«استكشاف المريخ» يؤسس لاقتصاد المعرفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت الإمارات بعد الإطلاق الناجح لمسبار الأمل في 20 يوليو، الدولة السادسة التي ترسل مركبة فضائية إلى المريخ.

فيما يعكس المجهودات والمشروعات والرؤية التي وضعتها الدولة منذ سنوات لتعزيز قطاع الفضاء، وتندرج مهمة استكشاف المريخ وبناء الأقمار الصناعية والتأسيس لبرامج مستقبلية متخصصة بالصناعات الفضائية وتعزيز البيئة العلمية، في صلب القوة الناعمة التي تسعى الإمارات لتعزيزها عالمياً، لتصبح جــزءاً مــن مجموعــة حصريـة تضـم عـدداً مـن الـدول الرائـدة، تهـدف بمشروعاتها لاستكشاف المريخ ضمــان مســتقبل أفضل للأجيال القادمــة، وتوفير فرص اقتصادية تنتج عبر المشاريع الكثيرة التي سيؤسس لها هذا القطاع.

أعمال

وسيؤسس مشروع استكشاف المريخ لاقتصاد وطني قائم على المعرفة والتنوع، وتوسيع بيئة الأعمال، عبر اسـتقطاب الاستثمارات الدوليــة وجــذب شــركات القطـاع الخـاص المتخصصـة بهـذه الصناعـة، وإنشاء صناعة فضائية تجارية تنافسية ومستدامة.

فضلاً عن الاهتمام بدراســات العلــوم والتكنولوجيــا والهندســة والرياضيــات، الذي ســيكون حجــر الأساس لتنشــئة جيــل إماراتــي يمتلــك المواهــب العلميــة والقــدرة علــى تولــي قيـادة البرامـج الوطنيـة.

واتسمت الرؤية المستقبلية لمشروع الفضاء الإماراتي بالوضوح، وظهر ذلك من خلال تأسيس وكالة الإمارات للفضاء، ومشروع ارتياد المريخ، فيما شكلت الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، وإطلاق السياسة الوطنية لقطاع الفضاء، والخطة الوطنية للاستثمار الفضائي، وقانون تنظيم قطاع الفضاء، خارطة طريق لتطوير قطاع الفضاء في الدولة.

حيث تحقق الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، ستة أهداف رئيسية، من خلال تنفيذ أكثر من 20 برنامجاً شاملاً و70 مبادرة وتعزيز العلاقات مع المنظمات الدولية في قطاع الفضاء، ودعم البحث العلمي، وتشجيع الابتكار، وتطوير قادة الفضاء في المستقبل.

وهدفت السياسة الوطنية لقطاع الفضاء بناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام، يساهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية المتخصصة، ويطور القدرات العلمية والتقنية العالية.

فيما تعزز الخطة الوطنية للاستثمار الفضائي، زيادة مساهمة قطاع الفضاء الوطني في تنويع اقتصاد الدولة، وتحفيز التعاون والشراكات بين المؤسسات ذات الصلة في القطاعين الحكومي والخاص والبحثي والأكاديمي، إلى جانب تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي في صناعة الفضاء، وجذب الشركات الفضائية العالمية لتتخذ من الدولة مقراً إقليمياً وعالمياً لأنشطتها.

أنشطة

ويشمل قانون تنظيم قطاع الفضاء مجموعة واسعة من الأنشطة المحتملة، بما في ذلك الرحلات الفضائية المأهولة والتعدين الفضائي، وإيجاد بيئة تشجع على الاستثمار في الفضاء، وتنظيم الأنشطة الفضائية بطريقة تضمن تطوير قطاع مزدهر وآمن في الدولة يترجم رؤية القيادة الرشيدة.

وينطوي المشروع الإماراتي لاستكشاف المريخ علــى بناء تصــور علمــي متكامـل للمسـتوطنة البشرية المحتملة هناك، وبهذه الخطــة بعيــدة الأمد لبنــاء مدينــة علــى ســطح المريــخ، ستصبح الإمارات جــزءاً مــن مجموعــة حصريـة تضـم عـدداً مـن الـدول الرائـدة تهـدف إلـى حصـد مزايـا اســتثماراتها لضمــان مســتقبل الأجيال القادمــة، وفي ذلك فرص اقتصادية ليس لها سقف محدد.

وسيؤدي اســتكمال مشــروع استكشـاف المريـخ، بما وفرت له الإمارات من بنية أساسية وقوة عمل وطنية وشراكات قطاعية ودولية، إلى اسـتقطاب الاستثمارات الدوليــة مــن خــلال جــذب شــركات القطـاع الخـاص المتخصصـة بهـذه الصناعـة، الأمر الذي يعني عقد شــراكات مستكملة لعناصر النجاح ضمــن بيئــة مواتيــة لازدهار الأعمال.

وتُظهر المبادئ التوجيهية للقطاع التجاري في صناعة الفضاء الإماراتية، وضوحاً في ربط الأهداف بالآليات التنفيذية، وهي أهداف تتضمن الترويج للمنتجات والخدمات الإماراتية، ودعم التنويع الاقتصادي وتطوير أسواق جديدة، مع إنشاء صناعة فضائية تجارية تنافسية ومستدامة، تقوم على دعم الابتكار، وتعزيز روح المبادرة الإبداعية ومشاريع الفضاء التجارية، ودعم تطوير معايير صناعة الفضاء.

ابتكار

وفيما يخص البحث والتطوير فقد تم تصميم خارطة طريق واضحة للابتكار في تكنولوجيا وعلوم الفضاء، لتحديد أولويات تطوير القدرات البحثية في الجامعات ومراكز البحوث المحلية.

حيث تم تأسيس 5 مراكز بحثية لعلوم الفضاء وثلاثة برامج جامعية في العلوم الفضائية في الدولة، وتعزيز برامج جذب الشباب الإماراتيين للانخراط في علوم وتكنولوجيا الفضاء، الأمر الذي سيؤدي إلى إعداد جيل من الرواد المتميزين في هذا القطاع، داخل الدولة وخارجها، وتوفير منح دراسية للحصول على درجات البكالوريوس والماجستير في علوم الفضاء والتخصصات ذات الصلة، فضلاً عن توفير العمل والتدريب الداخلي مع شركاء الفضاء العالميين في الدولة مثل وكالة ناسا ولوكهيد مارتن وكالمان العالمية وغيرها.

Email