قصص لم تروَ

سهيلة خوري: دعم أسرتي بدّد خوفي من «كوفيد 19»

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكّل الدعم النفسي لأبنائها وأسرتها، سنداً قوياً لها، خلال تجربتها  في تعاملها مع فيروس «كورونا» المستجد، سهيلة خوري، رئيس قسم إدارة الحالات بمستشفى لطيفة للنساء والأطفال، تعمل شقيقتها استشارية للأمراض النفسية، والتي كان لها دور كبير في الوقوف بجانب أسرة سهيلة، لا سيما من الناحية النفسية، وتخطي حالة الخوف خلال الجائحة.

وحول تجربتها مع جائحة «كورونا»، تقول سهيلة خوري: منذ اليوم الأول للجائحة، قمت بحجر نفسي في غرفة منعزلة، خشية نقل الفيروس لأفراد أسرتي، وبقيت على هذه الحال فترة طويلة، أذهب لأسرتي عندما يضيق صدري، ويشدني الحنين واللهفة لمشاهدة أبنائي، ولكن في المنزل، أبقى بعيدة عنهم، وأتجنب احتضانهم، رغم صعوبة وقساوة الموقف، ولم أواجه أي صعوبات مع أسرتي ولا الأطفال، خاصة أن أختي تعمل استشارية أمراض نفسية، وكانت تقوم بدعم الأسرة والأولاد من الجانب النفسي، لأنه كان ينبغي إيصال المعلومة الصحيحة لهم، وإزالة الخوف والرهبة من قلوبهم.

وتضيف سهيلة: طبيعة عملي في مستشفى لطيفة للنساء والأطفال، هي توفير أسرة للمصابين، ومع استقبال المستشفى لحالات «كوفيد 19»، تم إعلامنا بأنه سيطلب منا تجهيز عدد من الأقسام بالمعايير المناسبة لغرف العزل، للبدء باستقبال المرضى، وهذا ما تم بسرعة كبيرة، وبدعم كبير من المدير التنفيذي للمستشفى، وقيادة صحة دبي.

في البداية، كانت الخطة هي أن يتم استقبال فقط النساء والأطفال في المستشفى، ولكن بعد ذلك، بدأنا في استقبال الذكور لأول مرة منذ تأسيس المستشفى، وتخصيص أقسام خاصة بهم، ورغم أن المستشفى وطاقمه متخصص لعلاج النساء والأطفال، إلا أننا لم نواجه صعوبة أو أي مشكلة في التعامل مع جميع المرضى من جميع الفئات، فقد كان الجميع يعمل بإخلاص.

كانت فرحة الكوادر الطبية والتمريضية كبيرة، عندما يتماثل الشخص إلى الشفاء، ونعمل بجهد لضمان استقرار الحالة لنقلها لمباني العزل، والتي تكون للحالات المستقرة، لنتمكن من إعطاء الفرصة للحالات الأخرى واستقبالها، لنتمكن من علاج عدد أكبر من المصابين.

وتتابع، رئيس قسم إدارة الحالات بمستشفى لطيفة للنساء والأطفال: صحيح كنا نتأثر بإصابة زملائنا، ولكننا في الوقت نفسه، كنا واثقين بعودتهم لنا، فنحن لدينا كوادر طبية تعمل باحترافية مع المصابين، هذه الجائحة، جعلتني أشعر فعلاً بقيمة الأشياء من حولي، وجعلتني أتمسك أكثر بأسرتي، كان هناك تشجيع كبير من قيادتنا الرشيدة، ونجاحنا في تخطي هذه الأزمة كان بفضل من الله، ووقفة الجميع وتعاونهم من المواطنين والمقيمين، وهذا أبسط ما يمكننا أن نقدمه، كرد الجميل لهذا الوطن، والحمد لله، قررنا واتفقنا أن يكون مستشفى لطيفة، أول مستشفى خالٍ من «كوفيد 19»، وكنا نعمل مع المدير التنفيذي للمستشفى، لتكون عيدية نقدمها لحكامنا، بعد العيد مباشرة.

 

Email