترالية الضوء على اتفاق السلام الأخير الذي أتى بعد 25 عاماً، إذ كان آخر اتفاق عربي بين إسرائيل والأردن عام 1994.

بدورها، أشادت وكالة «كيودو نيوز» اليابانية باتفاق السلام معنونةً «اليابان تشيد بالتوقف الإسرائيلي عن إعلان السيادة على الضفة الغربية».

وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية أضاءت بدورها على المبادرة التي تنطلق من دولة الإمارات، وذكرت نقلاً عن المتحدث باسم وزارة الخارجية كيم إن - تشو بـ «ترحيب حكومة البلاد باتفاقية العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وتأمل في أن تصبح فرصة لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة».

ونشرت صحيفة «ساوث تشاينا مورننغ بوست» بالتعاون مع موقع «بوليتيكو» المتخصص في الشؤون السياسية تقريراً حول اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي المرتقب بكونه انتصاراً للدبلوماسية، إذ أنه من المقرر أن توقع وفود الجانبين اتفاقيات ثنائية واسعة النطاق في اجتماعات مخططة خلال الأسابيع المقبلة وتدور في فلك مجالات عدة.

فيما يشكل «علاقات مباشرة بين اثنين من أكثر المجتمعات ديناميكية في الشرق الأوسط والاقتصادات المتقدمة ويساهم في تغيير المنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وإقامة علاقات أوثق بين الناس».

اختراق تاريخي

نشرت وكالة «بلومبيرغ» نبأ معاهدة السلام التي اشترطت فيها الإمارات موافقة إسرائيل على وقف عملياتها الاستيطانية، ووصفت بلومبرغ الحدث بأنه «اختراق تاريخي» أشاد به العديد من القادة حول العالم وخطوة حاسمة نحو السلام، مشيرةً إلى تصريحات لآرون ديفيد ميللر، زميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومسؤول سابق في الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية، كون الخطوات الأخيرة «فوز للدول الثلاث». أما موقع «فوربس» فقد أشار إلى أن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية تؤكد النهج المتسامح لدولة الإمارات.

Email