تحذير من الخلطات المحظورة والصالونات تحتاط من «كورونا»

حنة العيد.. نقوش تعزف أهازيج البهجة والفرح

الحنة من العادات الأصيلة في العيد | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد رسوم ونقوش الحناء أحد مظاهر احتفالات العيد في المجتمع الإماراتي، الذي ما زال محافظاً على هذه العادة، التي توارثها عبر السنين، فهي تملك من السحر ما يجعلها تعزف على أيدي الفتيات أهازيج الفرحة بالمناسبات، ولا عجب إن سمعت بعضهن يؤكدن أن «العيد لا يحلو إلا مع الحناء».

وقبيل العيد تتنافس صالونات التجميل النسائية على تقديم تشكيلات واسعة ومتنوعة من النقوش ولعل الزائر غير المرغوب به هذا العام «كورونا» أدى لاتخاذ الصالونات إجراءات وقائية مشددة كي لا تتحول الفرحة بالعيد لحزن نتيجة انتشار العدوى بالفيروس.

وحذرت بلدية دبي من استخدام الخلطات المحظورة، في الحناء، حيث يتم إضافة بعض المواد إلى الحناء المستخدمة في الصالونات، من أجل زيادة دُكْنة اللون أو لغرض التثبيت لفترة أطول مثل المواد البترولية، من خلال تحضير خلطات غير معتمدة، أو استخدام منتجات غير مسجلة في نظام «منتجي»، تحتوي على المعادن الثقيلة السامة أو نسبة عالية من مادة «PPD».

وأكدت بلدية دبي لـ«البيان» أن «هذا الأمر قد يؤدي إلى العديد من الآثار الجانبية الصحية كالحرق والتحسس الجلدي، وعليه يجب الحذر من هذه الممارسات الخاطئة، والإبلاغ عنها مباشرة، مع ملاحظة قيام بلدية دبي، ومن خلال برامج الرقابة على الصالونات بالتحقق من استخدام منتجات مطابقة، بالإضافة إلى سحب العينات لغرض التحليل المخبري والتحقق من سلامتها».

3 مراحل للرقابة

وأوضحت بلدية دبي أن آلية الرقابة تشمل 3 مراحل أساسية وهي «التأكد من طريقة خلط الحناء والمواد التي تستخدم فيها وكيفية تخزينها من قبل المؤسسة، ثم فحص الحناء فيزيائياً من قبل المفتشة، وذلك عن طريق شم رائحة الحناء والتأكد من لون المنتج، ثم سحب عينات عشوائية للفحص المخبري، للتأكد من سلامة المنتج». وتحرص بلدية دبي على وضع خطط توعوية وتثقيفية للجمهور بناء على إحصاء البلاغات والاستفسارات وتقارير التفتيش، حيث يتم تحليلها بهدف رفع مستوى الوعي لدى الجمهور، حيث تحرص البلدية دائماً على تحليل المنتجات الكيميائية بشكل دوري للحفاظ على سلامة الجمهور.

وقامت بلدية دبي بإعداد ملصق يبين خطورة إضافة المواد الكيميائية في الحناء، وتم توزيعه على جميع الصالونات في إمارة دبي، بالإضافة إلى قيام ضباط التفتيش بتوعية أصحاب الصالونات بهذا الشأن، خلال الزيارات الميدانية.

مخالفات

وأشارت بلدية دبي إلى أن أهم المخالفات التي يتم تسجيلها تتمثل في «القيام بخلط الحناء بمواد أخرى غير معتمدة وتمثل خطورة على صحة الزبائن أو القيام بممارسات غير صحيحة مثل تقديم خدمة الحناء بعد خدمة إزالة الشعر، أو عدم إجراء اختبار للحساسية قبل تقديم الخدمة، ويتم تسجيل المخالفات في نظام التفتيش الذكي لعدم مطابقة المنتج للاشتراطات».

وأوضحت أن تقديم الخدمات المنزلية ليس بالأمر الممنوع، ويتم الرقابة عليها من قبل بلدية دبي في حال المؤسسة كانت مصرحة من اقتصادية دبي لممارسة النشاط المنزلي، حيث يتم زيارة المكتب الخاص بالصالون أو المؤسسة المرخصة للتأكد من توفر المستلزمات الخاصة بالخدمة المنزلية، على أن تكون ذا استخدام واحد فقط.

استخدام عشوائي

وقال الدكتور أنور الحمادي استشاري ورئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية لـ«البيان»: «إن الحناء تعتبر من العادات التي يكثر استخدامها في المناسبات، وحذر من الاستخدام العشوائي للحناء، خصوصاً الحناء السوداء، التي يجب الابتعاد عنها كونها تحتوي على مادة «بارافينيلين ديامين»، التي تعطي المادة السوداء». وأضاف: بالنسبة للأجسام الحساسة ومن لديهم أكزيما يفضل تجربة الحنة على منطقة صغيرة قبل عمل الحناء بشكل كامل، من خلال اختبار مدى قابلية البشرة للحناء، قبل استخدامها بشكل موسع، لافتاً إلى أهمية عدم المبالغة في استخدام الحناء للأطفال، لأن بشرتهم حساسة.

وأكد الدكتور الحمادي ضرورة عدم الاعتماد على حناء الجائلات، اللواتي ينتشرن خلال المناسبات، وعدم استعمال أي منتجات غير مكتوب عليها المحتويات، والابتعاد عن الحناء مجهولة المصدر والخلطات المنزلية، التي يمكن يتم إضافة المادة التي تعطي اللون الأسود لها.

رمزية

وبالحديث عن ارتباط الحنة بالعادات والتقاليد قالت منى بن شيبان المهيري مديرة سوق القطارة التابع لدائرة أبوظبي للثقافة والسياحة: «ترمز الحناء للفرح والبهجة وتعد من الأساسيات التي تعودت عليها بنات الإمارات، لا سيما خلال المناسبات السعيدة، وفرحة استقبال العيدين والأعراس. وعلى الصعيد الشخصي فإنني أحب وضع الحناء في شتى المناسبات».

وشجعت المهيري على ضرورة وجود حرفة الحناء في مختلف المهرجانات التراثية في الدولة، لأنها تقدم مفهوماً خاصاً عن المرأة الإماراتية وجانب من زينتها الجميلة والتي ما زالت تحرص على التمسك بتقاليدها حتى مع تبدل الأزمنة.

ومن جنابها أوضحت هيفاء مصبح أنه «لا يحلو العيد إلا مع الحناء التي تزين أنامل الفتيات الصغيرات والنساء».

وأضافت «تختلف أنواع النقوش وأحجامها في الصالونات النسائية، وكل نوع يتطلب سعراً معيناً، وزيادة الأسعار تنعكس على طلب الزبونة في زيادة النقوش في الصالونات.

وبالنسبة لي فإنني من المستحيل أن أستغني عن الحناء في العيد، إذ أحرص على وضع النقش الخفيف والجميل في الوقت ذاته». وبدورها أشارت سكينة أحمد الحجي إلى أن فرحة العيد لا تكتمل إلا بنقوش الحناء، وغالبية الفتيات يعشقن نقوش الحناء، وهن في محاولة دائمة للحصول على نقشة مميزة، وغالباً ما يقمن باختيار رسمة ما، من خلال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها تكون جديدة، ثم يطلبن من مسؤولة الحناء في الصالون بتطبيق النقش الجديد على أكفهن».

ولفتت مريم الظاهري إلى أن صالونات التجميل النسائية تمتلئ بالمواعيد قبيل العيد لتقديم خدمة نقش الحناء، وأضافت «تجدر الإشارة إلى أن الفتيات الصغيرات يقبلن أكثر على رسومات خفيفة ولا يحبذن الحناء على أطراف الأصابع، أما السيدات فيملن إلى النقوش المميزة بخطوط دقيقة كرسم الورود، وغيرها من النقوش، التي أصبحت متوفرة على اختلافها».

التزام

زارت «البيان» عدداً من الصالونات النسائية في منطقة العين، والتي أكدت التزامها بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، التي أصدرتها بلدية العين، وذلك بالحرص التام لا سيما خلال فترة العيد على تطبيق معايير واشتراطات الصحة والسلامة المتعلقة بمكافحة تفشي فيروس «كورونا» بشكل خاص، وارتداء عاملات الصالون للكمامات والقفازات كونه إجراء احترازياً للوقاية من انتقال أي عدوى، وتعقيم اليدين بشكل دوري قبل وبعد كل خدمة تجميل يتم تقديمها.

وتطلب إدارات الصالونات من كل زبونة وضع الكمامات، وترك مسافة تُقدر بمترين بين كل زبونة وأخرى.

Email