نافذة الإطلاق متاحة حتى 3 أغسطس

تأجيل إطلاق «مسبار الأمل» إلى بعد غدٍ بسبب الظروف الجوية في اليابان

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون والتشاور مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، المسؤولة عن صاروخ الإطلاق الذي يحمل «مسبار الأمل»، أول مهمة عربية لاستكشاف المريخ، تأجيل إطلاق المسبار إلى بعد غد الجمعة 17 يوليو الساعة: 12:43 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات، من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، وذلك بسبب عدم استقرار الأوضاع الجوية في الجزيرة، حيث توجد منصة الإطلاق، مع تشكل سحب ركامية كثيفة، وطبقة هوائية متجمدة، جراء عبور جبهة هوائية باردة، بالتزامن مع الوقت الأصلي المقرر لإطلاق المسبار.

وأوضح عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، خلال الإحاطة الإعلامية المرئية التي عقدت أمس، أن «تأجيل إطلاق المسبار جاء حماية له، وحفاظاً على جهود سنوات من العمل، وأن تاريخ إطلاق المسبار وارد تأجيله مرة أخرى، بحسب حالة الطقس هناك»، مشيراً إلى أن نافذة الإطلاق مستمرة حتى 3 أغسطس المقبل، وهناك عوامل تقنية، إضافة لحالة الطقس، تحدد مدة تأجيل الإطلاق».

ورداً على سؤال «البيان» حول خطط الإطلاق، قال عمران: «كل يوم له خطة إطلاق مختلفة، بحسب المعطيات الجديدة، ولا يوجد عدد معين لإعادة مرات الإطلاق، طالما كان ذلك داخل نافذة الإطلاق المحددة بين 15 يوليو و3 أغسطس»، مشيراً إلى أن هناك سيناريوهات تعمل عليها إدارة المخاطر الخاصة بالمشروع، مثل فشل الإطلاق، أو عدم عمل أجهزة المسبار بعد الإطلاق، وأكد أن فريق الإطلاق يتمتع بروح إيجابية عالية، ولا يوجد ما يدعو لخيبات أمل، لأن هذا شيء متوقع ومعروف في مثل هذه المهمات، ويتم التعامل مع الوضع بشكل طبيعي، للتأكد من حالة مسبار الأمل، والفريق تم تدريبه على تغير خطط الإطلاق كثيراً، وأصبح لديه القدرة والكفاءة للتعامل مع مثل هذه المواقف بشكل عملي ومحترف.

بيانات جديدة

وقال شرف إن: «صاروخ الإطلاق ما زال في المبنى الموجود به، ولم يتحرك إلى منصة الإطلاق، وأجهزة «مسبار الأمل» العلمية سليمة، بينما يقوم فريق الإطلاق حالياً بأخذ إحداثيات عملها داخل الكبسولة وخارجها، والتأكد من سلامتها، خاصة أن: «الكبسولة تعتبر بمثابة غرفة نظيفة»، موضحاً أن فرق الإطلاق في اليابان ومحطة المراقبة الأرضية في الإمارات، يعملون حالياً على تفعيل خطط الإطلاق، وإدخال البيانات الجديدة للمهمة، وتم تدريب فرق المهمة وفق سيناريوهات تم اعتمادها سلفاً، على كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف والتحديات، وتم مراجعة فعالية الخطط كثيراً خلال الفترة الماضية.

مراجعة

وبيّن أن: «هناك اجتماعات يومية ستتم لتحديد ومراجعة كافة المعطيات الجديدة، بخصوص الأحوال الجوية، فضلاً عن حالة المسبار وكبسولة الإطلاق والصاروخ، لافتاً إلى أن تأجيل إطلاق المسبار، يعني تغيير خطط انفصال المسبار وتوقيته. كما أن آلية الاتصال لاستقبال الإشارات، تغيرت هي الأخرى، ولذلك، يجب تفعيل ذلك مرة أخرى، وهو ما يقوم به الفريق حالياً، لافتاً إلى أن فريق إطلاق المسبار، يتمتع حالياً بالسلامة والأمان ومعنوياته عالية».

توقيتات خاصة

وذكر شرف أن: «مشروع مسبار الأمل يختلف كثيراً عن إطلاق الأقمار الصناعية الاستشعارية، لأن هذه الأقمار يتم إطلاقها إلى الفضاء في أي وقت من العام، فيما مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ، تعتمد على توقيتات خاصة، بقرب المريخ من الأرض، وعليها، يجب استغلال ذلك لإطلاق المهمات المعنية باكتشاف هذا الكوكب، والتي لا تتوافر ظروفها المواتية إلا كل عامين، وإطلاق المهمات خلالها، وهو ما يطلق عليه بنافذة الإطلاق».

وجاء تأجيل إطلاق مسبار الأمل، بسبب عدم استقرار الأوضاع الجوية في جزيرة تانيغاشيما في اليابان، حيث توجد منصة الإطلاق، مع تشكل سحب ركامية كثيفة، وطبقة هوائية متجمدة، جراء عبور جبهة هوائية باردة، بالتزامن مع الوقت الأصلي المقرر لإطلاق المسبار.

وتم اتخاذ قرار التأجيل مدة يومين، في اجتماع عُقد بين فريق إطلاق المسبار في اليابان، وفريق مركز التحكم في الإمارات، وبين مسؤولي موقع الإطلاق في تانيغاشيما باليابان، وذلك لتقييم الأحوال الجوية قبل إطلاق مسبار الأمل، حيث تم استعراض آخر المعلومات عن حالة الطقس، وتبين أن الظروف غير مواتية للمضي قدماً في عملية الإطلاق في الموعد المحدد مسبقاً.

دور محوري

وتلعب الأحوال الجوية دوراً هاماً ومحورياً في تقرير موعد إطلاق الأقمار الاصطناعية، نظراً لتأثيرها الكبير، وخاصة في طبقات الجو العليا، في فرص الصعود الآمن للصاروخ، الذي يحمل مسبار المريخ نحو الفضاء. ويتم التحقق من الظروف الجوية وحالة الطقس بشكل دوري ومستمر قبل الإطلاق. وعليه، سيكون هناك تقييم لحالة الطقس قبل 5 ساعات من موعد الإطلاق الجديد، ومن ثم قبل الإقلاع بساعة واحدة، لتأكيد إمكانية المضي في قرار إطلاق المسبار في موعده.

حسابات دقيقة

وكان قد تحدد يوم 15 يوليو 2020، موعداً مستهدفاً لإطلاق مسبار الأمل، وهو اليوم الأول ضمن «نافذة الإطلاق» الخاصة بهذه المهمة الفضائية التاريخية، حيث تمتد هذه النافذة من 15 يوليو الجاري، وحتى 03 أغسطس المقبل، علماً بأن تحديد موعد «نافذة الإطلاق»، يخضع لحسابات علمية دقيقة، تتعلق بحركة مدارات كل من كوكبي الأرض والمريخ، وبما يضمن وصول المسبار إلى مداره المخطط له حول المريخ في أقصر وقت ممكن، وبأقل طاقة ممكنة، وتمتد فترة «نافذة الإطلاق» لعدة أيام، تحسباً للظروف المناخية وحركة المدارات وغيرها، وعليه، يمكن تأجيل إطلاق المسبار، وتحديد موعد جديد أكثر من مرة، طالما أن ذلك ضمن نافذة الإطلاق المفتوحة.

أمر مألوف

وسوف يتم اتخاذ قرار المضي قدماً في إطلاق مسبار الأمل، في الموعد الجديد، الذي تم تحديده فجر الجمعة الموافق 17 يوليو الجاري، بناء على معطيات الأحوال الجوية، حيث من المرجح في حال عدم توفر الظروف الجوية المناسبة، أن يتم تحديد موعد آخر للمهمة الفضائية، ضمن نافذة الإطلاق، التي تمتد نحو 3 أسابيع.

ويعد تأجيل إطلاق المهمات الفضائية، وخاصة المريخية، أمراً مألوفاً ومتوقعاً، سواء بسبب الأوضاع الجوية غير المواتية، أو بسبب مشكلات تقنية طارئة، حيث بالإمكان تأجيل الإطلاق لأي سبب كان، لضمان توفر أعلى معدلات النجاح، طالما أن التأجيل في إطار نافذة الإطلاق المتاحة.

وكانت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، أجلت إطلاق روفر برسيفيرانس Perseverance، مهمة الفضاء الجديدة للمريخ، 3 مرات حتى اليوم، علماً بأن المهمة كان من المقرر أن تنطلق إلى الكوكب الأحمر في 17 يوليو الجاري، ثم تأجل موعد الإطلاق إلى 20 يوليو، قبل أن يتم تأجيله للمرة الثالثة ليصبح في 22 يوليو، قبل أن يتم نقل التاريخ إلى 30 يوليو، حيث يعود سبب التأجيل في كل مرة، إلى مشاكل تقنية ظهرت أثناء اختبار الصاروخ بعد تجميعه وتزويده بالوقود. ويتوقع أن يصل الروفر إلى المريخ في فبراير من عام 2021، علماً بأن خبراء «ناسا»، أعلنوا أنه في حال لم يتم إطلاق الروفر الصيف الجاري قبل إغلاق نافذة الإطلاق في منتصف أغسطس المقبل، فستضطر إلى تأجيل إطلاقه إلى خريف عام 2022.

مهمات مؤجلة

وقبل ذلك، تم تأجيل إطلاق بعثة «إكسو مارس» لاستكشاف المريخ، التي كان مقرراً أن تطلقها كل من وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، ووكالة الفضاء الأوروبية في مارس الماضي، حتى عام 2022، بسبب أعطال تقنية. وتأتي هذه المهمة الفضائية بهدف دراسة الكوكب الأحمر.

وإلى ذلك، عمدت شركة «سبيس إكس» الأمريكية، إلى تأجيل إطلاق الدفعة الـ 10 من أقمارها الاصطناعية 3 مرات، حيث جاءت عملية التأجيل الأولى لعملية الإطلاق، التي كان يجب أن تضع بموجبها 57 قمراً اصطناعياً إضافياً في مدارات الأرض، في 26 يونيو الماضي، وجاء التأجيل الثاني في الثامن من شهر يوليو الجاري، بسبب الأحوال الجوية، في حين جاء التأجيل الثالث في 11 منه، وذلك بسبب الحاجة لإجراء المزيد من عمليات التحقق والتدقيق.

Email