الأطفال أكثر عرضة للإسهال الصيفي و65 % من الحالات «فيروسية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

يعد الإسهال الصيفي وما ينجم عنه، واحداً من أخطر الأمراض التي تصيب الأطفال في هذا الفصل، ومن هنا تأتي أهمية التعامل الصحيح مع الإسهال الذي يبدو بسيطاً لكنه خطير.

ولإلقاء الضوء أكثر على هذا المرض وأعراضه ومضاعفاته وكيفية علاجه والوقاية منه، التقت «البيان»، الدكتور أيمن مرعي طبيب باطني في مركز شرطة دبي الصحي، حيث أوضح أن: «الإسهال الصيفي عند الأطفال يعتبر مرضاً شائعاً في كل أنحاء العالم، لاسيما بين الأطفال ما دون الـ 5 من العمر، وكلما قل عمر الطفل كلما ازدادت الخطورة، وذلك بسبب حاجة خلايا جسم الطفل للماء بشكل أكبر، مقارنة مع من هم أكبر منه».

فقدان السوائل

وأشار إلى أنه بشكل عام يعتبر الإنسان مصاباً بالإسهال إذا ارتفع عدد مرات التغوط إلى أكثر من 3 مرات يومياً، وأن أي فقدان للسوائل سيعرض الإنسان لا سيما الطفل الصغير لمشكلات خطيرة، إذا لم تعالج هذه الحالة بصورة صحيحة وفي الوقت المناسب.

وقال الدكتور مرعي : «تعتبر حالة الإسهال حادة إذا استمرت لـ 14 يوماً، ومزمنة إذا استمرت أكثر من 4 أسابيع، ومن المعلوم أن أغلب حالات الإسهال الحادة عادة ما تكون ذات منشأ أنتاني، وأما المزمنة فهي ذات منشأ باطني».

وعن أسباب الإصابة بالإسهال قال الدكتور أيمن إن أسبابه كثيرة جداً وأهمها الالتهابات الفيروسية، مشيراً إلى أن 65 % من الحالات، تكون أسبابها فيروسية، بالإضافة إلى الإصابة بالبكتيريا المتنوعة، إلى جانب أسباب لها علاقة بحساسية الطعام أو الدواء، أو أمراض الجهاز الهضمي والأمعاء.

وصنف الدكتور أيمن حالات الإسهال الحاد إلى نوعين وهما الإسهال الناتج عن جراثيم ذات سمية معوية وهذه عادة ما تكون إفرازيه سائلية بكثافة ولا تترافق معها ارتفاع في درجة الحرارة ولا يحتوي البراز في الغالب على دم أو كريات بيضاء أو قيح، ومن هذه الجراثيم «كلوستريديوم ديفسلز»، والمعوية السامة «ايتشريشيا كولي»، والعصية «سيرس» والطغيلي جياريا لامبيا.

وأما النوع الثاني من حالات الإسهال الحادة فيكون بسبب الجراثيم الاجتياحية وغالباً تكون حادة ويرافقها إعياء ويكون الإسهال مصحوباً بدم وكريات بيضاء وقيح وارتفاع في درجة حرارة المصاب، بالإضافة إلى الشعور بمغص حاد، ومن هذه الجراثيم: «السالمونيلا تيفوىيد، والشيغيلا ديزنطاريا، وايتشيريا كولى المعويه السامة والتي عادة ما تسمى بإسهال المسافر، وكاميلوباكتر الاميبا الزحارية».

وأوضح أن: «الإسهال الناتج عن الإصابة بالفيروسات عادة ما يصاحبه قيء حاد ذو طبيعة إفرازية وغالباً يتعامل معها الجسم وتنتهي تلقائياً من دون تدخل طبي».

العلاج

وأفاد بأن الخطر الذي يهدد الأطفال المصابين بالإسهال هو موضوع الجفاف، الذي ينقسم إلى بسيط ومتوسط وشديد، وأما البسيط فيمكن علاجه دون تدخل طبي، ولكن المتوسط والشديد يفضل أن يكون المريض لاسيما الأطفال الصغار تحت إشراف طبي لعلاجهم لأن الجفاف قد يسبب خللاً في أجهزة الجسم الأخرى.

وأشار إلى أن الوقاية هي الحل، وطرق الوقاية تكمن في الرضاعة الطبيعية، فالطفل الذي يرضع حليب الأم يكون محصناً ضد الإسهال وينمو بصورة صحيحة لاحتواء حليب الأم على مضادات البكتيريا والفيروسات، وكذلك فهو غذاء سليم ونظيف وكامل بالنسبة للطفل.

وأما بالنسبة للأطفال الذين لا يتناولون الحليب الطبيعي، فيتم تخفيف تركيز نسبة الحليب بالماء إلى الثلث ويتم تدريجياً زيادة النسبة إلى المعدل المعتاد بفاصل 3 أيام، كما تجب مراعاة المحافظة على نظافة عبوات الرضاعة وغليها وكذلك غسل اليدين بصورة صحيحة، وعلينا كذلك تخزين الحليب بصورة صحيحة.

وعن علاج الجفاف الناتج عن الإسهال لدى الأطفال قال الدكتور أيمن مرعي: «يجب الاستمرار بتغذية الطفل الاعتيادية وألا نمنع الحليب، وإعطاء الطفل محلول سوائل الإمهاء الفموي، وهي عبارة عن أملاح مضافة للماء محضرة بصورة فيزيولوجية تقارب ما يفقده الطفل عند حدوث الإسهال، بمعدل ملعقة كل ربع ساعة، أي جرعات بسيطة قليلة وبفترات متقاربة». ونوه بأنه لا ينصح بإعطاء الطفل المصاب بالإسهال المضادات الحيوية فليس كل طفل مصاب بالإسهال يعطى المضاد الحيوي وهذا خطأ شائع وقد يصيب الطفل بمشكلات مرضية خطيرة.

Email