الإمارات تشغل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية عربياً

خليفة: فخورون بنجاح كوادرنا الوطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن نجاح الكوادر الوطنية في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي بمحطة «براكة» يعد إنجازاً نفخر به، باعتباره اللحظة الأهم في مسيرة البرنامج النووي السلمي الإماراتي.


وقال سموه إن هذا الإنجاز الذي يأتي بعد أيام قلائل من إنجاز مسبار الأمل يؤكد أن دولتنا بسواعد أبنائها تخطو خطوات مدروسة في مسيرة بناء المعرفة في المجالات كافة.


ووجه سموه في كلمة بهذه المناسبة التهنئة للقائمين على هذا الإنجاز الذي يراكم خبرات وطنية داخل مؤسساتنا البحثية والعلمية «نبارك لشعبنا هذا الإنجاز الذي نصوغ به رؤيتنا للمستقبل، وهنيئاً لكوادرنا الوطنية التي ترجمت رؤيتنا والأهداف التي وجهنا بها إلى واقع نفتخر به اليوم كما يفتخر به العالم».


وقال سموه: إنه لمن حسن الطالع أن ما تحقق اليوم وما تحقق بالأمس القريب يسير جنباً إلى جنب مع احتفالنا في فبراير 2021 باليوبيل الذهبي للاتحاد.


فخورون بالإنجاز ونثق في قدرات شبابنا العلماء، إنها إحدى اللحظات الملهمة التي نعيشها اليوم وستتذكرها الأجيال اللاحقة بكل الاعتزاز. وأكد سموه أن هذا الإنجاز الذي تم بمشاركةٍ أصيلةٍ فاعلة من الكفاءات الوطنية يشكل إضافة نوعية عالية القيمة تترسخ بها مكانة دولتنا في هذا القطاع الحيوي الذي يعد حكراً على قلة من الدول. وأعرب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن اعتزازه وتقديره بما تم تحقيقه على أرض الواقع، والذي يمنح أبناءنا الحافز والدافع القوي للمضي قدماً في إكمال باقي المهمة بنفس الإصرار والعزيمة، وقال: لقد آمنت الدولة بأن الاستثمار في العلم والرهان على قدرات الشباب رهان رابح لكسب معركة صناعة المستقبل. ووجه صاحب السمو رئيس الدولة التهنئة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وإلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة بهذه المناسبة، والتي نستذكر فيها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وإخوانه الآباء المؤسسين الذين أرسوا الأساس المتين لدولة قادرة على الانطلاق نحو المستقبل.


 إنجاز


وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمس نجاح الإمارات في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، مباركاً سموه لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإنجاز الكبير.


وقال سموه في تدوينتين عبر حسابه في «تويتر»: «نعلن اليوم عن نجاح دولة الإمارات في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، وذلك في محطات براكة للطاقة النووية بأبوظبي.. نجحت فرق العمل في تحميل حزم الوقود النووي وإجراء اختبارات شاملة وإتمام عملية التشغيل بنجاح.. أبارك لأخي محمد بن زايد هذا الإنجاز».


وأضاف سموه: «الهدف هو تشغيل أربع محطات للطاقة النووية ستوفر ربع حاجة الدولة من الكهرباء بطريقة آمنة وموثوقة وخالية من الانبعاثات.. الإمارات شطرت الذرة وتريد استكشاف المجرة.. رسالة للعالم بأن العرب قادرون على استئناف مسيرتهم العلمية ومنافسة بقية الأمم العظيمة.. لا شيء مستحيل».


وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تدوينة عبر حسابه في «تويتر»: «حققنا نقلة نوعية في قطاع الطاقة الإماراتي وخطوة مهمة على طريق استدامة التنمية، بأيدي كفاءاتنا الوطنية.. المحطة الأولى من محطات براكة للطاقة النووية السلمية تبدأ عملياتها التشغيلية وفق أعلى معايير السلامة العالمية.. براكة إنجاز حضاري وتنموي تضيفه الإمارات إلى رصيد إنجازاتها المتفردة».


تشغيل


وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، أمس عن تحقيق إنجاز تاريخي، تمثل في نجاح شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية، في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى.


ويعد هذا الإنجاز الأهم لغاية اللحظة في مسيرة البرنامج النووي السلمي الإماراتي، ومحطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.


ومنذ استلامها رخصة تشغيل المحطة الأولى في براكة من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في فبراير 2020، وإتمام تحميل حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة في مارس 2020، بدأت شركة نواة للطاقة التابعة للائتلاف المشترك بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو) في تنفيذ برنامج اختبارات شامل وبشكل آمن، وصولاً إلى نجاحها في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى.


وتتمثل عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى، في إنتاج الحرارة داخل المفاعل للمرة الأولى بشكل آمن، من أجل توليد البخار، الذي يعمل بدوره على دوران التوربين لإنتاج الكهرباء، حيث ركز خبراء فريق تشغيل المفاعلات المعتمد في «نواة» على التحكم الآمن بهذه العملية، وكذلك التحكم بمستوى الطاقة الناتجة عن المفاعل، وبعد اختبارات عدة ستكون المحطة الأولى جاهزة للربط مع شبكة كهرباء دولة الإمارات العربية المتحدة، وإنتاج أول ميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة للمنازل والقطاعات التجارية في الدولة.


اختبارات


وتمت كل الاختبارات هذه تحت إشراف الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المستقلة للأنشطة النووية في الدولة، وبعد إتمام مراجعة ما قبل بداية التشغيل للمحطة الأولى من قبل الرابطة العالمية للمشغلين النوويين في يناير 2020، وقبيل الحصول على رخصة تشغيل، والتي أكدت أن المحطة ملتزمة بأفضل معايير الأداء في قطاع الطاقة النووية.


وبهذه المناسبة، قال محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: «بلا شك تعد هذه لحظة تاريخية لدولة الإمارات، والتي أتت تتويجاً لأكثر من عقد من الرؤية الطموحة والتخطيط الاستراتيجي والإدارة المحكمة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي. وبالرغم من التحديات الحالية، التي تواجه العالم، أظهرت فرق العمل لدينا قدراً كبيراً ومميزاً من المرونة والالتزام بإنجاز المحطة الأولى بأمان تام، حيث نقترب خطوة أخرى من تحقيق هدفنا الخاص بتوفير ربع احتياجات الدولة من الكهرباء، وتعزيز مسيرة النمو والتطور لمستقبل الدولة باستخدام طاقة كهربائية آمنة وموثوقة وخالية من الانبعاثات».


وأضاف: «في إطار رؤية القيادة الرشيدة، أصبحت محطات براكة للطاقة النووية محركاً للنمو في دولة الإمارات، حيث ستنتج المحطات الأربع فور تشغيلها بالكامل 25% من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية في الدولة، إلى جانب دعم التنوع الاقتصادي من خلال توفير آلاف الوظائف المجزية عبر تطوير قطاع مستدام للطاقة النووية وسلسلة إمداد محلية». وتابع الحمادي «نثمّن دعم القيادة الرشيدة المستمر، والذي مكننا من تحقيق هذا الإنجاز الكبير، بالإضافة إلى دعم شركائنا في الدولة وشركائنا الكوريين، كما نتوجه بالتهنئة لكل من أسهم بهذا الإنجاز، وفي البرنامج النووي السلمي الإماراتي بشكل عام».


ربط


وفور ربط المحطة الأولى بشبكة كهرباء الدولة، سيواصل المشغلون رفع مستويات طاقة المفاعل بشكل تدريجي، من خلال عملية تعرف باسم «اختبار الطاقة التصاعدي»، والتي يتم خلالها مراقبة أنظمة المحطة وإجراء الاختبارات عليها، للوصول إلى التشغيل الكامل وفق المتطلبات الرقابية، ووفق أعلى معايير السلامة والجودة والأمن في العالم. وعند اكتمال هذه العملية خلال شهور عدة ستنتج المحطة كميات وفيرة من الكهرباء وبطاقتها القصوى، لدعم النمو الاقتصادي والازدهار الاجتماعي في الدولة لعقود مقبلة.


وقال المهندس علي الحمادي الرئيس التنفيذي لشركة نواة للطاقة «بداية تشغيل المحطة الأولى هي إنجاز كبير لشركة نواة للطاقة، التي تفي بالتزاماتها الخاصة بتشغيل وصيانة المحطة، وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة. نفتخر اليوم بتفاني فرق العمل لدينا والتعاون الوثيق مع شركائنا الكوريين والعديد من المنظمات الدولية، التي تتمتع بالخبرات الكبيرة في هذا القطاع، وهو ما مكننا من تحقيق هذا الإنجاز، وهو ما يعكس أيضاً التزامنا بتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة والشفافية في كل مراحل إنجاز المحطة، وصولاً لبداية تشغيلها مع الاستفادة من الخبرات الدولية في قطاع الطاقة النووية السلمية». وأضاف: «نفخر بشكل خاص بكفاءاتنا من المهندسين والفنيين النوويين الإماراتيين، الذين أسهموا في إتمام العمليات الإنشائية للمحطة الأولى، إلى جانب مديري تشغيل ومشغلي المفاعلات الإماراتيين الذين تم اعتمادهم لتشغيل المحطة بأمان، وكذلك الخبرات العالمية في فرق العمل، والذين يعملون جميعاً، لضمان عمليات تشغيل آمنة ومستدامة لعقود مقبلة».


وبهذا الإنجاز أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى في العالم العربي والثالثة والثلاثين على مستوى العالم، التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء على نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة، حيث تسهم محطات براكة بشكل كبير في جهود الدولة الخاصة بتوفير الطاقة الكهربائية، بالتزامن مع خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج الكهرباء. وعند تشغيلها بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 غيغاواط من الكهرباء، وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل إزالة 3.2 ملايين سيارة من طرق الدولة كل عام.


تعاون


ومنذ انطلاق البرنامج النووي السلمي الإماراتي في العام 2009، تعاونت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بشكل وثيق مع المؤسسات والجهات الدولية المتخصصة بقطاع الطاقة النووية، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرابطة العالمية للمشغلين النوويين، وفي إطار متطلبات الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، حيث أجرت الهيئة أكثر من 255 عملية تفتيش، لضمان التزام محطات براكة والموظفين والعمليات بأعلى معايير السلامة والجودة، بينما أجرت كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين أكثر من 40 عملية مراجعة وتقييم.وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أعلنت حديثاً عن اكتمال الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية في براكة وتسليم المحطة لشركة نواة للطاقة تمهيداً لبدء مرحلة الاستعدادات التشغيلية، بينما وصلت الأعمال الإنشائية في المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحلها النهائية، فيما وصلت النسبة الكلية للإنجاز في المحطات الأربع إلى أكثر من 94%.

لمشاهدة ملف"البراكة" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

Email