«مسبار الأمل» يجسّد طموحات الشباب الإماراتي والعربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجسد مشروع مسبار الأمل طموحات الشباب الإماراتيين والعرب، كما أن استكشاف الفضاء حلم مشترك للبشرية. ويرمي المشروع لإحداث ثورة في النظرة العلمية للغلاف الجوي الكلي للمريخ، وتوفير إطلالة غير مسبوقة على الأنماط المناخية للمريخ.

دانييل بايكر مدير مختبر فيزياء الفضاء والغلاف الجوي في جامعة كولورادو بولدر، ومايكل ماكغراث، كبير مستشاري المختبر للبرامج الدولية هناك، سلطا الضوء عبر موقع مجلة «سبايس نيوز» المتخصص على الحاجة إلى مسعى إنساني موحد مترابط، وأن ما أسفر عن ذلك جاء على شكل هدف علمي مذهل متمثل بالكوكب الأحمر، المريخ.

واستعرض الكاتبان مسيرة المشروع الإماراتي، مؤكدين أنه في 20 يوليو أطلقت الإمارات بالتعاون مع شركائها الأميركيين مركبة فضائية مذهلة إلى المريخ «مسبار الأمل»، وقد أقلعت من متن صاروخ H-2A الياباني من مركز تانيغاشيما للفضاء في جنوبي اليابان بعد رحلة مذهلة بدأت من جامعة بولدر كولورادو الأميركية وخضعت للتجارب النهائية في دبي.

تواصل

وأضافا: شكلت عملية استكشاف الفضاء حلقة تواصل ضمت ثلاثة بلدان اتحدت من أجل هدف واحد، ويحمل المشروع معه طموحات جيل جديد كامل من المواطنين العرب الشباب الذين يرون في المهمة أملاً لمستقبل أفضل وأكثر أماناً ليس للإمارات وحسب، بل لمنطقة الشرق الأوسط برمتها.

وفي سياق مماثل، وفي الـ23 من يوليو تحديداً، أطلقت الصين كذلك مهمة طموحة إلى الكوكب الأحمر تحت اسم «تيانوين 1» ومعناه «أسئلة إلى السماء» ضمن مشروع لا يضم مسباراً للمريخ فقط، بل مركبة هبوط ضخمة.

وتعد تلك عربة متجولة ستعمل على استكشاف سطح المريخ في منطقة «يوتوبيا بلانيتيا» وستمضي في إكمال مسيرة بحث البشر عن إجابات تتعلق فيما إذا كانت توجد حياة اليوم أو سبق لها أن وجدت أصلاً في عالم آخر غير الذي نعيش فيه.

تطلعات

وأخيراً، وفي الثلاثين من يوليو قامت الولايات المتحدة بمهتمها الفضائية الأبرز التي تسير اليوم في طريقها إلى المريخ. وسيهبط مسبار «المثابرة» حاملاً معه مركبة هليكوبتر دوارة صغيرة تدعى «إنجينيوتي» أو براعة على سطح المريخ في فبراير 2021.

ويرافق مسبار المثابرة الذي يوازي حجم السيارة تقريباً طموح وتطلعات جماعة كاملة من علماء الكواكب الذين يرغبون في إجراء استكشاف موسع للسطح المتنوع المذهل للكوكب الشقيق للأرض.

وستكون «إنجينيوتي» أول مركبة تقوم برحلة متحكم بها في عالم آخر، وستقوم مع مسبار المثابرة بالاستعلام عن كيفية تحول منطقة دافئة ورطبة كفوهة جيزيرو إلى أخرى جفت قبل ثلاثة مليارات عام.

ويمكن للمهمة كذلك أن تجيب عن سؤال يتعلق بما إذا كانت الحياة في ذلك الزمن السحيق قائمة على منطقة المريخ المضيافة تلك تماماً كما كانت تحت ظروف مشابهة هنا على كوكب الأرض قبل ثلاثة مليارات عام كذلك.

حضارات

وتصوّر الكاتب الشهير «إتش جيه ويلز» في كتابه «حروب العالم» كائنات متطورة من المريخ تغزو الأرض، وتعيث خراباً في الحضارات المنتشرة على الكرة الأرضية. إلا أنه في تحليله الختامي رأى ميكروبات الأرض وقد أصابت الغزاة الفضائيين وهزمت كائنات المريخ.

ويضيف الكاتب: نرى اليوم الفيروسات على الأرض تدمر حياة الإنسان وحضارة البشر، وقد وحّد التصدي لـ«كوفيد 19» في بعض الطرق المجتمع العالمي على نحو تخيله مؤلفو الخيال العلمي منذ زمن متجسداً بمواجهة الغزو الفضائي.

وهكذا فإن منافع استكشاف الفضاء تعود مجدداً محط اهتمام وتركيز في وقت عزّت فيه الأخبار العالمية الجيدة، وشهد كيف أن الإعداد لمهمات تنطلق إلى المريخ قد وحّد العالم المضطرب وقرّب المسافات. فالناس من عدد من الدول ومختلف مشارب الحياة قد شجعت التقدم العالمي متعدد الجنسيات نحو الفضاء في 2020. وينتظر العلماء من جميع أصقاع الأرض في غمرة الأحداث الكنز الموعود في بيانات المريخ التي ستبدأ بالتدفق في 2021.

ويتابع: سيكون رائعاً أن يحمل استكشاف الفضاء معه التعاون والتنسيق السلميين الذين أغفلناهما طويلاً على كوكب الأرض، ولا بدّ لنا من أن ندرك أن المرض يشكل كابوسنا المشترك، في حين يمثل استكشاف الفضاء الحلم المشترك.

Email