مدير إدارة الإفتاء في «إسلامية دبي» لـ« البيان »:

المعايدة عبر «التواصل» تعزّز الوقاية من «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال فضيلة الدكتور أحمد الحداد مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي إن المعايدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعزّز الوقاية من «كورونا»، وحيث إن المعايدة المباشرة متعذرة فإنها تحصل بوسائل التواصل، وكل قريب أو بعيد يعذر أخاه وصديقه، فالكل محتاج للحماية والوقاية.

وأضاف لـ«البيان» أن صلاة عيدي الأضحى والفطر من السنن المؤكدة على الأفراد، وهي فرض كفاية على أهل البلد، مشدداً على أهمية عدم تفويت أدائها في البيت مع الأهل، لا سيما وأن إقامتها في المصليات والمساجد متعذرة هذا العام بسبب هذا الوباء.

سنن نبوية

وتفصيلاً، قال مدير إدارة الإفتاء إن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يترك صلاة العيد من بعد أن شرعت في العام الثاني للهجرة، وقد قال تعالى: «فصل لربك وانحر» أي صلاة العيد ونحر الأضحية، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحض عليها حتى النساء، كما روت أم عطية، حيث قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج ذوات الخدور إلى العيدين، قيل: والحُيَّض؟ قال: «يشهدن الخير، ودعوة المسلمين»، فقالت امرأة: يا رسول الله، فإن لم يكن لإحدانا ثوب؟ قال: «تلبسها صاحبتها طائفة من ثوبها»، كما أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط والكبير، فدل على أن المرأة تخرج وعلى زوجها أن يأذن لها ويعينها على ذلك.

الصلاة في البيت

وفيما إذا كان هناك فرق بين أداء صلاة العيد في المسجد أو في مصلى العيد قال فضيلته: «الأفضل أن تكون في الصحراء اتباعاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه ما كان يصليهما إلا خارج البلد، وذلك ليتسع المكان للناس من كل أنحاء البلد، وإن كان المسجد واسعاً كسعة الحرمين والمسجد الأقصى ونحوهما فلا حرج من الصلاة فيهما، لحصول الغرض من كثرة الجمع، ولاسيما المساجد الثلاثة؛ لأن لها فضلاً على ما سواها».

وتابع: «حيث إن إقامة صلاة العيد في المصليات والمساجد متعذرة هذا العام بسبب وباء فيروس كورنا المستجد، فإنها لا تفوت بذلك، بل ينبغي للمسلم أن يحرص على أدائها في بيته مع أهله وعياله، ولا يلزم لها خطبة، بل تؤدى بكيفيتها – ركعتين يكبر في الركعة الأولى سبعاً بعد تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمساً بعد تكبيرة القيام، ويقول بين التكبيرات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».

إمساك عن الطعام

وفي سؤال حول حكم الإمساك عن الطعام والشراب في أول أيام عيد الأضحى المبارك من الفجر إلى أن تنتهي صلاة العيد، أجاب الدكتور الحداد: «يسن للمسلم أن يمسك عن الطعام قبل صلاة عيد الأضحى حتى يأكل من كبد أضحيته، بخلاف عيد الفطر فإنه يسن المبادرة بأخذ تمرة أو رطبة قبل الخروج إلى المصلى رغبة في امتثال شرع الله تعالى في الفطر، كامتثاله في الصوم»، فقد روى أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر على تمرات يوم الفطر قبل أن يخرج إلى المصلى»، وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يطعم يوم الفطر حتى يرجع من المصلى. وحيث إن الناس لن يضحوا هذا العام في بيوتهم، بسبب الوباء، ويشق عليهم انتظار الأضاحي من الجمعيات أو البلديات التي وكلوها بذبحها؛ فإن تطبيق هذه السنة سيكون متعذراً، فيؤجر الناس بنياتهم، وهذا من سعة الشريعة ورحمة الله تعالى بالأمة.

زيارة المقابر

وتطرق الدكتور أحمد الحداد إلى موضوع زيارة الأقارب والأصدقاء والمقابر لغرض المعايدة، موضحاً أن المعايدة بين الأقارب أمر مطلوب في كل مناسبة سعيدة لاسيما العيدين، لما فيها من جبر القلوب وصلة الرحم وبقاء وشائج القربى والألفة بينهم، وعدم فعل ذلك يؤدي إلى الوحشة والتنافر، وهو محرم شرعاً.

وأضاف: «حيث إنها في هذا العيد متعذرة بسبب الوباء فإنها تحصل بوسائل التواصل الاجتماعي المرئي والمسموع، والمقروء، فإن ذلك يحقق الغرض، وكل قريب أو بعيد يعذر أخاه وصديقه، فالكل محتاج للحماية والوقاية». وعن زيارة المقابر قال: «أما زيارة المقابر فهي مطلوبة دائماً لما فيها من العظة والاعتبار، وقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك كما روى ابن ماجة وغيره عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة» وروى الحاكم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها، فإنه يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجراً»».

وشدد مدير إدارة الإفتاء في إسلامية دبي على أهمية إظهار الزينة للرجال والأطفال، والنساء في بيوتهن في هذا اليوم من السنة، فإنه يوم الزينة، فينبغي إظهارها تحدثاً بنعمة الله تعالى، كما قال سبحانه: «وأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ».

تكبير

أكد الدكتور أحمد الحداد أن أهم الأعمال يوم عيد الأضحى هي الإكثار من التهليل والتكبير سائر أيام التشريق، وصلاة العيد وذبح الأضاحي وصلة الأرحام والإحسان للفقراء والمساكين، ويسن الاغتسال والتطيب ولبس الجديد، وإظهار الزينة والفرح، تحدثاً بنعمة الله تعالى، ولو لم يذهب للمصلى أو المسجد، فإن هذه الزينة والاغتسال لأجل اليوم لا لأجل التجمع، ولذلك تستحب للرجال والنساء ولو كن من ذوات الأعذار.

Email