مجتمع الأعمال يستبشر بطفرة اقتصادية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشاد خبراء اقتصاديون ورجال أعمال بما تبذله حكومة دولة الإمارات من جهد لدعم القطاعات الاقتصادية وتفعيل الأنشطة والأعمال، وأن القرارات والمبادرات التي اعتمدها مجلس الوزراء أمس، تبشر بطفرة اقتصادية قريبة ستسهم في خلق بيئة اقتصادية مرنة قادرة على مواجهة أي تحديات.

مشيرين إلى أن اعتماد الحكومة لحزمة من 33 مبادرة لتنشيط وحفز الاقتصاد، يشكل دفعة قوية تضاف إلى الحزم السابقة التي لولاها لما تغلب الاقتصاد الوطني على آثار الجائحة الصحية التي تضرر منها بشكل كبير اقتصاد العالم أجمع.

انتعاش الأسواق

وأكد رضا المنصوري رئيس مجموعة الفواكه الطازجة بالدولة و(فريش ماركت) بدبي، أن مبادرات الدولة لانتعاش الأسواق وتطوير الإعمال وكسب فرص جديدة لا تنتهي، وهذا بفضل الرؤية الحكيمة لقيادة الدولة لا تعد ولا تحصى.

وذكر أن مبادرة مجلس الوزراء الأخيرة التي تبنت 30 مبادرة كفيلة لدعم الأسواق المحلية وتخفيف الأعباء والآثار المترتبة عن جائحة «كوفيد 19» والتي أثرت على العالم بأثره.

وأضاف أن الإمارات لا تكف عن تقديم المبادرات والحلول التي تجعل من دولة الإمارات المكان الأمثل للاستثمار وجذب المستثمرين. وأشار: بفضل القيادة الرشيدة نجحت الإمارات بالقفز إلى الأمام بخطى واسعة وبنتائج ملموسة، سواء على صعيد تجاوز أزمة فيروس «كورونا» من جهة، أو الوصول إلى المريخ من خلال مسبار الأمل، بجانب افتتاح مشروع براكة للطاقة النووية السلمية لتصبح الإمارات سباقة في هذا المجال على المستوى العربي.

قوة الاقتصاد

وأكد الدكتور علي العامري، الخبير الاقتصادي الرئيس التنفيذي لمجموعة الشموخ، على قوة الاقتصاد الإماراتي، مشيراً إلى أن الاقتصاد الوطني بكافة قطاعاته أثبت صموداً كبيراً في مواجهة جائحة كورونا، وقد اتخذت الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية حزم دعم وتحفيز كبيرة وقوية، ولولاها لما تغلب الاقتصاد الوطني على آثار الجائحة التي تضررت منها بشكل كبير اقتصادات مجاورة وعربية وأجنبية.

ويشير الدكتور علي العامري إلى أن الاقتصاد الإماراتي ما زال بحاجة لحزم دعم وتحفيز إضافية لدفعه للانتعاش الأكبر، خاصة مع اقتراب ذروة الموسم الاقتصادي في الإمارات مع بداية شهر أكتوبر المقبل وينتظر القطاع الخاص مبادرات لتنشيطه.

طفرة مقبلة

وقال عاطف عريقات، الرئيس التنفيذي لشركة الغيث للطاقة، إن الاقتصاد الإماراتي مقبل على طفرة كبيرة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن قطاع الأعمال ينتظر التنافس بقوة على مناقصات المشاريع التي ستعلنها الحكومة قريباً، وبلا شك فإن الاقتصاد الوطني سيواصل نموه القوي خلال العام المقبل كما شهدت بذلك كبريات المؤسسات المالية العالمية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ولا شك اليوم أن الإمارات تجاوزت بكفاءة عالية تداعيات جائحة «كوفيد 19» والجميع مستبشر بما هو قادم.

ويشدد حمد العوضي، رئيس مجموعة العوضي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، على أن الدعم الحكومي خلال أشهر الجائحة هو الذي دعم الاقتصاد الوطني بقوة، مشيراً إلى أن تسهيلات المصرف المركزي خاصة الـ 50 مليار درهم للبنوك دعمت القطاع المصرفي وجعلته قادراً على تقديم تسهيلاته وخدماته للعملاء، سواء الشركات أو الأفراد.

لكن من الواضح أن بعض مؤسسات القطاع الخاص في الدولة ما زالت تعاني من عدم تعاون البنوك نهائياً معه، والقطاع الخاص اليوم يطالب بمبادرات وحزم تحفيزية داعمة له، وهذا يحتاج إلى إجراءات عملية قابلة للتطبيق، والمهم أن ندعم القطاع الخاص ويجب أن يكون دعمه شاملاً.

تفاؤل كبير

وأكدت ريد الظاهري، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي رئيس لجنة التجارة، على أن القطاع التجاري في الدولة صمد بقوة في وجه جائحة «كوفيد 19»، وبلا شك فإن هذا الدعم جاء بسبب موقف الحكومة والمصرف المركزي الداعم لهذا القطاع الحيوي.

ورجال الإعمال وخاصة رجال أعمال قطاع التجارة مستبشرون جداً بما تحقق خلال الشهر الماضي بعد إعادة فتح غالبية الأنشطة الاقتصادية والحركة التجارية تتطور باستمرار، خاصة بعد أن تم الإعلان عن حزم دعم وتحفيز مثل تخفيض الإيجارات للمحلات التجارية وغيرها من المبادرات المهمة، وما زلنا نأمل في مبادرات أخرى لدعم الاقتصاد.

ويؤكد سند المقبالي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي رئيس جمعية الإمارات لرواد الأعمال، على الكفاءة العالية التي حققها الاقتصاد الإماراتي في مواجهة تداعيات جائحة كورونا «كوفيد 19»، مشيراً إلى أن قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة استفاد كثيراً من المبادرات والمحفزات الحكومية، وما زال أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة يطالبون بتسهيلات ائتمانية أكبر.

خاصة أن الجائحة أضرت بمشاريعهم ولا بد من تضافر جهود كافة الجهات الحكومية المعنية لزيادة التسهيلات الائتمانية، والقطاع يأمل أن تقوم مؤسسات التمويل والبنوك بدورها الوطني المطلوب منها، خاصة في هذه الأوقات التي نعتقد أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في أمس الحاجة للدعم لتحقق انطلاقة قوية خاصة مع دعم الحكومة لهذه المشاريع لدورها المهم في نهضة الاقتصاد الوطني.

حشد جهود

قال رجل الأعمال أحمد العبد الله، رئيس مجموعة سنترال للفنادق، إن قطاع الضيافة كغيره من القطاعات التي لم تكن لتتمكن من مواجهة تحديات الجائحة من دون دعم السلطات العليا، والتي لم تتأخر في توفير سبل التحفيز والدعم أكثر من مرة.

وأكد العبد الله على أن كل العاملين في قطاع السياحة حريصون على تحشيد جهودهم والتعاون مع السلطات بهدف بلوغ التعافي الذي تتطلع إليه دبي ومعها تطلعات ملايين السياح من مختلف دول العالم الراغبين بزيارة الدولة في أقرب فرصة ممكنة، وجميعنا راقبنا ردة فعل وسائل الإعلام العالمية بعد قرار دبي فتح أبوابها أمام السياح وليس آخرها ما قالته صحيفة واشنطن بوست، من إن فتح إمارة دبي الأبواب أمام السياح الأجانب يثير اهتمام العالم.

تعاون القطاعين

قال سعيد العابدي، رئيس مجموعة العابدي القابضة، إن القطاع السياحي يشكل أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد الوطني، ومن هنا جاء التركيز على تنشيط القطاع خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل التحديات التي يواجهها والناجمة عن تداعيات فيروس «كوفيد 19».

وأكد على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في تنشيط الحركة السياحية واستئناف عودة الزوار إلى الإمارات من خلال إشراك القطاع الخاص وقطاع الطيران في رسم الخطط والاستراتيجيات المستقبلية.

نقلة نوعية

أعرب نجيب الشامسي، الخبير الاقتصادي المدير العام لشركة مسار للأبحاث والدراسات الاقتصادية، عن سعادته بالمبادرات التحفيزية الـ 33 التي اعلنها مجلس الوزراء، مشدداً على أن هذه المبادرات ستشكل نقلة نوعية لدفع الاقتصاد الوطني بقوة للأمام في مواجهة جائحة «كورونا» بعد أن تغلب على أكبر تداعياتها السلبية، حيث بدأت القطاعات الاقتصادية تعود لوهجها الاقتصادي ودبت فيها الحياة بقوة وهو ما نشاهده اليوم في قطاعات الطيران والسياحة وتجارة التجزئة وغيرها.

ويشير الشامسي إلى أنه في الوقت الذي تعاني دول عديدة في العالم من تداعيات جائحة كورونا فإن الأمارات تؤكد تعافي اقتصادها وقدرتها على تجاوز كل تلك التحديات، بل وتأكيد حضورها صحياً واقتصادياً فبعد مبادراتها الإنسانية بتقديم مساعداتها لعدد كبير من دول العالم من الأدوية والمساعدات الطبية، وها هي تؤكد حضورها الاقتصادي بحزمة من المشاريع الضخمة، مسبار الأمل، صفقة بقيمة عشرين مليار دولار بين أدنوك وعدد من شركات عالمية، افتتاح خط جديد مترو دبي، ثم تدعيم الطاقة بمصادر جديدة كالطاقة النووية، وذلك بتشغيل أول مفاعل نووي سلمي في العالم العربي، وذلك من موقع براكة للطاقة النووية بأبوظبي.. واليوم نقول بكل فخر: عمار يا وطن الإنجازات.

Email