شملت ميزانيته ومدة البناء والتنفيذ وتعزيز نهج مبتكر ومواجهة «كورونا»

6 تحديات تغلّب عليها فريق «مسبار الأمل» خلال ستة أعوام

ت + ت - الحجم الطبيعي

استطاع فريق مسبار الأمل التغلب على العديد من التحديات التي واجهته خلال 6 سنوات مضت، منذ إعلان إطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

فيما تنوعت هذه التحديات لتشمل بناء وتصنيع المسبار في مدة بلغت ستة أعوام، بدلاً من 10 أعوام؛ المعدّل الزمني لمثل هذه المشروعات.

بالإضافة إلى ميزانية المشروع التي وصلت 200 مليون دولار والتي تطلّبت إدارتها بشكل عملي، وصولاً إلى تعزيز القدرات والكفاءة العلمية للمهندسين التي مكنتهم من تصنيع 66 قطعة من مكوناته، وتكريس الابتكار في النهج عبر استئجار مرافق وأجهزة متخصصة بدلاً من شرائها، والتعاون العلمي مع العالم بدلاً من المنافسة، وأخيراً تحدي مواجهة فيروس «كورونا» المستجد ونقل المسبار إلى محطة إطلاقه باليابان قبيل إغلاق الحدود بين الدول.

موعد محدد

وشكل بناء وتصنيع المسبار خلال 6 أعوام بدلاً من 10 تحدياً مهماً وكبيراً في المرحلة الأولى لفريق المشروع، خاصة أن المعدل الزمني لمعظم المهمات المشابهة تستغرق ما لا يقل عن عشر سنوات، ما جعلهم حريصين على تنفيذه في الموعد المحدد، خاصة أنه تم التخطيط لوضع الاستراتيجية الخاصة بالمشروع وتطويره بحيث يتزامن مع اليوبيل الذهبي للإمارات.

وهو ما نجح فيه المهندسون الشباب والوصول إلى هذه المرحلة من الإنجاز، التي تؤكد أن شعار الإمارات «لاشيء مستحيل» الذي حمله معه المسبار إلى المريخ، أصبح ثقافة عامة وممارسة معتادة لدى الإماراتيين.

وجاءت ميزانية المشروع التي وصلت 200 مليون دولار والتي تطلب إدارتها بشكل عملي لتعكس نجاح فريق «مسبار الأمل» الذي يتكون من 200 مهندس ومهندسة وباحث وباحثة في تعزيز ذلك، من خلال تحقيق منجزات وابتكارات جديدة في الكفاءة والتصميم للمسبار، والتي أدت للالتزام بميزانية تعد الأقل مقارنة بمشروعات مماثلة، وتمثل ثلث التكلفة للمشروعات الأخرى.

نهج مبتكر

ويعتبر تعزيز القدرات والكفاءة العلمية للمهندسين أمراً رئيسياً ومهماً عززه التعاون العلمي مع الشركاء حول العالم، والذي نتج عنه تصنيع المهندسين الإماراتيين 66 قطعة ميكانيكية على أرض الدولة، وترسيخ الابتكار نهجاً لإدارة المشروع بكفاءة، وهو ما ساهم في تطوير أكثر من 200 تصميم لتكنولوجيا علمية جديدة.

فضلاً عن تصميم أول جهاز ملاحة للفضاء العميق على مستوى المنطقة، وابتكار طريقة جديدة لتحديد موقع المسبار تختلف عن نظم التموضع الجغرافي GPS.

ويعد تكريس الابتكار في نهج إدارة وتشغيل المشروع أمراً رئيسياً في فكر القائمين عليه عبر استئجار مرافق وأجهزة متخصصة بدلاً من شرائها، وهو ما تجسد من خلال التعاون مع محطات المراقبة الأرضية التابعة لناسا.

حيث تتعاون 3 محطات مراقبة أرضية مع مركز التحكم الأرضي بمركز محمد بن راشد للفضاء على مستوى العالم، وتتواجد في «كاليفورنيا ومدريد وكانبيرا»، لدعم عمليات الاتصال مع المسبار ونجاح مهمته، وتعزيز التعاون معها كقنوات اتصال مع المسبار، والاستفادة من الإمكانات الفنية لهذه المحطات خاصة أنها تستطيع إدارة مثل هذه العمليات بكفاءة كونها تدير مهمات الفضاء العميق واكتشاف الكواكب، وعلى سبيل المثال فإنها تمتلك لاقطات هوائية للإرسال بقطر كبير يصل لـ 34 متراً، ما يعطيها ميزات أكبر في التواصل الجيد مع مختلف المهمات الفضائية العالمية الأخرى.

تعاون لا منافسة

ويأتي تعزيز التعاون العلمي مع العالم بدلاً من المنافسة تحدياً مهماً استطاع الفريق تجاوزه من خلال تأهيل فريق العمل عبر برنامج مكثف في نقل المعرفة، أعدهم لتصميم أدق أجزاء مسبار الأمل وأطلق على البرنامج «تطوير العلماء والباحثين في علوم الفضاء»، ويشرف عليه أفضل العلماء في العالم في مجال علوم المريخ، ونتج عنه تأهيل 25 مهندساً ومهندسة إماراتية من رواد علوم المريخ في مجالات لم يسبق تأهيل متخصصين فيها على مستوى الدولة من قبل.

وبما أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يعد مصدراً هاماً لنقل العلوم والمعارف، كما هو الحال في جميع مشاريع الفضاء في الدولة، فقد تم تصميم وتطوير التقنيات المتعلقة بمشروع مسبار الأمل من قبل فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بمساهمة شركاء نقل المعرفة وهم جامعة كولورادو في بولدر «مختبر فيزياء الفضاء والجو»، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي «مختبرات علوم الفضاء»، وجامعة ولاية أريزونا «كلية استكشاف الأرض والفضاء».

أزمة «كوفيد 19»

وصولاً لآخر تحديات المشروع والتي تغلب عليها الفريق بجدارة وتمثلت في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد ونقل المسبار إلى محطة إطلاقه في اليابان قبيل إغلاق الحدود بين الدول، لأنه وبسبب أزمة تفشي وباء «كورونا» المستجد «كوفيد19» حول العالم، وتنفيذاً للتدابير الصحية الاحترازية التي اتخذتها أغلب دول العالم لمكافحة الفيروس، تم تقسيم فريق عمل نقل مسبار الأمل إلى 3 فرق للتغلب على التحديات المرتبطة بعمليات النقل وللالتزام بالخطة الزمنية المحددة سلفاً.

حيث وصل الفريق الأول إلى اليابان في 6 أبريل 2020، وخضعوا بعدها للحجر الصحي ثم خرجوا منه ليكونوا في استقبال المسبار، بينما وصل الفريق الثاني مع المسبار 21 أبريل، ليكون ضمن الكوادر الوطنية في القاعدة الفضائية بعد انقضاء فترة خضوعه للحجر الصحي لمدة أسبوعين.

83 ساعة

واستغرقت رحلة نقل مسبار الأمل من دبي إلى موقع الإطلاق للفضاء في جزيرة تانيغاشيما في اليابان أكثر من 83 ساعة، ومرت بثلاث مراحل رئيسية بالغة الدقة، استوجبت تفعيل إجراءات علمية محددة وتوفير الشروط اللوجستية المتكاملة لضمان إنجاز عملية نقل المسبار على النحو الأمثل.

وشملت المرحلة الأولى تجهيز ونقل المسبار من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى مطار آل مكتوم الدولي، واستمرت 16 ساعة، وامتدت المرحلة الثانية من المطار في دبي إلى مطار ناغويا في اليابان 11 ساعة، وشملت تحميل المسبار ومعدات الدعم الأرضية إلى طائرة النقل العملاقة الخاصة بالدعم اللوجستي من طراز «أنتونوف 124» العملاقة وهي أكبر طائرة شحن في العالم، أما المرحلة الثالثة، فامتدت من مطار ناغويا إلى موقع الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما، وشملت إنزال المسبار من الطائرة وفحصه والتأكد من سلامته، ثم نقله براً من المطار إلى ميناء شيماما.

وبعدها نقله بحراً إلى جزيرة تانيغاشيما، حيث امتدت الرحلة 56 ساعة، وبعد وصوله من الميناء المتخصص في الجزيرة عمل الفريق في موقع الإطلاق على تنزيل وفحص المسبار قبل البدء بعمليات التجهيز للإطلاق.

Email